كابل: مقتل 4 جنود أفغان وطفل في هجوم انتحاري

منتدى دولي في باريس يتناول مسيرة الإعمار في أفغانستان اليوم

افغان يجلسون بالقرب من قبر الملك نادر شاه الذي يعد تحفة معمارية ودمر خلال حروب «المجاهدين» (ا ب)
TT

قتل أربعة جنود أفغان وطفل في ساعة مبكرة صباح امس عندما فجر انتحاري نفسه قرب مركبة تابعة للجيش الأفغاني بإقليم خوست بجنوب غربي البلاد. وصرح خيبر بشتون، المتحدث باسم حاكم الاقليم، بأن الحادث وقع في مدينة حيدر خيل بمنطقة إسماعيل خيل. وأضاف أن أربعة جنود أفغان آخرين ومدنيا واحدا أصيبوا في الانفجار.

وفي الوقت نفسه جاء في بيان للقوات القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان أن ثلاثة أشخاص يشتبه أنهم من المتشددين اعتقلوا خلال عملية مشتركة للقوات الافغانية وقوات التحالف في الاقليم نفسه. وأضاف البيان أن الاعتقال جرى خلال عملية بحث مشتركة في منطقة تيري زايي بإقليم خوست مستهدفة خلايا شبكة «حقاني» المسؤولة عن العديد من الهجمات بالعبوات البدائية الناسفة في المنطقة.

من جهة اخرى في باريس من المتوقع ان يحتل موضوع المساعدات لإعمار افغانستان حيث تندد منظمات انسانية عدة بنقص الاموال والافضلية المعطاة للنفقات العسكرية، الجزء الاكبر من النقاش خلال «المنتدى الدولي للمجتمع المدني والقطاع الخاص» الذي يعقد اليوم في باريس.

ويهدف اللقاء الى الاستماع الى العاملين على الارض من الافغان والاجانب قبل اجتماع دولي حول افغانستان يعقد في 12 يونيو (حزيران) في العاصمة الفرنسية ايضا.

وستشارك حوالي اربعين منظمة مختصة بمسائل التنمية والشؤون الانسانية والدفاع عن حقوق الانسان في المنتدى الذي يفتتحه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وسيبحث المشاركون في وضع حقوق الانسان وأولوية التنمية ودور المجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل تحسين نوعية المساعدة في افغانستان. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية «يجب ان نعرف ما الذي يسير على ما يرام وما الذي لا يسير جيدا» في مجال المساعدات وتمتين دولة القانون في افغانستان.

وستنقل توصيات المنتدى الى المؤتمر الدولي في 12 يونيو الذي يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الافغاني حميد كرزاي، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووفود من حوالي 80 بلدا ومؤسسة دولية. وتسعى باريس من خلال هذه اللقاءات الدولية الى ان تلعب دور المدافع عن مفهوم «أفغنة» المساعدة الدولية، أي النقل التدريجي للمسؤوليات في مجال الامن والتنمية الى الافغان انفسهم. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان البلد حقق منذ سقوط نظام حركة طالبان الاسلامية في نهاية 2001 تقدما كبيرا على صعيد التعليم، خصوصا الفتيات، والصحة والبنى التحتية. إلا ان افغانستان لا تزال البلد الأفقر في العالم، والمنتج الكبير للخشخاش الذي يستخدم لتصنيع الافيون والهيروين، بينما يعيق انعدام الامن في عدد كبير من المناطق الجهود الدولية.

وتصاعدت حدة العنف منذ نحو سنتين رغم وجود حوالي سبعين الف جندي من قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة والقوات الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي، على الاراضي الافغانية.

وافاد تقرير لوكالة تنسيق المساعدات في افغانستان نشر في نهاية مارس (آذار) في كابل بأن الدول الغربية لم تقدم منذ 2001 إلا 15 مليار دولار من اصل 25 مليارا وعدت بها، ما يعيق عمليات السلام والتنمية في البلاد. وتنظم الوكالة التي ستشارك في مؤتمر باريس انشطة 94 منظمة للمساعدة على التنمية بينها «اوكسفام» و«كير» و«سيف ذي تشيلدرن».

ونددت حوالي 15 منظمة فرنسية غير حكومية الخميس في باريس بالاولوية التي يعطيها المجتمع الدولي، بحسب رأيها، للخيار العسكري في افغانستان على حساب المساعدات الانسانية والإعمار. وقال رئيس منظمة «ماديرا» غير الحكومية بيار لافرانس «في افغانستان، تخصص سبعة دولارات للإعمار المدني مقابل كل 100 دولار للنفقات العسكرية». واعرب المسؤول عن منظمة «اطباء العالم» في افغانستان غي كوسيه عن الأسف كون «الخيارات السياسية القاضية بتعزيز الوجود العسكري تعادل كلفتها خمس سنوات من المساعدات الانسانية». واضاف أن هذا يحصل فيما لا يزال من المستحيل ايصال المساعدات الى غالبية الاراضي الافغانية، وان فصل الشتاء كان قاسيا جدا (1300 حالة وفاة نتيجة البرد)، وان اسعار المواد الغذائية الاساسية ارتفعت بشكل كبير، بينما ينتظر ان يكون الموسم الزراعي سيئا في 2008. وقالت بيغي باسكال من منظمة «سوليداريتيه» ان الشعب الافغاني لا يزال بنسبة 80% يعاني من «وضع هش» على الصعيد الامني بعد سبع سنوات من الاطاحة بحكم نظام طالبان، وان 50% من السكان يعانون من نقص الأمن الغذائي الذي يزداد يوما بعد يوم.