عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: نعد لاجتماع لوزراء الخارجية العرب للنظر في الوضع الفلسطيني

قال إن خالد مشعل اتصل أملا في حل النزاع بين حماس وفتح تحت رعاية الجامعة العربية مثلما حدث بالنسبة للبنان

TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «أن اتفاق الدوحة وضع لبنان على طريق الحل والاستقرار»، وأنه ـ أي الاتفاق ـ يصمد بوفاق القوى السياسية التي وقعت عليه، مشدداً على أن ذلك الاتفاق «ليس استراحة»، وقال «إن دعم الجيش اللبناني يكون بطلب من الدولة اللبنانية»، وأفاد بأن المرحلة الثانية في لبنان مسؤولية داخلية.

كما تحدث موسى في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» قبل مغادرته القاهرة إلى بيروت عن زيارته إلى لبنان وسورية، واعتزامه تنفيذ قرار القمة العربية الخاص بتحسين العلاقات بين البلدين، وكشف عن فحوى اتصال خالد مشعل به موضحاً «أن رئيس المكتب السياسي لحماس أبدى استعداده لدخول حركته في حوار مع حركة فتح تحت رعاية الجامعة العربية ينهى الخلاف بينهما».

ووصف موسى الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل بأنها «جدية»، غير أنه لم يعول عليها كثيراً، إذا كانت إسرائيل غير جادة، على غرار ما فعلت فى الملف الفلسطيني.

ووضع الأمين العام لجامعة الدول العربية العديد من علامات الاستفهام عن نتائج زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة، وعدم الوفاء بوعده في إقامة دولة فلسطين، وقال «لقد أضاع الرئيس الأميركي فرصة تحسين صورة بلاده في الخارج أثناء تواجده في شرم الشيخ، ومشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، وكشف عن أن الجامعة العربية تدرس إقامة حوار مع الادارة الاميركية الجديدة، كما هو معمول به في العلاقة بين الجامعة والقوى الأخرى في العالم، وتناول موسى خلال لقاء «الشرق الأوسط» معه مشاكل السودان والصومال، مؤكداً أنه سوف يزور السودان قريبا ولم يستبعد المشاركة في مؤتمر للمصالحة الصومالية». وفيما يلي نص الحوار:

* هل اتفاق الدوحة استراحة أم حل؟

ـ اتفاق الدوحة يعد الخطوة الأولى الرئيسية نحو الحل، وإعادة بناء الدولة، رئيساً وحكومة وبرلماناً على أساس التوافق وقاعدة.. لا غالب ولا مغلوب.. وأنا أثق في هذا الاتفاق وهو ليس مجرد استراحة أو هدنة وأرجو أن يعمل كل الأطراف على ضمان تنفيذه لتحقيق الاستقرار في لبنان، وبصفة عامة عندما ينتخب الرئيس وتشكل الحكومة ويتفق على قانون الانتخاب يتم حل أية مشكلة في ضوء نتائج الانتخابات القادمة، إضافة إلى ذلك يعاد بناء الاقتصاد اللبناني سواء عن طريق باريس 3 ووفاء الدول المانحة بتعهداتها أو فتح الباب للسياحة وللتجارة وهذا ما يحدث حاليا بالفعل وبذلك تعود الحياة الدستورية والسياسية إلى طبيعتها كما نأمل، ووفقا للمبادرة العربية سوف تتحسن الحياة الاقتصادية وبذلك ينتقل لبنان إلى وضعه الآمن والمستقر.

* كيف ترون تصريح وليد جنبلاط الذى أبدى خلاله مخاوف عبر عنها باستخدام عبارتكم «في التفاصيل تكمن الشياطين»؟

ـ هناك خشية دائمة من الوضع القلق الذي تتعرض له المنطقة وهذا ينعكس على لبنان وعندما ينعكس هذا القلق على لبنان الضعيف يصبح تأثير ذلك سلبيا وسيئا، وأما عندما ينعكس على لبنان المستقر والقوي تستطيع الساحة السياسية اللبنانية امتصاص الكثير من التوترات المحيطة في المنطقة.

* ألا تخشى من اختراقات لإجهاض اتفاق الدوحة؟ ـ نستطيع القول إن صحة لبنان سيكون لها أثر في الحفاظ على مصالحه وتوازنه في إطار التغييرات والتجاذبات الشديدة القوية داخل منطقة الشرق الأوسط.

* ألا ترى معضلات أو صعوبات قادمة قد تواجه لبنان بعد اتفاق الدوحة؟ ـ لا أستبعد صعوبات وكذلك ما ذكره الأخ وليد جنبلاط من مخاوف حول شياطين التفاصيل، ولكني أرى أن الذي يمكن أن يساعد في حل المشاكل أن هناك علاقة شخصية فتحت مرة أخرى بين الأطراف للحديث بين كل القوى لحل أي خلاف من منطلق الاتصالات السريعة فيما بينهم والتي تعالج الكثير من الخلافات والتفاصيل ولا ينتظرون وسيطا.

* العماد ميشال سليمان ذكر بأنه لا يستطيع إنقاذ لبنان وحده؟ ـ قطعا لأن إنقاذ لبنان أصبح مسؤولية كل اللبنانيين وكل التوجهات السياسية داخل لبنان والتي تشكل حكومة الوحدة الوطنية وسوف تصبح مسؤولية الرئيس وحكومة الوحدة الوطنية، والتي تضم كل القوى اللبنانية.

* من سيشكل الحكومة وهل تخشى خلافا حول رئاستها؟ ـ رئيس الحكومة سيكون كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال حوار بين الاغلبية لاختيار رئيس الحكومة والذي يكلفه الرئيس ميشال سليمان بتشكيل الحكومة وفق اتفاق الدوحة.

* ماذا عن علاقة الدولة بالتنظيمات وسلاح حزب الله ؟ ـ سوف نرى فيما بعد كيف يكون الموقف بعد تنفيذ الأولويات التي اتفق عليها فى الدوحة وأرجو أن تكون كل التداعيات ايجابية في هذا.

* لماذا لا يكون سلاح حزب الله ضمن سلاح الدولة اللبنانية ؟ ـ هذا الموضوع لا أريد الدخول فيه الآن.

* كيف ترون ما ذكرته واشنطن لدعم الجيش اللبناني؟ ـ كل هذا مجرد تصريحات وهي كثيرة، وإنما أتصور أن دعم الجيش اللبناني يجب أن يكون بطلب من الحكومة اللبنانية وبتعاون الدول العربية.

* هل من مبادرة جديدة للجامعة تساهم في المرحلة الثانية في لبنان؟ ـ المرحلة الثانية في لبنان.. لبنانية فيما يتعلق بالبناء، إضافة إلى ملف العلاقات السورية اللبنانية الذي يجب أن نعمل عليه.

* هل انتخاب الرئيس اللبناني سوف ينعكس بالإيجاب على العلاقات العربية السورية وخاصة مع السعودية ومصر؟

ـ أعتقد أن انتخاب الرئيس اللبناني عامل مساعد ومهم في هذا الإطار.

* ما هو طبيعة الدور الذي ستقوم به لتحسين العلاقة بين سورية ولبنان؟ ـ سوف أسعى إلى تنفيذ قرار القمة العربية وأعتقد أن عددا من الدول العربية سوف يساهم معي.

* هل العمل سيكون في إطار اللجنة الوزارية العربية؟ ـ ممكن وسوف يتحدد ذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد بعد أسبوعين للنظر في الوضع الفلسطيني بعد زيارة بوش للمنطقة وسيكون هناك نوع من التواصل.

* كيف تقيمون موقف الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن عملية السلام؟ ـ لقد دهشت من زيارته للمنطقة بدون حدوث تقدم، وبدون تنفيذ وعده الرسمي بإقامة دولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، تعيشان جنبا إلى جنب وهذه كانت فرصة خطيرة جداً لم يتحقق منها شيء وتضع أمامنا علامات استفهام ـ إلى متى ؟ وأين الحل؟ وأين المساعي التي يتحدث عنها في كل مناسبة؟ وأين التقدم؟ وأرى أنه كانت أمام الرئيس الأميركي جورج بوش فرصة لتغيير الصورة الأميركية لم تستغل بل بالعكس أدت إلى الكثير من الضيق وعلامات الاستفهام لأن الجميع يتساءل: أين نتائج مؤتمر أنابوليس؟ وأين الوعد بإقامة دولة فلسطين ولماذا نضيع كل الفرص والظروف بدون أي استثمار إلا إذا كان هناك تراجع أميركي عن السلام.

* إذا كان التراجع الأميركي واضحا، فما هو الخيار العربي؟ ـ عندما نجتمع في مجلس وزراء الخارجية العرب سوف نقرر.

* هل ستقوم الجامعة بدور في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني؟ ـ هناك الكثير من الأصوات الآن التي تطالب بدور للجامعة في كل الملفات وأن تستمر على هذا الزخم لمعالجة عدد آخر من المشاكل وعلى رأسها عدد من العناصر الفلسطينية والحوار بين الفصائل والتهدئة والتوصل إلى موقف فلسطيني سياسي موحد.

* هل طلب منكم خالد مشعل حوارا بين الفصائل الفلسطينية على غرار الحل فى لبنان؟

ـ تحدث معي الأخ خالد مشعل أول من أمس مهنئا أولاً بالحل في لبنان ومبديا استعداده لعملية من هذا النوع نفسه تنهي النزاع بين فتح وحماس.

* هل الجامعة العربية تنسق مع السعودية ومصر للبناء على ما تم في اتفاقي مكة والقاهرة؟ ـ بالتأكيد سوف يكون هناك اجتماع لمجلس وزاري عربي يقرر ذلك ومشاورات مع الرئيس أبومازن وضبط الأمور بحيث نتحرك على قاعدة عربية جماعية كما عملنا في قطر وهي قاعدة جماعية تنبع من الجامعة العربية ومظلتها وجهازها السياسي والفني.

* إسرائيل لا تتجاوب مع مساعي التهدئة..هل ستوافق على السلام؟ ـ إسرائيل لا تريد السلام.

* هل تتهرب من السلام بمفاوضات مع سورية؟ ـ لا تنافس بين المسارات والحديث هو الجلاء عن الجولان المحتل يتوازن في أهميته مع قيام الدولة الفلسطينية.

* ما هو نوع الدعم العربي للدور الذي تبذله تركيا لاستئناف مفاوضات بين سورية وإسرائيل؟

ـ أولا أحيي الجهد التركي وسنتابع وأعتقد أن المحاولة التركية جادة، ولكن إذا كانت إسرائيل على نفس الجدية التي تبديها مع المسار الفلسطيني لا تنتظري شيئا.

* ماذا عن نتائج اجتماع منتدى التعاون العربي الصيني؟ ـ كان الاجتماع الذي انعقد في البحرين مناسبة جيدة وكانت لي مباحثات مع وزير الخارجية الصيني حول العلاقات العربية الصينية وهذا دور الجامعة الذي يهتم بكل المصالح العربية ويحميها ويعظمها، والعلاقة مع الصين مهمة لأنها قوة صاعدة اقتصادية وكذلك قوة سياسية وقد وقعت على اتفاق تنفيذ برنامج للتعاون حتى عام 2010.

* في المقابل ماذا عن الحوار الأميركي العربي؟ ـ يجب علينا أن نصحح ونضع أطرا للتعاون كما نعمل مع الصين، فالحوار مع الصين بُنِي على الإيجاب والقبول من الجانبين، وعليه يجب أن نتأكد من ذلك مع أميركا وأن تعمل على إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي.

* هناك تعاون بين العرب من خلال الجامعة ودول أميركا اللاتينية هل يمكن عمل نفس البرنامج مع الادارة الأميركية؟ ـ هناك مؤتمر عربي اميركي انعقد في أوائل مايو الماضي وكنت في واشنطن وقطعت الزيارة بسبب أزمة لبنان، وأرى أن هناك اطرا كثيرة للعمل مع أميركا ويجب تفعيل هذه الاطر خاصة أن هناك تغييرا قادما في الإدارة الأميركية وهذا محل دراسة لتأسيس نمط مستقبلي للحوار مع أميركا.

* ماذا عن السودان المشتعل؟ ـ أنا مرتاح لوقف إطلاق النار في آبيي والآن في دارفور نحتاج لحل يلم كل هذه الأمور إنما يجب إعطاء الاهتمام البالغ للعلاقة بين الشمال والجنوب في إطار اتفاق السلام في نيفاشا وسوف أزور السودان قريباً.

* لماذا لا يتم استغلال آلية مجلس السلم والأمن العربي في حل المشاكل العربية؟ ـ لو كنا فشلنا لا قدر الله في لبنان كان ولابد من تحريك مجلس السلم والأمن العربي وبعد تحريك موضوع لبنان أصبحت كل الآليات متوفرة لدينا.

* بالنسبة للصومال هل هذا وارد ؟ ـ هذا وارد ولدينا اهتمام كبير بموضوع الصومال وهناك بعثة ووفد عربي مشكل من سفير الجامعة في نيروبي وسفير الجامعة في الصومال ومدير الادارة الافريقية في الجامعة وتحدثوا مع الحكومة، ومن المقرر الذهاب إلى جيبوتي لاستئناف الحوار مع مختلف القوى الصومالية، وأرى أن الصومال يحتاج اهتماما أكبر والجامعة العربية تهتم بكل المشاكل العربية على نفس الدرجة، ولكن اذا اتفق الصوماليون على المصالحة سوف أشارك في هذا.