السودان: انفجار جديد في الطائرة المنكوبة.. وإصابة مدير المطار

تضارب في أعداد المفقودين.. عراقيان بين الناجين.. وفتح المطار وتشكيل لجنة تحقيق وإيرباص تشارك

بعض اغراض ركاب الطائرة المنكوبة بعد تجميعها أمس (أ.ب)
TT

تضاربت الانباء حول مصير العشرات من ركاب الطائرة السودانية التي احترقت بعد هبوطها أول من أمس في مدرج بمطار الخرطوم، في رحلتها من الاردن. وحتى أمس لم يتم تحديد عدد المتوفين بدقة، نظرا لخروج العديد من ركاب الطائرة الى منازلهم مباشرة بعد انقاذهم، فيما وجهت وسائل اعلام سودانية نداءات لجميع الركاب الذين غادروا المطار فور وقوع الحادث لإخطار الاجهزة المختصة.

وتعددت الروايات الرسمية، ففيما قال مسؤولون وشهود ان عدد القتلى وصل الى 33 ونجا 123 من بين ركاب وطاقم الطائرة، البالغ عددهم 214، وبقي 58 في عداد المفقودين، أكد عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث باسم هيئة الطيران المدني لـ«الشرق الاوسط» ان 171 راكبا على الاقل تمكنوا من الفرار ونجوا في حين أن هناك 14 اخرين في عداد المفقودين. وأضاف أن هيئة الطيران المدني تأمل أن يكون المفقودون غادروا المطار وسط الفوضى التي وقعت بعد اندلاع الحريق في الطائرة وعادوا الى منازلهم دون إبلاغ السلطات. ولم يتسن على الفور معرفة جنسية القتلى ولكن تأكد نجاة مصريين وعراقيين كانوا على متن الطائرة. ووقع انفجار جديد أمس في الطائرة المحترقة اثناء قيام رجال الانقاذ برفع الانقاض، وأكدت مصادر سودانية اصابة مدير المطار الفريق يوسف ابراهيم باصابات طفيفة. وقالت ابنته قمر لـ«الشرق الاوسط» ان والدها اصيب بحروق بسيطة اثناء قيامه بالمساعدة في رفع الانقاض. وقال مسؤول بهيئة الطيران المدني السودانية إنه «ليس انفجارا ولكنه مجرد احتكاك بين بعض أنقاض الطائرة أدى إلى اشتعال النيران في الوقود المتبقي مما أدى إلى إصابات طفيفة وسط الفنيين والعمال الذين كانوا يقومون بإزالة الأنقاض». وجرى أمس تشييع جثمان 30 من ضحايا الحادث في مقابر مدينة الصحافة الضاحية الجنوبية للخرطوم، بمشاركة الالاف من السكان يتقدمهم الرئيس عمر البشير، وكبار رجال الدولة. وأصدر اللواء بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية قراراً بتكوين لجنة للتحقيق، وباشرت اللجنة تحقيقاتها. وعزا المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية السودانية جمال عثمان الحادث لسوء الاحوال الجوية. لكن خبير الطيران السوداني كابتن شيخ الدين محمد عبد الله قال لـ«الشرق الاوسط» ان المطار كانت فيه مياه امطار وهناك طائرات صغيرة هبطت قبلاً، ورجح الاسباب لوجود مياه راكدة بالمدرج»، مشيرا الى ان «هذا يؤثر في الكابح ويفقد الكابتن السيطرة على الطائرة، وربما تكون الطائرة اصطدمت بشيء ما». واوضح الفريق محمد نجيب الطيب مدير عام قوات الشرطة بالخرطوم ان الاسباب الحقيقية ستتضح بعد فحص الصندوق الاسود. ورجح ان يكون سوء الأحوال الجوية داخل ولاية الخرطوم هو السبب المباشر ولم تستبعد جهات وجود خلل فني، ادى الى احتراق الطائرة بعد هبوطها. وقالت شركة ايرباص انها سترسل فريقا من خمسة خبراء من مقرها في تولوز الى السودان وتعهدت بمساعدة السلطات السودانية في التحقيق.

وقال الناطق باسم الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم لـ«الشرق الاوسط» ان الطائرة المنكوبة من طراز (ايرباص 310) حديثة ومرخصة ولا يوجد بها عيوب، مشيراً الى انها انضمت لاسطول الشركة قبل عشرة اشهر. وقال ان الاسطول متنوع ومؤمن بواسطة شركة شيكان للتأمين الحكومية، ونفى ان تكون ارضية مدرج المطار غير صالحة.. أو بها مياه راكدة رداً على كابتن شيخ الدين. ويقول شيخ الدين ان الطائرة المحترقة عمرها 20 عاما، وليس 10 اشهر، لكنه قال ان الطائرات لا تقاس صلاحيتها بعمرها بقدر ما يكون هناك تقييد بالصيانة الدورية. وتابع ان المطار تم انشاؤه في اربعينات القرن الماضي واصبح الان في وسط العاصمة الخرطوم ولا يمكن ان تتم توسعة فيه، مشيراً الى ان كثرة اصلاحات المطار جعله عرضة لان يصبح غير صالح، داعياً الى اعادة النظر في المطار الحالي حتى لا تحدث كوارث طيران اخرى. وأبان عبد الرحيم ان قائد الطائرة ومساعده لزما سرير المستشفى للعلاج من اصابتهما التي وصفها بالخفيفة. واشار الى انه «بعد فراغ التحقيق سيتم دفع تعويضات لأسر الضحايا».