مصر: أحداث طائفية بالفيوم على خلفية اختفاء سيدة تحولت إلى الإسلام

مصدر كنسي قال إنها عادت لزوجها و«الخلاف البسيط انتهى»

TT

في حلقة جديدة من مسلسل أحداث العنف الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر، حطم مسلمون عدة محلات مملوكة لأقباط في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، على خلفية اختفاء سيدة تحولت من المسيحية إلى الإسلام، من منزل زوجها المسلم، إلا إن وكيل مطرانية الفيوم القمص ميخائيل بسطاورس قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الهدوء عاد للقرية بعد تدخل الأمن، وأن السيدة التي وقعت بسببها الأحداث عادت لزوجها.

وقال شهود عيان إن عشرات المسلمين حطموا متجرا لبيع الزجاج وصيدلية ومتجرا للأدوات المدرسية ومحلا للبقالة ومتجرين لبيع الأخشاب وواجهات منازل وثلاث سيارات بقرية النزلة (170 كيلومترا جنوب القاهرة)، الأمر الذي استدعى تدخل الشرطة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع للسيطرة على الموقف، واعتقلت 15 شخصا من الجانبين.

وقالت مصادر مسلمة بالقرية لـ«الشرق الأوسط» إن النزاع سببه اختفاء سيدة تدعى دميانة مكرم حنا، 23 عاما، تحولت من المسيحية إلى الإسلام وتزوجت مسلما عام 2006 وغيرت اسمها إلى داليا مكرم، وأنجبت طفلا عمره عام، وأقامت مع زوجها بالقاهرة، إلا أن أقاربها اختطفوها من منزل زوجها، وعندما ذهب الزوج مع أقاربه لاستعادتها من منزل أهلها بقرية النزلة بالفيوم، وقعت اشتباكات بين الجانبين.

من جانبه، قال القمص ميخائيل بسطاورس وكيل مطرانية الفيوم لـ«الشرق الأوسط» «الهدوء عاد للقرية بعد تدخل الأمن، والسيدة التي وقعت بسببها الأحداث عادت لزوجها». وأضاف بسطاروس «لا توجد فتنة طائفية في الفيوم، كان هناك خلافات بسيطة بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية وانتهت».

وتجدر الإشارة إلى أن الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط زادت وتيرتها خلال الفترة الماضية، حيث وقعت حادثتي سرقة لمحلات ذهب مملوكة لأقباط، قتل في الأول أربعة أقباط، وأصيب صاحب المحل الثاني بجروح فيما سُرق منه 120 ألف جنيه، كما وقعت مصادمات مسلحة بين مسلمين بدو، ورهبان بدير ابوفانا بمحافظة المنيا بصعيد مصر على خلفية نزاع على أحقية كل طرف في أرض مملوكة للدولة. من جهة أخرى، استقبل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري أمس (السبت) الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القس صمويل كوبيا والوفد المرافق له الذي يزور القاهرة حاليا.

وأكد وزير الأوقاف خلال اللقاء أهمية الحوار بين الأديان وضرورته في العصر الحاضر، مشددا على أن مصر تدعم كل جهود الحوار على جميع المستويات، وقال «أقرب دليل على ذلك أن وزارة الأوقاف تتبنى برنامجا لإرسال وفود من العلماء والمفكرين إلى الدول الأوروبية لإجراء حوارات مع العديد من الجهات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية، وقد سبق أن أرسلت وفدا إلى ألمانيا وبريطانيا وحاليا يوجد وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر في فرنسا لهذا الغرض».

وأضاف زقزوق أن الحوار بين الأديان من شأنه أن يزيل الكثير من العقبات التي تتمثل في الإحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة إزاء كل من الجانبين، منبها أن الأديان تستطيع أن تقوم بدور مؤثر في هذا الصدد.