أويس يلمح إلى احتمال ترؤسه تحالف المعارضة الصومالية في أسمرة خلفا لشريف

قال إنه تجاهل كل تحفظات أعضاء التحالف فيما يخص عملية السلام

لاجئة صومالية في مسكر بكينيا أمس (أ.ف.ب)
TT

لمح أمس الشيخ حسن طاهر أويس زعيم تنظيم المحاكم الإسلامية في الصومال إلى أنه قد يترأس تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له، عندما يجتمع هناك في الثالث من الشهر المقبل خلفا للرئيس الحالي الشيخ شريف شيخ احمد الذي يتهمه بقية أعضاء التحالف بمخالفة سياسته بشأن رفض التفاوض مع إثيوبيا قبل انسحاب قواتها من الصومال.

وأكد الشيخ أويس في اتصال هاتفي لـ «الشرق الأوسط» من أسمرة، أن الأمر منوط بأعضاء اللجنة المركزية للتحالف خلال اجتماعهم المقبل، معتبرا أن الشيخ شريف رئيس التحالف تجاهل كل تحفظات أعضاء التحالف على منهجه فيما يخص عملية السلام الصومالية.

وانتقد أويس أيضا اللقاء الذي عقده الشيخ شريف شيخ أحمد مع السفير الأميركي في العاصمة الكينية نيروبي أمس، معتبرا أن اللقاء يثير تساؤلات مثيرة للجدل حول حقيقة العلاقات بين الطرفين.

وكان تنظيم المحاكم الاسلامية قد فرض سيطرته على العاصمة مقديشو لمدة 6 أشهر اعتبارا من يونيو (حزيران) عام 2006 ، قبل أن تنجح القوات الحكومية الموالية للرئيس الصومالي عبد الله يوسف بدعم من الجيش الإثيوبي في الإطاحة بالمحاكم وإلحاق هزيمة مروعة بميلشياتها العسكرية في نهاية نفس العام.

واستسلم شريف للسلطات الكينية وعقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلين عن الادارة الأميركية برعاية كينية، فيما وصفته الولايات المتحدة لاحقا بالقيادي المعتدل.

وقال أويس: «اتضح لنا أنه (الشيخ شريف) كان دائم الاجتماع مع السفير الأميركي في كينيا منذ استسلامه للسلطات الكينية عقب خروجنا من العاصمة الصومالية مقديشو.

وعلى الرغم من أن أويس تحفظ في توجيه اتهمات للشيخ شريف بالخيانة واجراء اتصالات سرية مشبوهة مع الحكومة الأميركية، الا أنه أكد في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن ما وصفه بالطلاق السياسي قد وقع بالفعل بينه وبين شريكه السابق في التحالف والمحاكم الاسلامية، متهما إياه بمخالفة استراتيجية التحالف وأهدافه الرئيسية عبر توقيعه مؤخرا اتفاقا منفردا مع العقيد نور حسن حسين (عدى) رئيس الحكومة الصومالية في جيبوتي برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى الصومال احمد ولد عبد الله .

وتولى شريف رئاسة تحالف المعارضة الصومالية الذي تأسس العام الماضي بدعم من الرئيس الاريتري اسياس افورقي وضم منشقين وبرلمانيين وإسلاميين مناوئين للسلطة الانتقالية وللوجود العسكرى الإثيوبي في الصومال.

وأكد أويس الذي تطارده المخابرات الأميركية والإثيوبية بتهمة التورط في سلسلة من العمليات الارهابية مطلع التسعينات ضد مصالح الطرفين في الصومال، على أنه لا مستقبل لأي سلام في الصومال طالما استمرت القوات الإثيوبية في احتلالها لأراضيه ومحاولة فرض هيمنتها على الشعب الصومالي .

وحذر مجددا من نشر قوات حفظ سلام دولية في الصومال، مشيرا الى أن ما يسمى بعملية إعادة الأمل التي قادتها الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة مطلع التسعينات في الصومال لم تحقق أهدافها ولم تنجح في فرض الأمن والاستقرار هناك.

وقال: «تحولت العملية الى ابادة للأمل وقتل الأمريكان معظم الوجهاء والمثقفين والمشايخ وأذاقونا ويلات العذاب».

من جهته، اتهم زكريا حاج محمود نائب رئيس تحالف أسمرة أحمد ولد عبد الله المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون الصومال بالتآمر على مصالح الشعب الصومالي.

وكشف زكريا لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة عبر الهاتف النقاب عن أن التحالف وجه مؤخرا رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي، أكد خلالها أن ما تم التوصل إليه في جيبوتي لا ينطبق على التحالف وأن الأمم المتحدة فشلت في الصومال عدة مرات وأن الشعب الصومالي يرفض هذا الاتفاق.

وقال زكريا: «لا توجد حاليا معارك بين الصوماليين بل هي بين الشعب الصومالي والقوات الإثيوبية التي تحتل الصومال والأمم المتحدة حرفت هذا وقدمت مشروعا مخالفا للحقيقية يظهر أن الصوماليين يتقاتلون فيما بينهم»، واعتبر أن مؤتمر جيبوتي كان مضللا للرأي العام المحلي والدولي.