إسرائيل تعارض حوارا بين عباس وحماس.. وهنية يبدي استعدادا لإنجاحه

مسؤول في السلطة: مصرون على إنهاء الخصام حتى لو «يزعلوا».. وموسى يبدأ تحركا عربيا

TT

قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت من أهمية دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبدء حوار مع حماس، قائلا من على متن طائرته التي عادت به من واشنطن إلى إسرائيل «نحن معتادون في منطقة الشرق الأوسط على سماع الأقوال دون ان نرى الافعال وموقف إسرائيل بهذا الشأن واضح ومعروف لدى أبو مازن».

وتعارض إسرائيل والولايات المتحدة بدء اي حوار مع حماس قبل ان تعترف بحق إسرائيل في الوجود، وبالاتفاقات السابقة الموقعة بينها وبين منظمة التحرير، وهو ما ترفضه حماس. وقالت مصادر إسرائيلية، ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس طلبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس توضيحا حول إعادة تفعيل الحوار الفلسطيني الفلسطيني، خلال اتصالها به أول من أمس. وقال ناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية إن عباس أكد لرايس عدم عدوله عن مطالبته حماس بالاعتراف بإسرائيل والإقرار بشرعية الاتفاقات السابقة. وتعقيبا على مكالمة رايس مع عباس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون مكورماك ان المبادرة اليمنية تدعو إلى الحوار شريطة ان تقبل حماس قيادة فتح واتفاقات فتح السابقة مع إسرائيل. وقال مكورماك «لم تتغير شروطه (عباس) لأي محادثات مع حماس. ولم نلمس اي تغير على الإطلاق». وفي المقابل أكدت السلطة الفلسطينية انها ماضية في طريق المصالحة، اذا ما تعهدت حماس بالتراجع وإنهاء الانقسام.

وقال مسؤول رفيع لـ«الشرق الأوسط»، ردا على سؤال حول الموقفين الإسرائيلي والاميركي «(يزعلوا).. نحن نعرف انهم سيغضبون، ولكنا مصرين على انهاء الانقسام الذي صرنا نخشى انه سيتعمق أكثر» وتساءل المسؤول «الم يغضب الاميركان من الصلح اللبناني، بالتأكيد غضبوا لكن لا طريق آخر». ومن غير المعروف، ما اذا كانت دعوة عباس، ستتكلل بالنجاح، اذ تباينت التفسيرات داخل القيادة الفلسطينية، حول المطلوب من حماس، واعترض مساعدون لعباس على خطاب هنية قائلين ان على حماس ان تبدأ فورا حوارا لتطبيق المبادرة اليمنية من دون ان تعتبرها اطارا للحل. وقال مسؤولون لـ«الشرق الأوسط» ان عليها ان تتعهد ايضا بالتراجع، عن الانقسام. وهو ما رفضته حماس. قائلة ان لا اجندة ولا اشتراطات قبل بدء الحوار. ورحب رئيس الوزراء المقال في حكومة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية، بما وصفه بـ«الروح الجديدة» التي ابداها عباس. وقال هنية، «نرحب بدعوة الرئيس ابو مازن الداعية الى اجراء حوار وطني شامل وننظر بايجابية الى الروح الجديدة التي ظهرت في الخطاب ». واضاف «نؤكد ان يدنا ممدودة إلى أشقائنا في الوطن.. مع تأكيدنا الاستعداد لانجاز وانجاح الحوار في أسرع وقت ممكن وابداء المرونة اللازمة من الجميع». وقال هنية إنه أعطى التعليمات من اجل تهيئة أجواء الحوار داعيا إلي وقف الحملات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وطالب بالبدء فوراً في حوار وطني شامل على قاعدة «إعلان صنعاء».

وهاجم هنية الادارة الأميركية التي اتهمها بوضع العوائق أمام إنجاح الحوار، قائلا إن الأزمة الداخلية على صعوباتها وتعقيداتها يمكن معالجتها اذا توفرت النوايا الحسنة والمصالح العليا وتم إزاحة الضغوط الخارجية. وقال «إننا قادرون على إدخال الفرحة لكل بيت فلسطيني وإنهاء القطيعة واستئناف مسيرة العمل المشترك».

وفاجأت دعوة عباس الاربعاء، حلفاءه وخصومه على حد سواء. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان عباس اكتشف صعوبة التوصل الى اتفاق مع الإسرائيليين الذين يستخدمون الانقسام كعقبة في طريق إحراز اي تقدم. وأراد ايصال رسائل، توضح ان لدى الفلسطينيين خيارات اخرى. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، ان إسرائيل تعتقد ان كلمة عباس في رام الله كانت تهدف الى زيادة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لانقاذ عملية السلام التي اصبحت مهددة.

وتزامنت دعوة عباس الى حوار، مع اتساع الفجوة بين فريقي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي حول مجمل القضايا النهائية وتحديدا القدس التي يريدها الإسرائيليون عاصمة موحدة لهم ويريد الفلسطينيون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولتهم العتيدة. وكان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع قال إن الاتفاق هذا العام بحاجة إلى معجزة.

ورحبت فتح بأي استجابة من حماس وتمنى عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، في حديث لـ«الشرق الاوسط» ان تستجيب حماس لدعوة عباس و«ترتقي لمستوى المسؤولية».

وكان الاحمد قال ان عباس سيقود شخصيا تحركا يقود الى تدخل عربي، على غرار التحرك العربي لحل الأزمة اللبنانية. وقال هنية «ندعو الجامعة العربية الى الحوار الوطني الفلسطيني وخطوات المصالحة على غرار ما تم على ازمة الاشقاء في لبنان ونحن لا نمانع في اي مكان يكون اللقاء لرعاية الحوار على اساس لا غالب ولا مغلوب وبهدف الوصول الى اتفاق ينتصر فيه كل الشعب الفلسطيني».

ومن جهته، هاتف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية مشيدا بالروح الجديدة التي تسود الوضع الفلسطيني. ويعتقد مسؤولون فلسطينيون ان التحرك سيبدأ من دمشق كونها رئيسة القمة العربية.