المغاربة يتصدرون انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية

TT

احتل «تجمع مسلمي فرنسا» الذي يهيمن عليه المسلمون من أصول مغربية المكان الأول في الانتخابات التي جرت أول من أمس لتجديد مكتب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وهو الهيئة التي تمثل المسلمين لدى المؤسسات الفرنسية وتهتم بشؤون العبادة. وحصد التجمع المذكور 43.24 في المائة من الأصوات بينما حصل «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» القريب من فكر الإخوان المسلمين 30.23 في المائة من الأصوات. وحلت «لجنة التنسيق للمسلمين الأتراك» في المرتبة الثالثة بحصولها على 12.73 في المائة من الأصوات.

وتقلب النتائج المذكورة التوازنات السابقة داخل المجلس. لكن الأهم من ذلك، أنها تطوي صفحة الدكتور دليل بو بكر، مدير معهد مسجد باريس الذي ترأس المجلس منذ ولادته في العام 2003. ويعود سبب هذه «الثورة» لقرار فيدرالية مسجد باريس الكبير «بالإجماع» الامتناع عن خوض الانتخابات العامة لرفضها المعايير التي تقوم عليها لجهة تحديد أعداد المندوبين الإقليميين الذين يعود اليهم اختيار المجلس التنفيذي المركزي ومكتب المجلس ورئيسه.

وعانى المجلس منذ نشوئه من انقسامات حادة شلت الى حد كبير عمله. والسبب الرئيس وراء ذلك هو التنافس القائم بين مكونات المجلس الرئيسية أي الجزائريين من جهة والمغاربة من جهة أخرى. ونبه بوبكر، قبل أكثر من شهرين، أنه في غياب تحديد معايير جديدة لاختيار المندوبين فإن «فيدرالية مسجد باريس» ستقاطع الانتخابات فيما اتهمته الفئات الأخرى بممارسة التهديد لضمان إعادة انتخابه على رأس المجلس. ودعا بوبكر السلطات الفرنسية وتحديداً وزارة الداخلية التي يعود اليها أمر الإشراف على شؤون العبادة الى التدخل إما لتأخير موعد الانتخابات أو لتعديل أسسها. غير أن وزيرة الداخلية ميشال أليو ـ ماري التي تناولت الموضوع مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارتها الشهر الماضي للجزائر رفضت التدخل في الاتجاهين، داعية مسلمي فرنسا الى تحمل مسؤولياتهم. ويبلغ المسلمون من أصول جزائرية حوالي 1.5 مليون نسمة بينما يبلغ عدد المغاربة نحو مليون.

ومن المقرر أن تستكمل الانتخابات في 22 من الشهر الجاري مع انتخاب المجلس المركزي وانتخاب المكتب ورئيسه. ويرى متابعون لموضوع المجلس أن انسحاب الجناح الجزائري منه من شأنه نسف مصداقية المجلس وجعله أكثر هشاشة.

ووفق النتائج الأخيرة، فإن رئاسة المجلس ستكون موضع تنافس بين مرشحين رئيسيين: الأول هو محمد موسوي، نائب رئيس تجمع مسلمي فرنسا وفؤاد علوي، نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية. وثمة مرشح ثالث هو حيدر دميوراك، رئيس لجنة التنسيق لمسلمي فرنسا الأتراك.