وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصل اليوم إلى دمشق في ظل تكتم رسمي

مجلة ألمانية: ما دمرته الغارة الإسرائيلية موقع مؤقت للبرنامج النووي الإيراني

منظر عام لبلدية دمشق التي سيزورها وفد من وكالة الطاقة النووية اليوم (أ. ب)
TT

في ظل غياب أية معلومات رسمية سورية من المنتظر وصول وفد خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سورية للتحقيق في صحة اتهامات أميركية وإسرائيلية لسورية ببناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية في شرق البلاد قرب دير الزور. ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من الحصول على أي معلومات رسمية بخصوص زيارة الوفد وبرنامجه والموقف السوري منه، وعما إذا كانت سورية قد وضعت شروطا على عملية التفتيش، إلا أن مصادر سورية مطلعة أعادت في حديث لـ«الشرق الأوسط» تأكيد ما سبق وأعلن أن «سورية ترحب بالوفد ومستعدة للتعاون التام معه» وعزت غياب المعلومات الرسمية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يرافقه وفد رسمي رفيع يزور الهند حاليا ومن المتوقع عودتهم غدا إلى دمشق. وكان الرئيس الأسد قد قال خلال زيارته للكويت مطلع الشهر الجاري إن «سورية هي التي دعت وفد الوكالة الذرية»، آملا إن يتوجه هذا الوفد إلى سورية ويزور الموقع المفترض. وحول وجود أكثر من موقع تنوي وكالة الطاقة تفتيشها قال الأسد «لدينا اتفاقية مع الوكالة الدولية والحديث عن مواقع أخرى ليس ضمن مدى هذه الاتفاقية».

وفي حديث إلى صحيفة «ذي هيندو» عشية زيارته الهند رد الأسد على الأدلة التي قدمتها الاستخبارات الأميركية عن بناء مفترض لمفاعل نووي أوشك على الانتهاء قبل قصفه من قبل إسرائيل وقال: إن هذه الأدلة «مفبركة مائة في المائة. لقد تحدثوا عن صور لكوريين في سورية، هذا أمر طبيعي فلسورية علاقات طبيعية مع كوريا الشمالية، ونحن نستقبلهم رسميا وعلنا». واتهم الرئيس السوري واشنطن بممارسة ضغوط على دمشق، وقال «اغلب البلدان تعرف ماهية المشاكل بين سورية والولايات المتحدة، فهم يحاولون دائما وضع أفخاخ لسورية، وهذه هي الحقيقة».

وكانت مجلة «دير شبيغل» الالمانية نشرت ان دمشق وبيونغ يانغ ساعدتا طهران على تطوير برنامجها النووي عبر بناء موقع نووي في سورية دمرته اسرائيل في سبتمبر (ايلول) الفائت.

واضافت المجلة في عددها ليوم بعد غد الاثنين نقلا عن تقارير اجهزة الاستخبارات الالمانية تؤكد المجلة امتلاك نسخ عن مقتطفات عنها، ان الرئيس السوري بشار الاسد يفكر حاليا في سحب دعمه للبرنامج النووي الايراني، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب المصدر عينه، فان موقع «الكبر» في سورية الذي دمره الطيران الاسرائيلي بدعم من واشنطن، كان مقررا ان يستخدم لمشروع عسكري مشترك بين سورية وكوريا الشمالية وايران، وهو عبارة عن مفاعل نووي لغايات عسكرية.

وبحسب مصادر «در شبيغل»، فقد كان مقررا ان تساعد بيونغ يانغ العلماء الايرانيين على التقدم في برنامجهم النووي عن طريق تزويدهم بمعارف اضافية. وكان مقررا ايضا ان يكون «الكبر» موقعا موقتا لايران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها.

وكانت واشنطن زودت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ابريل (نيسان) الماضي بوثائق وصور فوتوغرافية تدعم هذه المزاعم، لكن سورية رفضت هذه المزاعم واصفة اياها بـ«السخيفة».