رئيس وفد فتح لغزة لـ«الشرق الاوسط» برنامجنا يخلو من أي بند للقاء حماس.. ولكننا لن نوصد الأبواب

وفد من الحركة في زيارة هي الأولى لغزة بعد سيطرة الحركة الإسلامية عليها

حكمت زيد رئيس وفد حركة فتح (يمين الصورة) والوفد المرافق لدى وصوله الى قطاع غزة امس (ا ف ب)
TT

بدأ امس وفد باسم حركة فتح ممثلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، بزيارة لقطاع غزة، هي الاولى في نوعها لوفد من الضفة الغربية، منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل عام وأربعة ايام. وستستغرق الزيارة حتى يوم الجمعة المقبل. ويضم الوفد حكمت زيد مستشار الرئيس لشؤون المحافظات ومبعوثه الى دكار للقاء وفد حماس قبل اسبوعين، ومروان عبد الحميد مستشار ابو مازن لشؤون للتنمية والإعمار. ويفترض ان ينضم اليهما رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي النائب عن فتح عبد الله عبد الله الذي تأخر لأسباب إجرائية.

ورافق زيد وعبد الحميد الى غزة وزير الخارجية السابق زياد ابو عمرو. ورغم ان زيد يقول ان زيارة ابو عمرو لغزة هي زيارة خاصة وهو يرافقهما من باب الصداقة، فان المعروف عن ابو عمرو وهو نائب مستقل فاز بدعم من حماس، انه لعب دور الوسيط في الاتفاقات السابقة بين حماس وفتح.

وقال زيد لـ«الشرق الاوسط» «ليس لدى الوفد النية للقاء أي من قادة او مسؤولي حماس. باختصار، فان برنامجنا يخلو من أي بند للقاء قادة حماس». غير ان زيد لم يستبعد استقبال أي من قادة حماس اذا ما جاء للسلام. واضاف مستطردا «لن نسد الباب في وجه أحد». واوضح «من اراد ان يلتقينا فسنلتقيه.. سنطرح مبادرة الرئيس ابو مازن ولكننا لن نحاور..». وتابع القول مؤكدا «لن نطرح مبادرة جديدة ولا موقفا سياسيا جديدا ولن نطلب من أحد مبادراتٍ».

وعن معبر ايرز الذي لم يدخله منذ اكثر من عام أي بعد سيطرة حماس على غزة في 14 يونيو (حزيران) 2007، قال زيد «هناك تعقيدات اسرائيلية كثيرة، وعلينا سير مسافات طويلة»، بعدما ازالت اسرائيل الممر الذي كان يربط ايرز بنقطة الارتباط الفلسطينية. واضاف «أن أياً من شرطة حماس وامنها لم يوقف موكبنا عند المعبر حيث كان في استقبالنا محافظ غزة وعدد من الشخصيات الوطنية». واضاف زيد «أبلغت الاخوة ان الرئيس ابو مازن سيزور غزة قريبا»، لكنه لم يحدد موعداً.

يذكر ان زيارة الوفد الى غزة تأتي وفق نظرة ابو مازن منذ اليوم الاول من سيطرة حماس على القطاع، و«هي ان من الخطأ ان نبتعد عن غزة». وكما قال عزام الأحمد لـ«الشرق الاوسط»، فان ابو مازن طالما «حث كوادر وقيادات فتح على العودة الى غزة، اذ انه يرى ان من الخطورة بمكان ترك غزة منعزلة». وقال زيد لدى وصوله «بوجودي اليوم في غزة بين أهلي وربعي، أنقل لكم تحيات الرئيس أبو مازن، وهو بشوق شديد لكم وللمجيء إلى غزة قريباً، وهو أطلق المبادرة الأخيرة التي تهدف إلى توحيد الوطن وإعادة اللحمة، وتأكيداً منه على حسن النوايا والرغبة الشديدة منه ومن قيادة فتح والسلطة الوطنية التي يمثل شرعيتها». وشدد على أن الرئيس أرسلهم إلى غزة لمتابعة وتوضيح هذه المبادرة، تعبيراً عن حسن النوايا والجدية، ومعربا عن أمله في أن يكون هناك تعاون من الجميع في هذه الزيارة التي سنلتقي بها مع كافة قطاعات شعبنا.

وعن ملابسات مباحثات العاصمة السنغالية، تحت رعاية الرئيس عبد الله واد، قال زيد «تحاورنا معهم (حماس) تحت رعاية الرئيس السنغالي، ولكننا لم نتوصل الى أي نتيجة. تمسك وفد حماس الذي ضم عماد العلمي ومحمد نصر، بموقفه ونحن تمسكنا برأينا ولم يحصل اختراق».

وعما اذا كان الهدف من زيارته لدكار، هو لقاء وفد حماس، قال زيد «الحقيقة هي ان ثمة خللاً حصل. السنغاليون اتصلوا بالاخ ابو مازن وطلبوا منه ان يبعث بوفد للحديث في موضوعي حماس واسرائيل. وعندما وصلنا الى دكار اكتشفنا وجود وفد من حماس. وقال الرئيس السنغالي انه يريد ان يتوسط بيننا وبين الاسرائيليين ولكنه قبل ذلك يريد ان يلم البيت الفلسطيني». واضاف زيد «نحن من جانبنا اوضحنا له كل الامور. لكن الرئيس واد يريد ان يتوصل الى حل مستعجل للازمة مع حماس. فقلنا له ان حماس تعترض على البند الاول من المبادرة اليمنية. وللخروج من ذلك، وضعنا البند الاول كبند ثانٍ.. وهو التنازل عن حكومة هنية، وتشكيل حكومة اخرى على ان يجري الرئيس انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في غضون ستة اشهر. واعترض وفد حماس على ذلك. فاقترح الرئيس واد كحل وسط، استقالة الحكومتين (حكومة هنية كما نطالب نحن وحكومة سلام فياض كما يطالب وفد حماس). فرفضت الاقتراح لأن في ذلك الغاءً لابو مازن كرئيس. ولم يخف وفد حماس موقفه الرافض للكثير من القرارات التي اصدرها ابو مازن بعد اقالة حكومة هنية رداً على سيطرة حماس العسكرية على غزة. طبعاً لم نتوصل الى اتفاق. وتفاجأنا بان الرئيس واد أعد بيانا تفاؤليا لإصداره حول نتائج المحادثات. واعترضت على اصدار مثل هذا البيان الذي لا يعكس الواقع. وشطبنا جزءا كبيرا من البيان الذي اقتصر في النهاية على توجيه الشكر للرئيس والجهود التي بذلها».