«حزب الله»: لن نسمح ببناء أي جهاز أمني يطعننا في الظهر

نائب في كتلة المستقبل: المطلوب بقاء الأمن في خدمة حرية حزب الله

TT

حذر مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي من «وضع الجيش اللبناني في مواجهة المقاومة»، مؤكداً أنه «لن يكون على رأس اي جهاز أمني في لبنان او اي موقع عسكري من لا تطمئن المقاومة الى صدق ولائه للوطن، ولن يستطيع احد تعيين أي مشبوه في ولائه الوطني أو متآمر على المقاومة في أي موقع كان». وقال في احتفال تأبيني أقامه «حزب الله» في جنوب لبنان «لن يتمكن أحد من بناء قدرات أمنية او عسكرية في لبنان ليضعها في مواجهة المقاومة، أقامت الدنيا أم قعدت، أجاءت (وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا) رايس او جاء اريك أدلمين، او جاء (الرئيس الأميركي) جورج بوش شخصيا. لقد تصرفنا من قبل على اساس أستباقي ووقائي، ونتحدث منذ الان دون أن نخدع أحدا، وبكل صراحة، فاننا لن نسمح ببناء جسم أمني او عسكري في لبنان سيطعننا في الظهر». وأضاف الموسوي: «من يفكر بوضع المقاومة في مواجهة الجيش اللبناني فهو الخائن للوطن وهو الخائن للجيش لأن العقيدة العسكرية الوطنية للجيش التي ثبتت في اتفاق الطائف نصت على أن مهمة القوات المسلحة في لبنان هي مهمة واحدة، اي مواجهة العدوان الاسرائيلي. واي محاولة لتحويل هذه الوجهة بشكل اخر فضلا عن المقاومة هي خيانة للوطن وخيانة للبنان ولجيشه». وعما حصل في بيروت اثناء احداث مايو (أيار) الماضي قال: «نحن لن ندافع عن أنفسنا حيال ما جرى في بيروت. لقد أعتدي علينا حينها ورددنا هذا الاعتداء بأعلى مناقبية يمكن ان تعرف في تاريخ لبنان. نحن لسنا بحاجة الى ان ندافع عن انفسنا، ولكن نقول للطرف الاخر أين هي الاخلاقية الاسلامية والتدين والالتزام؟ واين هو الانتماء الى القرآن الكريم وقد قتلتم 11 شخصا في حلبا ضربا حتى الموت؟». ونبّه الموسوي، ما سماه الفريق الآخر، الى «خطورة استمرار التحريض على المستويين المذهبي والاعلامي (...). سكتنا في الماضي، وغرهم بنا صمتنا، ولكن هذه المرة نقول ان سرتم بهذا التحريض فلا مشكلة عندنا لانه يخدمنا، واذا اردتم تعبئة قاعدتكم مذهبيا وطائفيا فلا مشكلة، ولكن تعبأ قاعدة في المقابل، مع الفرق ان قاعدتنا معنا وقاعدتكم حين تحرضونها على هذا النحو فانكم تنشئون البيئة الحاضنة لظواهر متطرفة». وتابع: «اذا ظننتم اننا سنكون اهدافها فأنتم واهمون لانكم انتم وحلفاؤكم الدوليون واسيادكم العرب ستكونون اول اهداف هذه الظواهر المتطرفة. وليضع هؤلاء في حسبانهم ان اي ظاهرة متطرفة اذا بدأت في طور العمل الذي يهددوننا به، فان لكل فعل ردة فعل، ونعدكم انها ستكون اعظم من الفعل بحيث انكم اذا وجدتم مرة طريقة للتسلل هربا من العاصمة، فلن تجدوا في المرة المقبلة طريقا، فيما لو اعتمدتم تشجيع هذه الظاهرة المتطرفة». في المقابل، رد عضو كتلة «المستقبل النيابية» النائب مصطفى علّوش في اتصال أجرته به «الشرق الأوسط» على ما جاء في خطاب الموسوي بقوله: «هذا الكلام يردنا الى بيت القصيد، فقبل أربعة اشهر قال (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصرالله بوضوح في خطابه، انه يريد ان يعلم مسبقا من هم قادة الأجهزة الأمنية وقائد الجيش والمخابرات في العهد المقبل.

وكان ذلك قبل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. ونرى اليوم وعبر اثارة قضية وزارة الدفاع، انها ترمي الى اجبار العهد الجديد اي رئيس الجمهورية والحكومة المقبلة على الاذعان للمقتضيات الأمنية لحزب الله. وهي مقتضيات مطاطة وهدفها الاساسي ان يبقى الجيش والمخابرات والقوى الامنية بكل أجهزتها، في خدمة الحرية العسكرية لحزب الله على كل المستويات. لذلك فإن ما قاله السيد نواف الموسوي يعبّر بدقة على ان حزب الله مستعدّ للتصرف بالطريقة نفسها التي سلكها في ما يخص مسألة الاتصالات حين اجتاح العاصمة، وهو مستعدّ لتكرارها بالنسبة الى اي موضوع قد يعتبره مضرا بحرية حركته».

ورأى في «كلام الموسوي تهديدا واضحا لعرقلة الحكم. فما كنا نسمعه من شائعات عن كلام يتردد في اوساط حزب الله بتنا نسمعه على ألسنة قيادييه الذين يهددون بقطع الأيدي. وهذا يصب في سياق التهديد العام. وقد يحلل هذا الوضع العام لحزب الله استهداف شخصيات مدنية وعسكرية اذا اعتبروا ان هذه الشخصيات تتهدد أمن الحزب». وختم: «اريد ان اسأل من هم حتى يسمحوا لأنفسهم بتصنيف الناس بين مشبوهين وغير مشبوهين؟ وما هي القواعد التي يعتمدونها في ذلك؟».