مصادر فرنسية: ساركوزي «استعجل» الاتصال بالأسد بتشجيع من قطر

يزور بيروت غدا على رأس أركان الدولة والمعارضة الفرنسية

TT

يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت غدا قبل الظهر في زيارة تحمل مدلولات سياسية قوية إن لجهة توقيتها حيث هي الأولى لرئيس أجنبي الى لبنان منذ انتخاب الرئيس ميشال سليمان أو لجهة تشكيل الوفد الفرنسي الذي يضم كبار رجال الدولة.

وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية إن ساركوزي يريد من زيارته ومن تشكيل وفده الفريد من نوعه في الزيارات الرسمية «التأكيد على الإجماع الوطني الفرنسي على دعم لبنان والتزام باريس على مساعدة العهد الجديد في كل الميادين، إن لجهة تسهيل الحوار بين اللبنانيين أو مواكبة تنفيذ اتفاق الدوحة وتأمين الرعاية العربية والدولية له». وبحسب هذه المصادر، تريد باريس أن تجدد التزامها بدعم لبنان ليحصل على كل ما وعد به في مؤتمر «باريس ـ3» وإبراز حرصها على أن يضع لبنان التزاماته المالية والإصلاحية موضع التنفيذ. كذلك سيحرص الرئيس الفرنسي على تجديد التزام باريس بدعم الجيش اللبناني تجهيزا وتدريبا بالنظر للدور الكبير المنوط به في ضمان استقرار لبنان.

وتراهن الدبلوماسية الفرنسية، في هذه المرحلة، على فائدة «ربط سورية بعربة الحل» وهو ما يفسر الى حد كبير إسراع الرئيس الفرنسي بالاتصال بنظيره السوري بشار الاسد بعد انتخاب العماد سليمان رئيسا للبنان.

واستبعدت مصادر فرنسية واسعة الإطلاع أن يزور الرئيس ساركوزي دمشق أو أن يلتقي الرئيس الأسد قبل قمة الاتحاد من أجل المتوسط المرتقبة في باريس في 13 يوليو (تموز) المقبل رغم اهتمام باريس بحضور الأسد شخصيا لهذه القمة. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيحضر الى باريس في الثاني من يوليو للمشاركة في الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة المتوسطية كما ينتظر أن يزور أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار الدبلوماسي لساركوزي دمشق قريبا.

وأفادت مصادر فرنسية أن قطر التي تربط أميرها الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم، مهندس اتفاق الدوحة، علاقات وثيقة بالرئيس ساركوزي «شجعت» الرئيس الفرنسي على معاودة الاتصال سريعا بدمشق في ما يبدو أنه «قرار اتخذ في رئاسة الجمهورية ومن غير التشاور مع الخارجية». وبحسب مصادر فرنسية رسمية واسعة الإطلاع، فثمة «من يعتقد بإمكانية التفاهم مع الرئيس السوري» حول الملف اللبناني في محيط الرئيس ساركوزي. وكان مرجع فرنسي كبير قد انتقد ما سماه «التسرع» في تطبيع العلاقة مع دمشق.

ورغم أن المصادر الفرنسية ما زالت «تستبعد» حضور الأسد الى باريس، إلا أنها تعتبر أنه إذا حضر، فإن ذلك سيشكل «تغيرا كبيرا في الشرقين الأدنى والأوسط إذا تصورنا أن الأسد سيكون على بعد أمتار قليلة من أولمرت». وترى باريس أنه إذا سارت سورية على هذا المنوال فإنها «يمكن أن تجد نفسها في موقع التناقض مع طهران حتى في لبنان حيث «لا مصلحة لسورية بوجود حزب الله قوي يفلت من سيطرتها». وفي هذا الإطار، تطرح باريس سلسلة تساؤلات عن عملية اغتيال عماد مغنية في دمشق رغم اعتبارها «المبدئي» أن المخابرات الإسرائيلية وراء العملية (التوقيت، الاستهداف، غياب المعلومات وعدم نشر نتائج التحقيق السوري الرسمي...).