ردود فعل تنتقد خطاب نصر الله.. وميقاتي يدعو سليمان إلى «انقلاب أبيض»

فرعون: محاولة لوضع العصي في دواليب الحوار

TT

راوحت ردود الفعل اللبنانية على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بين مرحب بمتحفظ ومنتقد بشدة. فيما برز اتفاق القوى السياسية اللبنانية على الإشادة برئيس الجمهورية ميشال سليمان والإعراب عن الأمل بدوره المستقبلي في حل الأزمة التي تعصف بالبلاد.

وفي هذا الإطار، أبدى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي تفاؤله بـ «إمكان تجاوز الصفحات المؤلمة الماضية». ورأى في انتخاب سليمان رئيسا «خطوة مهمة جدا لاعادة السقف المؤسساتي الى هذا الوطن» متمنيا «ان تترجم عناوين خطاب القسم عبر الاداء السياسي وتعاون الجميع في المرحلة المقبلة». وقال: «لقد تم توجيه دعوات الى العماد سليمان للقيام بانقلاب للوصول الى السلطة. وقد رفض ذلك واصر على الوصول الى الحكم بالطرق الشرعية الديمقراطية. لكنني اتمنى عليه اليوم ان يقوم بانقلاب ابيض من داخل المؤسسات للعودة الى تطبيق احكام الدستور واتفاق الطائف نصا وروحا».

من جهة اخرى، رأى ميقاتي ان خطاب نصرالله «تضمن الكثير من النقاط الايجابية سواء على صعيد الرغبة بالتعاون والمشاركة وادراك ميزة لبنان وخصوصيته»، لكنه قال: «من المسائل التي استوقفتني، واعتقد انها تحتاج الى توضيح اكثر، المسألة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية. وقد فهمت من كلام سماحته ان هذه الاستراتيجية معني بها حزب الله وحده. واذا كان الامر كذلك فانني اتساءل اين دور الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية؟ انني على يقين ان سماحته يعي ذلك وسيتعاون مع الدولة اللبنانية لايجاد الاستراتيجية الدفاعية الملائمة للوضع في لبنان».

من جهته، اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ان خطاب نصر الله «محاولة لوضع العصي في دواليب الحوار»، مشددا على «ضرورة توضيح دور الدولة والجيش والقوى الامنية في ما يتعلق بالتنظيمات المسلحة وقرار الحرب والسلم في البيان الوزاري وفي مناقشات الحكومة المقبلة، ومسؤولية الدولة بالنسبة الى هذه التنظيمات». وقال: «ان التفسير المسبق لدور الدولة في ما خص السلاح مناقض لمبدأ الحوار. وكأن الكلام عن المشاركة يأتي في اتجاه واحد».

وقال النائب بطرس حرب انه كان ينتظر من خطاب نصر الله «ان يكون مناسبة تعطي انطباعا عن جو جديد. لكن المواقف التي اعلنها جاءت لتؤكد مواقف سابقة. ولم يشعر اللبنانيون ان الخطاب راعى الجو الجديد بتولي رئيس الجمهورية مهامه في اليوم الاول، ما يفرض تأمين الظروف المؤاتية لانجاحه في ممارسة مهامه وصلاحياته ولفتح صفحة جديدة، لاسيما ان رئيس الجمهورية الجديد في خطابه كان في قمة الاعتدال واظهر توجها لا يؤذي احدا بل يساهم في بناء الدولة واعادة قرارها الى المؤسسات. وللاسف، لم يترك خطاب السيد حسن نصرالله هذا الشعور».

واضاف: «ان كان الوقت الآن ليس لابداء الملاحظات على خطاب السيد حسن نصر الله، فانني افضل ارجاء البحث الى طاولة الحوار الهادئ بعيدا عن الاعلام والتشنج. واني اتمنى على القيادات السياسية الاسهام في اشاعة جو من الهدوء والتقارب والاستعداد للتعاون. وقد بدأنا عهدا جديدا، وهو فرصة يجب عدم تفويتها، لا بل يجب علينا توفير جو من الارتخاء السياسي لاسيما انه تلت خطاب البارحة ردات فعل عاطفية عليه اوقعت اشكالا (حادث كورنيش المزرعة) نتجت عنه ضحايا. ولا يجوز ان يبدأ عهد رئيس الجمهورية الجديد بـ 17 جريحا».

ورأى النائب عمار حوري (المستقبل) ان ما حصل في عدد من مناطق بيروت اول من امس شكل «نقطة سوداء، طبعا، في مسيرة الدخول الى الحل»، وقال: «هذه الاستفزازات وهذا التجاوز لمنطق التسوية ولمنطق التفاهم لم يكن مريحا للكثيرين وشكل استفزازا للكثيرين. وبالرغم من ذلك نقول ان اتفاق الدوحة كان ولا يزال اتفاق الضرورة لكل اطراف البلد، وحين نقول اتفاق الدوحة نتحدث عن اتفاق تسوية. وبالتالي على الجميع ان يقلع عن منطق الرابح او منطق الطامع ليفرض شروطه على الآخر. ان اتفاق الدوحة هو المدخل الحقيقي. ولكن على الجميع ان يقوموا بجهد كبير لانجاح مضمون هذا الاتفاق».

وانتقد النائب انطوان اندراوس (كتلة النائب وليد جنبلاط) بشدة كلام نصر الله، معتبرا ان «اطلالاته هي نذير شؤم على اللبنانيين بحيث انه مع اية اطلالة او خطاب للسيد يدفع المواطن اللبناني الكلفة الامنية والاقتصادية وتتحول شوارع بيروت الى مرتع للرعاع. وهذا ما حدث بعد خطاب السيد نصر الله».