المالكي في طهران اليوم بدعوة من نجاد وخامنئي لبحث ملفات الأمن والطاقة والمياه

الدباغ لـ «الشرق الأوسط»: رئيس الحكومة سيبلغ الإيرانيين بأن العراق حر في عقد الاتفاقيات الدولية والإقليمية

TT

قال الدكتور علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية إن رئيس الوزراء نوري المالكي سيزور طهران اليوم لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث سيكون على رأس وفد رسمي يتكون من وزراء الدفاع والكهرباء والموارد المائية.

وقال الدباغ لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، ان «رئيس الحكومة يلبي دعوة رسمية من القيادة الايرانية، حيث من المقرر ان يعقد محادثات مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الاعلى للثورة الايرانية آية الله علي خامنئي». وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية أن «رئيس الحكومة سيحمل معه اربعة ثوابت أساسية، وهي ان العراق يريد ان يبني وبصورة مخلصة علاقات طيبة مع دول الجوار وخاصة ايران التي نرتبط معها بعلاقات تاريخية طويلة، كما ان هناك مصالح مشتركة تهم شعبينا»، مشيرا الى ان العراق يريد ان يطمئن دول الجوار، ومنهم الايرانيون بأن بلدنا سيضطلع بدور الداعم للسلام والحفاظ على أمن المنطقة والعمل على بناء علاقات حسن جوار قائمة على الاحترام المتبادل». وأضاف الدباغ قائلا «مقابل هذه الرغبة الصادقة فان العراق لا يريد أي تدخل من قبل دول الجوار في شؤونه الداخلية سواء كان هذا التدخل من قبل ايران او غيرها، كما ان رئيس الحكومة سوف يبلغ رسالة الى القادة الايرانيين ومن خلالهم الى الشعب الايراني وشعوب المنطقة، مفادها ان العراق لن يكن مقر او نقطة تنطلق منه اية اعتداءات على دول الجوار او اية دولة كانت، وان هذا الموضوع مثبت في الدستور العراقي وكونه مبدأ دستوري فهو ثابت ولا يمكن المساومة حوله».

اما النقطة الرابعة في الثوابت التي يحملها رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، فهي، وحسب الدباغ «ان العراق حر في علاقاته الدولية والاقليمية، وحر في ابرام اية اتفاقيات يراها مناسبة ومتلائمة مع مصالح شعبنا والمصالح المشتركة مع أي بلد نتفق معه»، مشيرا الى ان «لدى ايران مخاوف وقلقا من الاتفاقية الامنية التي يبحث العراق والولايات المتحدة بنودها من اجل توقيعها، وللأسف ان بعض السياسيين الايرانيين يعطون لأنفسهم الحق في الحديث نيابة عن الشعب العراقي وقيادته، مع ان لدى العراقيين آراء في سياسات بعض دول الجوار لكنهم لا يتدخلون ويعتبرون هذه الامور من المواضيع الداخلية». وأضاف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية قائلا «انه من غير المسموح لأي كان ان يتدخل في الشأن العراقي او يتحدث باسم الشعب العراقي، وان العراق يقرر ما هو مناسب لمصالحه من غير التأثير على مصالح الدول الاخرى ولا يشكل خرقا لسيادة الآخرين، كما انه من حق العراقيين فقط ان يقرروا مع من يعقدون اتفاقياتهم وكم من القوات الاجنبية ستبقى والى أي وقت ستبقى، فالعراق بلد حر وذو سيادة وتقوده رئاسة وحكومة، وبرلمان منتخب من قبل الشعب».

وأوضح الدباغ قائلا ان «الوضع العراقي تتجاذبه مشاكل كثيرة من قبل دول المنطقة ورغبة الحكومة هي ان تكون العلاقات متطورة مع هذه الدول للتقليل من آثار هذه التدخلات». وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية أن «رئيس الحكومة سيبحث مع القيادة الايرانية الموضوع الامني، حيث سيتم الحديث عن اهمية استقرار العراق وان ايران لا بد وان تدعم جهود الحكومة في الحفاظ على ما تحقق من استقرار وان تكون جهودها ايجابية في هذا الاتجاه»، مشيرا الى ان «وزير الكهرباء سيبحث موضوع شراء الطاقة الكهربائية من ايران خاصة خلال فصل الصيف، كما سيتحدث وزير الموارد المائية عن ضرورة تزويد العراق بالمياه والسماح بنسب اكثر للتدفق من المياه في الانهر التي تمر بالعراق، خاصة وان هناك روافد تزود نهر دجلة تنبع من الاراضي الايرانية، كما ان العراق مقبل على موجة جفاف خطيرة».

وحول قصف المدفعية الايرانية لمناطق في شمال العراق، قال الدباغ «هناك لجان متخصصة لبحث هذا الموضوع حيث لا يمكن لأي جهة ان تتصرف لوحدها، مع ان الموضوع شائك حيث تنطلق عناصر من حزب بيجاك الكردي الايراني والعمال الكردستاني التركي من الجبال العراقية لشن هجمات على دول مجاورة وهذا موضوع غير مسموح به، كما انه من غير المسموح ان تقصف ايران وتركيا أراضينا».

وحول ما توصلت اليه المحادثات بشأن الاتفاقية العراقية الايرانية، قال الدباغ، ان «هذا الموضوع في مرحلة الشد، وهذه الاتفاقية لن توقع من قبل العراقيين اذا نالت من سيادة وحقوق الشعب العراقي وهناك ثوابت لن نتخلى عنها في هذا الجانب».

وكان الرئيس جلال طالباني قد أعرب في لقاء مع التلفزيون الايراني في بغداد امس عن أمله في أن يذهب المالكي لايران وهو في موقف قوي ويعود وهو في موقف أقوى.