قوات التحالف تطلق مجموعة على غرار «قوات الصحوة» في مدينة الصدر للحراسة الليلية

وزير العدل العراقي يعلن جاهزية الأجهزة القضائية لتسلم المعتقلين من أركان نظام صدام حسين

TT

في الوقت الذي تستمر فيه المرحلة الثانية من عملية السلام، في مدينة الصدر بحثا عن الاسلحة والمطلوبين للعدالة، أعلن عن تشكيل فرقة للحراس الليليين من أبناء مدينة الصدر بعد اجتياز دورة تدريبية على السلاح والحراسة برفقة القوات الامنية العراقية اثناء القيام بواجباتها الليلية. وعد بعض المراقبين هذه الخطوة أنها اشبه بخطوة قوات الصحوات في بعض المدن العراقية.

وقال قاسم عطا الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون في بغداد «وجود عدد كبير من العاطلين في مدينة الصدر كان وراء تشكيل هذه الفرقة المكونة في المرحلة الاولى من 500 متطوع للحراسة الليلية في مدينة الصدر في منطقة الاولى، وجميلة، وقد تلقت هذه المجموعة تدريبات بسيطة لانهم بالأساس يعرفون الرمي بالسلاح للمشاركة في الحراسة الليلية في هذه المناطق». وأوضح ان هناك إقبالا كبيرا على التطوع في هذه الدورات التي سيكون فيها المنتسب تحت التدريب لمدة ثلاثة اشهر وبعدها سينضم كل عنصر جيد للقوات العراقية من الجيش والشرطة، مؤكدا ان هناك خطة لتطويع اكثر من 1500 شخص من ابناء المدينة في صفوف القوات العراقية، موقعين على تعهد بخدمة العراق في أية منطقة من مناطقه. وأكد عطا في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، ان الحراس الليليين يتقاضون راتبا رمزيا قدره 300 دولار بالتنسيق بين القوات العراقية والمتعددة الجنسيات.

وحول ما اذا كانت هذه الخطوة تشبه خطوة الصحوات في بعض المناطق، قال عطا «هذه ليست صحوات بل ان رغبة الشباب بالتطوع لصفوف الجيش والشرطة لخدمة العراق في هذه المناطق هو السبب الأساس في انبثاق هذا المشروع الذي سيشمل كل مناطق مدينة الصدر، وهو مشروع جديد لم يتم تطبيقه في هذه المنطقة وقد نجح من خلال الاقبال الكبير الذي نلمسه من الشباب بين الاعمار 18-45 سنة».

من جانبه، قال عبد اللطيف بريان المستشار في الدائرة الاعلامية لقوات التحالف، ان هذه المجموعة أشبه بقوات الصحوة في المناطق الاخرى وان مرتباتهم تدفع كما تدفع مرتبات ابناء العراق والصحوة، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، الى ان هذه القوات تدربت على يد القوات المشاركة واشتركت في تدريبها القوات العراقية وقد تم تخريجهم قبل ثلاثة ايام وان عملهم ينصب على حفظ الأمن والنظام في مدينة الصدر، وهم يصنفون تحت اسم الحراسات لمناطقهم.

وحول عملية، السلام، وما حققته لحد الآن قال عطا «لقد ألقينا القبض على 60 شخصا من المطلوبين للقضاء العراقي منذ بداية العملية ولحد الآن»، مشيرا الى القاء القبض على قياديين من المجاميع الخاصة خلال اليومين الماضيين في منطقة العبيدي وقطاع 18، وكان بصحبة الاخير قاذفات ورمانات يدوية وبي كي سي وكميات من الاعتدة المتوسطة. وأشار عطا الى ان هناك مرحلتين اخيرتين في عملية السلام لم يتم البدء بهما بعد وان عملية تقديم الخدمات والمساعدات وتعويض المتضررين مستمرة بجانب تطهير المدينة من الاسلحة والمطلوبين على الرغم من تسجيل بعض الخروقات في القطاعات 18 و30 و83، فقد حدث اطلاق نار وانفجار عبوة ناسفة على القوات العراقية وقد تم تسجيل هذه الخروقات والابلاغ عنها. وأكد عطا ان زيارة المسؤولين العراقيين للمدينة مستمرة وهم يتجولون بشكل اعتيادي جدا وقد لمس الجميع تعاون أهل المدينة والاستدلال على الاسلحة والمطلوبين من خلال هذا التعاون الكبير.

الى ذلك، أكد الدكتور عبد الفلاح حسن السوداني وزير العدل العراقي وكالة جاهزية الأجهزة القضائية العراقية لتسلم كافة المعتقلين من أركان النظام السابق الموجودين حالياً في المعتقلات الأميركية. جاء ذلك خلال لقائه امس نائب القائد العام للقوات المتعددة الجنسيات لشؤون المعتقلين الجنرال رايت. وبين السوداني خلال اللقاء وحسب بيان لمكتبه «أنّ المبدأ العام في الحكومة هو التعامل مع الأصدقاء لخدمة العراق من خلال الاحترام المتبادل خاصة وانّ العراق عانى وشعبه تحمل أذى كثيراً وطريقنا أن نفتح الأبواب مشرعة للعراقيين من أجل الأمان وتوفير حياة حرة كريمة»، مضيفاً أنّ الشعب العراقي والحكومة يجدون أنّ وجود هؤلاء المعتقلين والذين كانوا رموزاً مهمة من النظام جزء من الماضي وتطبيق القوانين عليهم بشكل عادل وبعيد عن أي ضغينة سياسية.

وأشار الى استعداد الأجهزة القضائية العراقية لتسلم كافة المعتقلين سواء من كان منهم أمام المحكمة الجنائية أو الذين ينتظرون المحاكمة مع توفر الضمانات لحمايتهم وتوفير مناخ ملائم حسب ما تقره القوانين واللوائح العراقية التي أقرها الدستور العراقي، لافتا الى «ان طريقة التعامل ستكون وفق مبادئ حقوق الإنسان التي أقرتها المعايير الدولية والاتفاقات المنصوص عليها ولا يمكن لنا أن نتعامل بنفس الطريقة التي تعامل بها النظام السابق مع السياسيين الذين كانت لهم وجهة نظر مختلفة مع سياساته التخريبية في المنطقة والتي سببت كارثة لا زلنا نعاني منها». وحضر اللقاء  وكيل وزارة العدل وعدد من مسؤولي المعتقلات الأميركية في العراق.