أوباما يتحدى بوش ويقترح إجراء مناظرة معه ومع ماكين حول السياسة الخارجية

المرشح الديمقراطي قال إن سياسة الرئيس الأميركي في العراق استفادت منها إيران فقط

TT

تحدى المرشح الديمقراطي باراك أوباما الرئيس الاميركي جورج بوش والمرشح الجمهوري جون ماكين، بإجراء مناظرة معهما حول كيفية حماية الولايات المتحدة وموضوع الارهاب، وقال إنه مستعد لإجراء هذه المناظرة في أي مكان أو زمان، مشيراً الى انه ضد السياسات التي قسمت البلاد لذلك ترشح للرئاسة من أجل تغيير سياسة واشنطن.

وكان اوباما يرد على الانتقادات التي وجهها له بوش بكيفية غير مباشرة حيث اتهمه بأنه يريد «مهادنة» الدول التي ترعى الارهاب من خلال عزمه التفاوض مع دول مثل ايران وكوبا وكوريا الشمالية. وقال بوش إن التفاوض مع «الارهابيين والمتطرفين» لن يقنعهم بتغيير سياساتهم.

لكن أوباما الذي كان يتحدث في تجمع انتخابي في جنوب داكوتا، قال إنه لا يستغرب أي كلام يصدر عن بوش، وأضاف «سنوات ونحن نسمع كلام بوش ولا نستغرب مما يقول.. لذلك ليس غريباً ان يقول انني أريد إجراء محادثات مع ارهابيين»، بيد أن أوباما قال إنه ليس من اللائق ان يشن الرئيس الاميركي هجوماً على شخص بشأن قضية داخلية، وهو يتحدث أمام الكنيست الاسرائيلي، وقال إن الرئيس الأميركي لم يكن عليه أن يتحدث في الخارج امام أجانب ليهاجمه او يهاجم الديمقراطيين. وعبر أوباما عن امتعاضه ان يقارن بوش بينه وبين الذين كانوا يدعون للتفاوض مع النازي.

وانتقد أوباما سياسة بوش في العراق وأفغانستان وضد «القاعدة»، وقال إن بوش كان يفترض ان ينهي غزو العراق خلال أشهر لكن الحرب دخلت عامها السادس وأنفقت اميركا مبلغاً يزيد على 600 مليار دولار، ولم تجد القوات الاميركية اية اسلحة دمار شامل هناك. وبالنسبة لـ«القاعدة» قال إن اسامة بن لادن ما يزال يرسل شرائطه؛ في إشارة الى الشريط الذي بث اول من امس، وقال اوباما إن اكبر مستفيد من غزو العراق هي ايران، مشيراً الى ان حركة حماس سيطرت على غزة بسبب سياسة بوش الذي أصر على تنظيم انتخابات في الاراضي الفلسطينية. من جهة أخرى وجهت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون رسالة خاصة الى الناخبين، تؤكد من جديد انها ستواصل السباق حتى النهاية، للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي الذي سيعقد مؤتمره في الصيف المقبل في ولاية كولورادو، على الرغم من ان منافسها باراك اوباما قاب قوسين او أدنى من حسم السباق، وقالت هيلاري مخاطبة الناخبين: «انتم لم تيأسوا وأنا كذلك لن أيأس».

وتحدث اثنان من الخبراء والمحللين لـ«الشرق الاوسط»، لتفسير بقاء هيلاري في السباق على الرغم من تضاؤل حظوظها، يقول بيل فرنزيل عضو الكونغرس السابق واحد خبراء معهد بروكنز في واشنطن: «من الصعب جداً الشعور باليأس عندما تدخل سباقاً انتخابياً، وهي بددت الكثير من طاقاتها ومالها الخاص خلال الحملة الانتخابية، لذلك يمكنني أن أفهم لماذا لا تريد ان تيأس».

ويقول الباحث والمحلل السياسي غرايم بانرمان، وهو جمهوري لكنه وقف الى جانب اوباما في الانتخابات التمهيدية، إن حظوظ هيلاري ضئيلة للغاية، لكنها قطعاً تتوقع تحولاً دراماتيكياً في موقف «المندوبين الكبار» (حوالي 800 مندوب من اعضاء الكونغرس وقادة الحزب). وقال بانرمان لـ«الشرق الاوسط»، ان اوباما استطاع ان يتعامل بذكاء مع تصريحات مرشده الديني السابق جيريميا رايت، وهو ما تبين في انتخابات شمال كارولاينا وانديانا، وكانت حملة هيلاري تراهن على جذب عدد من المندوبين الكبار بسبب هذه القضية. بيد ان بانرمان يرى ان اوباما سيواجه مشكلة في بحثه عن تحالف عريض يضم ديمقراطيين ومستقلين وجمهوريين وسط المحافظين الذين تأثروا سلباً بتصريحات مرشده الديني. واضاف يقول «من المؤكد ان هذا الموضوع سيوظف من جديد خلال حملة الانتخابات الرئاسية، وربما قبل ذلك ايضاً.