اعتقالات ومداهمات وتفريق مصلين في بغداد والبصرة تهدد اتفاق الهدنة مع التيار الصدري

الناطق باسم التيار لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر رداً رسمياً * مسؤول أمني: لم نمنع صلاة الجمعة

عراقيات يهتفن في مظاهرة أمس احتجاجا على اعتقال عناصر من التيار الصدري في منطقتي العامل والشعلة في بغداد (أ.ف.ب)
TT

عاد التوتر بين التيار الصدري من جهة والحكومة والائتلاف العراقي الموحد من جهة ثانية بعد اسبوع من دخول اتفاق الهدنة بين الطرفين في مدينة الصدر حيز التنفيذ. التصعيد الجديد كان على خلفية تدخل قوات الأمن اول من أمس لتفريق مصلين في مدينة البصرة وإلقاء القبض على آخرين خلال صلاة الجمعة ايضا في منطقة حي العامل ببغداد.

وأكد صلاح العبيدي، المتحدث باسم التيار الصدري، ان تياره ما زال مستمرا في تنفيذ بنود الاتفاق، وانهم بانتظار رد رسمي حول ما حصل في مدينة البصرة وبغداد، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الى ان 400 من أتباع التيار اعتقلوا في حي العامل ببغداد من قبل القوات الاميركية، فيما اطلقت قوات الأمن العراقية عيارات نارية لتفريق مصلين في منطقة خمسة ميل في البصرة. وقال العبيدي «ان بعض الاحزاب السياسية ترى ان منابر الصلاة في الجمعة هي لتوجيه الناس، بل ان بعضهم يرى ان صلاة الجمعة ربما تحسب بالشكل الذي قد يضرهم في انتخابات مجالس المحافظات الآن». وحول ما اذا كان ما حصل يهدد بنود اتفاق الهدنة، قال العبيدي «لم نجدْ أيَّ فقرة من فقرات الاتفاق توصي بهذه الاجراءات التي حصلت، ونحن ملتزمون بها وننتظر رداً حول ما حصل، ونؤكد اننا مازلنا ملتزمين ببنود الاتفاق».

من جهته، هدد النائب عقيل عبد الحسين عن التيار الصدري بأن كتلته ستتخذ «موقفاً حازماً» في حال قيام القوات الأمنية مرة أخرى بمنع إقامة صلاة الجمعة في الحسينيات التابعة للتيار، حسبما افادت به الوكالة المستقلة للأنباء «أصوات العراق».

من جانبه، نفى قاسم عطا، المتحدث باسم خطة فرض القانون أن يكون عدد المعتقلين هو 400 في منطقة حي العامل. وقال لـ«الشرق الأوسط» «إننا لم نمنع المُصلين من أداء فرضِ صلاتهم منفردين أو جماعة، ولكن كان لدينا واجب في منطقة البياع، وحي العامل ورحمانية الشعلة.

ومن الطبيعي عند انتشار أية قطعات عسكرية نقوم بتطويق المنطقة. وتم اعتقال 176 في منطقة حي العامل من قبل القوات الأمنية العراقية والقوات المتعددة الجنسيات المساندة؛ وقسم من هؤلاء من المطلوبين قضائياً، وسيتم اطلاق سراح مَنْ لم تثبت ضده قضية او لم يكن مطلوباً للقضاء خلال 48 ساعة».

واشار عطا الى ان القوات الامنية اغلقت جامع الرحمة في منطقة رحمانية الشعلة «حيث وجدت ثلاث جثث واسلحة محظورة ثقيلة ومتوسطة. كما تم العثور في منطقة حي العامل على 500 قطعة سلاح و10 عبوات ناسفة ومدافع هاون، وإن العمليات التي تجري ضمن مهام القوات في البحث عن المطلوبين والاسلحة». وحول الاوضاع في مدينة الصدر، أكد عطا ان صلاة الجمعة تمت بشكل طبيعي في المدينة، ولم تسجل أيَّ خروقات امنية وتم العثور على كميات كبيرة من الاسلحة خلال يومين خلال مداهمة معامل ومدارس وساحات عامة، ولم تتم مداهمة المنازل حتى الآن وكل المداهمات والاعتقالات تتم وفق تحقيقات وأوامر قضائية». وفي البصرة، حاولت الاجهزة الامنية تفريق المصلين في منطقة خمسة ميل حي الهادي، وأطلقوا عدداً من العيارات النارية اودت بحياة طالب في الكلية التقنية، حسبما ابلغ شهود عيان «الشرق الأوسط». وافادت مصادر من مكتب الصدر في المحافظة، أن الساحة القديمة أغلقت، وهي الساحة المقابلة للمكتب. ويدعي عدد من اعضاء التيار انهم يختارون الساحات العامة لاداء الصلاة في الجمعة لعدم وجود جوامع كافية تسع الأعداد الهائلة من المصلين.

في نفس الوقت، أعلن قيادي في جيش المهدي عملية البدء بالتفتيش عن المطلوبين وإلقاء القبض على قسم منهم في منطقة الاورفلي وحي جميلة منهم 4 اشخاص من عناصر جيش المهدي. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، تحسين الشيخلي لـ«الشرق الاوسط»، ان قضاة عراقيين بدأوا بإصدار أوامر قضائية لإلقاء القبض على المطلوبين، الامر الذي نفاه فريد الفاضلي، القيادي في جيش المهدي، الذي قال لـ«الشرق الاوسط»: «اننا لم نشاهد حتى الآن امرا قضائيا واحدا، وان عمليات الدهم والتفتيش وإلقاء القبض بدأت في منطقة الأورفلي وحي جميلة، وتم القاء القبض على عددٍ من المسلحين؛ بينهم 4 افراد من جيش المهدي».