مسؤول إماراتي يرد على الخارجية الإيرانية: قضية الجزر «احتلال» بمعنى الكلمة

نائب رئيس المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: السياسة الإيرانية لم تتغير منذ عهد الشاه

TT

بعد يومين من تصريحات إيرانية تقلل من شأن احتلالها للجزر الإماراتية، رفض مسؤول اماراتي لـ«الشرق الأوسط» التعريف الإيراني لاحتلال جزر بلاده الثلاث بسوء الفهم، وأنه «احتلال بكل ما تعنيه الكلمة»، مؤكدا في الوقت ذاته أن التعاطي السياسي الإيراني مع قضية الجزر «لم يتغير منذ عهد الشاه حتى الجمهورية الإسلامية».

وقال احمد بن شبيب الظاهري النائب الأول لرئيس المجلس الوطني إن موقف بلاده من الجزر الإماراتية المحتلة واضح «إما المفاوضات الثنائية أو تحكيم طرف ثالث أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية، وهذا كله ترفضه للاسف إيران، ومازالت تعتبر احتلالها للجزر الثلاث هو مجرد سوء فهم، بينما ما تعيشه جزر أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، منذ الثلاثين من نوفمبر 1971 وقبل يوم واحد من قيام الاتحاد، هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة».

ورد الظاهري على تصريحات سيد محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أول من أمس برفض التحركات التي يقوم بها المجلس الوطني الإماراتي، بالقول إن التحرك الذي يقوم به المجلس «هو جزء من عمل الدولة وهو أحد أركان السياسة العامة للدولة، موقفنا واضح الجزر عربية إماراتية محتلة ويرفض الجانب الإيراني التعاطي وفقا لهذه المعطيات».

واعتبر المسؤول الإماراتي أن إصرار الجانب الإيراني على اعتبار احتلال جزر بلاده الثلاث بـ«سوء الفهم»، لا يعدو كونه محاولة لكسب الوقت، وقال «كسبوا ستة وثلاثين عاما عبر هذه التصريحات، وهم يسعون لمحاولة كسب المزيد من الوقت عبر الترويج على أن الخلاف هو سوء فهم، بينما الحقيقة أنه احتلال وليس له اسم آخر غير الاحتلال».

واستهجن نائب المجلس الوطني الاماراتي المظاهرات التي خرجت مؤخرا في طهران ضد السفارة الإماراتية، رافضة المطالب الإماراتية بشأن جزرها المحتلة، وقال «نحن نعلم كيف تسير مثل هذه المظاهرات.. هذه التحركات مرفوضة فنحن نعلم أنه لا أحد يستطيع الخروج بمظاهرات في إيران إلا بأذن مسبق.. إنها مظاهرات موجهة».

وزاد احمد شبيب الظاهري «التصريحات الإيرانية ليست جديدة على الإطلاق، لكنهم لم يكونوا يصرحون بها للإعلام، واستطيع القول إننا نشعر بارتياح فما كنا نسمعه من الإيرانيين مباشرة كانوا يرفضون التصريح به علنا». واضاف أن الموقف الإيراني لم يتغير منذ عهد الشاه حتى الجمهورية الإسلامية، «السياسة نفسها الفلسفة لا تتغير مارسها نظام الشاه وتمارسها السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية».

غير أن احمد بن شبيب الظاهري أكد أن بلاده في الوقت الذي تطالب بحقها في أراضيها المحتلة، «فإننا نؤكد علاقتنا مع جارتنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي نأمل ألا تتأثر باحتلال الجزر الثلاث».

وفي السياق نفسه، شبه مصدر إماراتي مسؤول جزر بلاده المحتلة بـ«الأراضي العربية التي تحتلها اسرائيل»، بل أن المصدر الاماراتي زاد من وتيرة الرد ضد طهران بالقول إن الجانب الإيراني «لا يريد أن يفهم»، وقال مصدر في الخارجية الإماراتية «يبدو ان الجانب الإيراني لا يريد ان يفهم. ليس هناك سوء تفاهم بيننا بل احتلال حقيقي»، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وبحسب المسؤول الإماراتي «ليس هناك ارض محتلة أكثر قدسية من ارض محتلة أخرى. الاحتلال هو احتلال أكان من قبل إسرائيل او إيران او أية دولة أخرى».

وعادة ما تفضل الدبلوماسية الإماراتية العمل في ملف الجزر الإماراتية بهدوء وبعيدا عن الرد على الاستفزازات الإيرانية التي دائما ما تهون هذا الاحتلال واعتباره لا يشكل أية مشكلة بين البلدين. وخلال زيارة له للإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2006، فاجأ علي لاريجاني الأمين العام السابق لمجلس الأمن الوطني الشارع الإماراتي، بتصريحات قال فيها إن احتلال بلاده للجزر الإماراتية لا يعدو كونه «موضوعا بسيطا جدا»، و«حالة من سوء الفهم ستزول»، و«مسألة خلافية محدودة يمكن حلها بسهولة ولا تؤثر على علاقات البلدين». وكانت ايران قد احتلت الجزر الإماراتية الثلاث المشرفة على مضيق هرمز بين ايران والامارات بعد انهاء الانتداب البريطاني للخليج في 1971، وترفض منذ ذلك الحين مطالبة الامارات باستعادتها، كما ترفض عرض القضية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي.