ارتياح أوروبي لمفاوضات سورية وإسرائيل.. وفرنسا تشيد بتطور موقف دمشق

أنقرة: القضايا التي طرحها الجانبان السلام مقابل الأرض

TT

فيما يبدو استئنافا للنشاط الدبلوماسي الأوروبي باتجاه دمشق، أعرب ميغل انخل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا، وخافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن ارتياحهما لمسعى استئناف المحادثات على المسار السوري ـ الإسرائيلي، وذلك خلال اتصالهما أمس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن المسؤولين الأوروبيين نوها بـ«التوافق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف اللبنانية في الدوحة» و«عبرا عن تقديرهما للدور البناء الذي قامت به سورية في هذا المجال».. وأن الاتصالين تطرقا إلى «موضوع بدء المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيا.. وأعربا عن ارتياحهما لمسعى استئناف المحادثات على المسار السوري ـ الإسرائيلي». على صعيد آخر التقى المعلم السفير المكلف بمشروع الاتحاد المتوسطي في قصر الاليزيه ألان لوروا، في إطار التشاور بين فرنسا وسورية حول مبادرة الرئيس الفرنسي ساركوزي لعقد قمة قادة الاتحاد من أجل المتوسط في فرنسا خلال يوليو (تموز) المقبل. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن السفير لوروا إشارته إلى «أهمية مشاركة سورية في هذه القمة نظراً لدورها المهم في المنطقة» وأن اللقاء بحث في «جوانب العلاقة السورية الفرنسية وسبل تطويرها». وقال لوروا إن المباحثات «تركزت حول مشروع الاتحاد المتوسطي والإعداد له» وأن زيارته سورية تأتي ضمن جولة له على دول منطقة حوض البحر المتوسط لإجراء المشاورات بشأن هذا المشروع، مشيراً إلى أن «رأي سورية مهم جداً في هذا المشروع الذي سيسهم في تطوير التعاون بين أوروبا ودول المنطقة». وكانت العلاقات السورية ـ الفرنسية قد شهدت توترا بداية العام الحالي على خلفية الأزمة في لبنان، وتصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مصر وتهديده بقطع العلاقات مع سورية ما لم تساعد على حل الأزمة، وردا على ذلك قامت دمشق بإعلان تعليق المباحثات السورية ـ الفرنسية التي كانت جارية بشأن حل الأزمة في لبنان، ودخلت العلاقات الدبلوماسية الفرنسية ـ السورية بحالة جمود إلى أن عاد وزيرا خارجية البلدين ليلتقيا على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق الذي انعقد في الكويت في ابريل (نيسان) الماضي، حيث بحثا الموضوع اللبناني، بدون أن يسفر اللقاء عن جديد في العلاقات بين البلدين، وتأتي زيارة السفير لوروا بعد أيام قليلة من توصل الأطراف اللبنانية إلى اتفاق الدوحة الذي لاقى ترحيبا من الجميع. وقال مسؤول فرنسي كبير أمس إن الاتفاق الذي وقع الاربعاء في الدوحة بين اطراف الأزمة اللبنانية والذي سيتيح انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، يظهر ان سورية غيرت موقفها.

وقال هذا المسؤول الكبير لوكالة الصحافة الفرنسية «اذا ما تأكد هذا الانتخاب، فانه سيخلق إطارا جديدا.. هذا يعني ان سورية تطورت». واضاف «يبدو لي ان موقف اصدقائنا الاميركيين قاس بعض الشيء»، في اشارة الى التهديدات الكثيفة التي وجهتها الولايات المتحدة الى سورية وايران اللتين تتهمهما واشنطن بدعم «حزب الله» اللبناني.

وفي انقرة، اكد وزير الخارجية التركي علي باباجان ان مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت في الايام الثلاثة الماضية في اسطنبول بين سورية واسرائيل برعاية تركيا كانت «مرضية» للجانبين وستستمر بشكل دوري. وقال الوزير التركي ان «الطرفين راضيان لان المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة ايام، الاثنين والثلاثاء والاربعاء، في اسطنبول سمحت بايجاد ارضية (تفاهم) مشتركة». واضاف ان «المحادثات ستتواصل دوريا».

ورفض باباجان التعليق على القضايا التي طرحها الجانبان مكتفيا بالقول ان «الفلسفة الاساسية (للمفاوضات) هي السلام مقابل الارض، والارض مقابل السلام».

واكد الوزير التركي ان «مفاوضات مباشرة يمكن ان تصبح ممكنة فقط عندما يتم التوصل الى تقدم ملموس ومرض في هذه العملية». واوضح ان المحادثات ستتواصل في اسطنبول طالما لم يطلب اي من الجانبين نقلها الى مكان آخر.

وفي رد فعلها المبدئي العلني على الاتصالات السورية ـ الاسرائيلية قالت الولايات المتحدة انها لا تعترض على المحادثات لكنها كررت نقدها لدعم سورية «للإرهاب».

ويرى كثير من المحللين ان العداء الاميركي لدمشق ولتحالفاتها مع ايران و«حزب الله» اللبناني لا يرجح التوصل الى اتفاق سلام سوري ـ اسرائيلي قبل ان يترك الرئيس الاميركي جورج بوش البيت الابيض في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وفي نيويورك، اشاد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان باعلان سورية واسرائيل «استئناف المفاوضات برعاية تركيا بهدف التوصل الى سلام شامل استنادا الى مقررات مؤتمر مدريد».