مناقشات البرلمان المصري تظهر خلافات الجيل الجديد مع الحرس القديم

على خلفية تعديل تشريعات الضرائب العقارية وعقوبة احتكار السلع الاستراتيجية

TT

أظهر قياديون بالحزب الحاكم، علانية ولأول مرة، تباينا بينهم، على خلفية تعديل تشريعات اقتصادية، منها الضرائب العقارية وعقوبة احتكار منتجي سلع إستراتيجية، أقرها البرلمان في ختام جلساته نهاية الأسبوع الماضي، انتقدها عدد من قيادات الحزب المحسوبين على ما يسمي بالحرس القديم في الحزب الحاكم. وأيَّد زملاء لهم من قيادات جديدة ظهرت بقوة على مسرح الحياة السياسية في السنوات الأخيرة، ومقربة من جمال مبارك، قرارات اتخذتها الحكومة في ما يتعلق بتلك التشريعات إضافة لسياسة توزيع الدخول والدعم، واصفين الحكومة الحالية بأنها «حكومة مواجهة تتخذ قرارات صعبة»، داعين المعارضة التي يمثل التيار الرئيسي فيها الكتلة النيابية للإخوان منذ عام 2005، إلى استخدام «الحوار بالعقل بعيداً عن العواطف».

وحرص أمين التنظيم في الحزب الحاكم، وأحد أبرز مجموعة الجيل الجديد، أحمد عز، على وصف المعارضة بـ«المعارضة الحقة»، لكنه اكتفى بذكر اسم رئيس الكتلة النيابية لجماعة الإخوان، دون الإشارة إلى صفته الإخوانية.

وقال «عز» الذي اعتبرته عدة صحف محلية محور خلافات داخل الحزب الحاكم وداخل الحكومة أيضاً، في كلمته بمناسبة الإجازة الصيفية للبرلمان التي تستمر حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «أتوجه بالشكر لنواب المعارضة.. إلى زعيم المعارضة الأخ الفاضل محمود أباظة (رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد المعارض ولحزبه 6 مقاعد في مجلس الشعب)، و(لـ) الأخ العزيز سعد الكتاتني (رئيس الكتلة النيابية لجماعة الإخوان ولها 86 مقعداً..) لا أتصور أن أجندة المعارضة تكون فقط رفض كل ما تقدمه الأغلبية (التي يمثلها الحزب الحاكم) لا أجد في برلمانات كثيرة فكرة رفض (المعارضة) للموازنة العامة للدولة». وأضاف: «أملي ان تهدأ النبرة قليلا.. بعيداً عن استخدام، مش عايز أقول، الصوت العالي.. بل حوار العقل البعيد عن العواطف.. نحن البرلمان الأقدم في هذه المنطقة من العالم». ولم يشارك قياديون من نواب الحزب الحاكم في كلمات الاختتام كما اعتادوا في السابق، إذ انصرف كل من الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وكمال الشاذلي، عضو الهيئة العليا في الحزب، لتستمر تكهنات بوجود خلافات داخل الحزب والحكومة، وبخاصة بعد أن أعلن النائب المستقل والقريب من دوائر عليا بالدولة، مصطفى بكري، تحت قبة مجلس الشعب، أن القيادي أحمد عز تحدث عن «عزمي» و«الشاذلي» بطريقة لا تليق بموقعيهما وتاريخيهما في الحياة النيابية والسياسية، إضافة لقول «بكري» تحت قبة البرلمان أيضاً أن عضو الحزب الحاكم الوزير بالحكومة رشيد محمد رشيد، غاضب من أحمد عز أيضاً، لخلافات في تشريع قانوني يخص عقوبات تعمد احتكار الإنتاج ورفع سعره بالبلاد.

ووصف «عز» حكومة الدكتور أحمد نظيف بأنها «حكومة مواجهة وليست حكومة شعبوية.. تحية للقرارات الصعبة التي تتخذها».