وزير الدفاع السوداني: الهجوم على الخرطوم خططت له ومولته قوى دولية وإقليمية

الفريق عبد الرحيم حسين روى تفاصيل جديدة عن الهجوم: حركة العدل دمرت تماما وقتلاها 1600 عنصر

TT

قطع وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين، إن الاساس في الهجوم على ام درمان الذي نفذته حركة العدل والمساواة المسلحة في اقليم دارفور، هي قوى اقليمية دولية، لم يحددها، غير انه قال: «هي التي حددت الأهداف والغايات لهذا الغزو، ومولت عملية الهجوم تمويلاً كاملاً»، ورجح حسين بأن قتلى قوات حركة العدل والمساواة المتسللة أكثر من «1600» جندي، وقال: لا أستبعد أن يكون الناجي منهم قد تسلل داخل الأحياء، قبل ان يناشد المواطنين أخذ الحيطة والحذر.

وعبر وزير الدفاع السوداني عن اعتقاده بأن حركة العدل والمساواة دمرت تماماً، فيما ذكر بيان للناطق باسم الجيش ان قوات العدل والمساواة فرت هاربة ببضع عربات عددها 15 عربة، وان زعيمها مطارد الآن وسط الجبال والصحارى». وقال الوزير في تصريحات بالخرطوم إن حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم ودولة تشاد، أداة لقوى دولية وإقليمية، لم يسمها، لإسقاط نظام الخرطوم.

واضاف أن هذا الحديث تدعمه مستندات رسمية تم الحصول عليها ضمن غنائم المعركة، ومضى الى القول، إن الاساس في الهجوم على الخرطوم هي قوى اقليمية دولية، وهي التي حددت الأهداف والغايات لهذا الغزو ومولت عملية الهجوم تمويلاً كاملاً. وقال إن القوى الإقليمية الدولية قدمت الدعم الفني، الذي مكن قوات خليل من تجاوز كل مواقع القوات المسلحة، التي في طريقها عبر الاتصال بالأقمار الصناعية، واضاف: كانوا على اتصال دائم بهذه المجموعات، حيث يتم توجيههم في كل لحظة ليتجاوزوا مواقع القوات المسلحة حتى وصلوا مشارف أم درمان، وأشار في الخصوص الى أن الأسرى أدلوا باعترافات أكدت هذه المعلومات. وقال: «كذلك الامر الذي أكد لنا دخول قوة إقليمية دولية، أن كل طلعاتنا في الأيام السابقة، كانت تصدر بعدها إدانة بأننا قصفنا قرى ومواقع مدنية، بمعنى أننا مراقبون جوياً»، وتابع: «قمنا بتماس بين قواتنا الجوية والعدو خمس مرات وخسر فيها العدو أكثر من عشرين عربة». وكشف حسين أن الحكومة لم تخطط للمعركة مع خليل داخل الخرطوم، غير أنه عاد ليقول: «لو قيل لي ضع خطة لفضلت أن أستدرجهم إلى داخل المدينة».

واضاف أن قوات خليل عندما تجاوزت خط الدفاع الاول تم تحضير جهات تسمى «أرض القتل» بوصفها خط الدفاع الثالث، وقال: «لكننا لم نحتج لهذا الخط».

وقال ان أرض القتل كانت في وادي سيدنا وشارع العرضة ومدخل جسر الإنقاذ، كما كشف عن أن هنالك خط دفاع رابعا كان معداً في حال نجاح خليل في مهمته وهي كيف تسترد القوات المسلحة المواقع المحتلة، واضاف أن قوات خليل حاولت احتلال القاعدة الجوية بوادي سيدنا باعتبارها الهدف الرئيسي لها ومضى: «لكنهم لم يستطيعوا، لأننا حمينا القاعدة بخندق ضخم استطاع أن يصدهم»، ولفت وزير الدفاع الانتباه الى أن القوات التي جاءت لاحتلال القاعدة الجوية، «كان برفقتها طيارون مجهولو الهوية تم قتلهم جميعا».

وقال: «لم تكن المواجهة الاولى في وادي سيدنا، وإنما كانت في الكيلو «73» مع قوات شرطة الاحتياطي المركزي، التي استبسلت استبسالاً شديداً ومعظم شهداء الاحتياطي المركزي، كانوا في تلك المنطقة، وأضاف: عندما تدخلت القوات المسلحة مع الاحتياطي المركزي أفرزت قوات خليل مجموعة لتقاتلهم، واندفعت مجموعة ثانية الى الداخل، وكان هدفها الإذاعة والقيادة العامة والقصر. وأشار حسين وهو يسرد قصة دخول قوات العدل والمساواة الى الخرطوم، الى أنهم عندما دخلوا المدينة كانت مهمة القوات المسلحة استدراجهم لأرض القتل في شارع العرضة ومدخل جسر الإنقاذ.

وقال ان هنالك بعض الناس يقولون إننا تأخرنا في ضربهم، ولكننا كنا نحاول جمع أكبر عدد منهم حتى تجمعت أكثر من «50» عربة واصبحت أهدافاً سهلة للدرجة التي استطاعت دانة واحدة من سلاح المدرعات تدمير «7» عربات منهم. وأشار الى أن خليل تم إخلاؤه بعربة «بوكس» مدنية بيضاء بواسطة «الأدلاء» الموجودين داخل العاصمة من منطقة مدخل جسر الإنقاذ.

وذكر حسين أن عدد الجنود الذين جاؤوا مع خليل بحسب قائمة كانت معهم، كانوا أكثر من 2500 جندي لم يتم حصر قتلاهم حتى الآن، وقال: لكن بشيء من الحساب فخليل حتى أول من أمس كان معه من العربات ما يتراوح عدده ما بين «17 ـ 22» عربة من أصل «309» عربة تحرك بها من تشاد فإن افترضنا أن حمولة العربة «20» جندياً، فإن من قتل منهم أكثر من «1600» جندي، وتابع: «اعتقدت أن حركة العدل والمساواة دمرت تماماً، إلا أن يتم إعدادها من جديد»، وأضاف: «لا أستبعد أن يكون الناجي منهم قد تسلل داخل الأحياء، وناشد المواطنين أن يتعاملوا معهم بحسهم الأمني، وان يبلغوا عن أي شخص تبدر منه تحركات مريبة». وقال الفريق اول حسين إن خليل لم يقدم تنويراً لمجموعته بأنهم قادمون الى الخرطوم، إلا على مشارف أم درمان، وقال: «لأنه إن أوضح لهم أنه ينوي الخرطوم لما أتوا معه، لكنهم تحركوا معه على أساس أنهم سيدخلون الفاشر أو الجنينة أو حمرة الشيخ أو الأبيض أو سد مروي». وأضاف الوزير: «عندما وصلت قوات خليل الى الكيلو «170» قطعنا شكنا في أن الأمر مقصود به الخرطوم، وعندما تجاوزوا خط الدفاع الأول اتجهوا شمالاً وجنوباً داخل الخرطوم ومعظم الخسائر التي حدثت في القوات المسلحة وهم نحو «90» شهيداً كلها حدثت في خط الدفاع الثاني، وهو شارع شريان الشمال والمرخيات ومنطقة غرب أبو سعد وجبل أولياء، واشار الى ان خط الدفاع الاول كان لواء كاملا، وهو لم يدخل المعركة في بادئ الأمر، وقال: «لكننا بعد ذلك استفدنا منه. وقال: إن خليل ارتكب أخطاء فظيعة لأن حرب المدن تختلف عنها خارج المدن، وكان من الممكن أن تكون له ميزة المناورة الواسعة في الخارج»، بعد ان وصفه بـ«الموهوم»، قال وزير الدفاع إن خليل استمر في خطته رغم أننا كشفناها وأعلنا ذلك قبل يومين من المعركة، لكنه كان يوهم نفسه بأنه زعيم المهمشين في السودان.