قائد القيادة المركزية الأميركية: إيران لديها شبكة مؤذية مشابهة لـ«القاعدة» في غرب أفغانستان والعراق ولبنان

قال إن واشنطن ستدعم الجيش اللبناني على أن يكون مؤسسة وحدة وطنية ويبقى ملتزما بكل لبنان

مارتن ديمبسي
TT

أكد القائد المؤقت للقيادة الوسطى الأميركية المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان الجنرال مارتن ديمبسي، أن القيادة المركزية تعتبر ايران وتنظيم القاعدة متشابهتان كونهما تعتمدان على «الشبكات». وشرح ديمبسي في حوار مع «الشرق الاوسط» أن «هناك شبكة من النفوذ الايراني المؤذي في غرب افغانستان والعراق ولبنان وهذه الشبكة يمكن مقارنتها بشبكة (القاعدة) في باكستان والعراق وغيرها من مناطق في المنطقة». وتابع: «لمواجهة الشبكة، يجب ان يكون لدينا نحن شبكة من الحلفاء والوكالات الحكومية والضغط على الشبكة في كل مكان توجد».

وشدد ديمبسي على ما وصفه بـ«الشبكة الايرانية»، قائلا: «القضايا في لبنان والعراق وغرب افغانستان هي مسألة النفوذ الايراني، وعلينا ان نزيد من التوعية في المنطقة، لأن الدول في المنطقة عادة ما تنظر الى الامور بمفردها ولكن نريد ان نزيد من التوعية حول كيف تستخدم ايران نفوذها في المنطقة». وأضاف: «في بعض الاحيان النفوذ اقتصادي، ولكن في الكثير من الحالات النفوذ سلبي مثل تدريب تكتيكات ارهابية وتسليح مجموعات خاصة في العراق وعلينا بناء استراتيجية اقليمية لمواجهة ذلك»، موضحاً: «النفوذ الايراني شبكة اعمال، وعلينا الضغط على هذه الشبكة باستخدام كافة الادوات المتاحة مالية أو عسكرية». ورداً على سؤال حول استخدام الدبلوماسية، قال ديمبسي: «هذا ليس عملي انا»، مضيفاً: «هناك قضايا لا يمكن التفاوض عليها مثل الموقف الايراني من اسرائيل وإصرارهم على القدرات النووية العسكرية والنفوذ المؤذي في العراق». وعن العراق، قال ديمبسي: «التحرك في البصرة والالتزام الذي اظهرته الحكومة المركزية في استخدام القوة المسلحة ضد المجموعات الخاصة المدعومة من ايران كان في غاية الاهمية، وهذا ما أحاول إظهاره لحلفائنا في السعودية والأردن ومصر وغيرها». وأضاف: «اقول لهم انتم كنتم تنتظرون اشارة من حكومة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي فهذا هو الدليل». وتابع: «علينا تشجيع الدور العراقي في العالم العربي بدلا من دفعه الى النفوذ الايراني». وشرح انه لا يرى «المستوى الكافي من التقبل العربي للحكومة العراقية، ولكن ذلك يتحسن»، مضيفاً ان بلاده تأمل بـ«تقارب اكبر بين دول مجلس التعاون والعراق وهذا احد التطورات المطلوبة لتغيير الديناميكية في المنطقة».

وتحدث ديمبسي عن زيارته الى لبنان الاسبوع الماضي، قائلا «قال لي (قائد الجيش اللبناني) الجنرال ميشيل سليمان علينا ان نصبر فالجيش يحاول الا ينجر في حرب أهلية. وطلب منا ان ندعم الجيش اللبناني باعتباره مؤسسة للوحدة الوطنية. وانه طلب دعما للقوات الجوية وعربات عسكرية بالاضافة الى تطوير قدرات الجيش نفسه». وقال: «لقد تعهدنا لهم بالدعم بناء على ان الجيش مؤسسة وحدة وطنية وان يبقى الجيش ملتزماً بكل لبنان وان ينتبه للتركيبة الدينية والطائفية بحيث يمثل لبنان كله». وبينما شدد ديمبسي على «النفوذ المؤذي لايران» في المنطقة، لفت الى ان الحرب ضد تنظيم «القاعدة» «تسير بشكل جيد». وأضاف ان «رسالة القاعدة بدأت تتراجع في العالم العربي ووعودهم الفارغة بدأت تظهر على انها فارغة وهذا أهم من التخلص من أمير من القاعدة هنا وهناك».

والتقت «الشرق الاوسط» بديمبسي في كانساس، وتحديداً معسكر «فورت ليفنورث» حيث شارك قائد القيادة الوسطى بحفل تخريج 87 ضابطاً من «كلية الدراسات العسكرية المتقدمة»، حيث كان طالباً نفسه قبل 20 عاماً. وقال ديمبسي في كلمته امام الضباط: «ان الجيش بحاجة الى دعم المفكرين في الجيش للطريق الى الامام في العراق وأفغانستان». وأشار ديمبسي الى ضرورة إعداد «خطة جديدة في باكستان» بعد تغيير الحكومة، قائلا: «كانت لدينا خطة شاملة ولكن بعد تغيير الحكومة وتغيير موقفها نحن بحاجة الى العودة الى التخطيط لخطة جديدة».

وأشار ايضاً في كلمته الى لبنان والقرن الافريقي وضرورة العمل على خطط لحماية تلك المناطق بالإضافة الى العراق وأفغانستان.