إيران تستبعد هجوما إسرائيليا عليها وتؤكد مواصلة تخصيب اليورانيوم من دون توقف

أوباما يبرر مناورات إسرائيل ويقول إن كل القرارات التي ستوفر أمنها مبررة

TT

رأى الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان احتمال شن هجوم اسرائيلي على منشآت نووية ايرانية «مستحيل»، وقال: «ان مثل هذه الوقاحة والجسارة لشن اعتداء على مصالحنا وسلامة اراضينا أمر مستحيل».

ووصف اسرائيل بانها «نظام دمية لا يمكنه تجنب ازمة الشرعية عبر الاعتداء على دول اخرى». وحذر رجل دين ايراني كبير الجمعة اسرائيل من اي هجوم محتمل على بلاده، مؤكدا ان الرد سيكون «رهيبا».

وقال الهام الذي جاء حديثه بعد ان نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» قبل يومين عن مسؤولين اميركيين قولهم ان مناورات عسكرية اسرائيلية جرت في مطلع يونيو (حزيران) في المتوسط، ويبدو ان هدفها تحضير الجيش لضربة محتملة على المنشآت النووية الايرانية، ان بلاده ترفض اي تفاوض مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي على اساس تعليق تخصيب اليورانيوم. وأضاف: «ان مسألة تعليق انشطتنا النووية وتخصيب اليورانيوم غير منطقية وغير مقبولة. ان مواصلة التفاوض لن تكون على اساس التعليق».

من جهته، قال سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، ان ايران ستواصل تخصيب اليورانيوم من دون توقف. واضاف سلطانية للتلفزيون الايراني من بلغراد حيث كان موجودا ان «جمهورية ايران الاسلامية ستستمر في تخصيب اليورانيوم، من دون توقف، لان هذا البرنامج يخضع لمراقبة كاميرات الوكالة الذرية على مدار الساعة». واوضح ان طلب تعليق التخصيب مسألة قديمة، ولا اساس تقني او قانوني لها».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين قوله ان طهران مستعدة للبدء في مفاوضات تقوم على مبدأ «الكل يربح». لكنه أضاف أن ايران «لن تذعن لاي مطالب غير منطقية تحرمها من حقوقها في مواصلة أنشطتها النووية السلمية».

وكانت القوى الست الكبرى، ومن بينها الولايات المتحدة قد عرضت على ايران في الاسبوع الماضي تقديم مساعدات في تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية، بالاضافة الى مزايا أخرى في أحدث محاولاتهم لحل خلاف مستمر منذ فترة طويلة، ساهم في ارتفاع أسعار النفط الى مستويات لم يسبق لها مثيل. وجاء ذلك في وقت حذر فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من ضربة عسكرية ضد ايران. وقال البرادعي في مقابلة مع محطة العربية، ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيحول المنطقة الى «كرة من اللهيب»، محذرا من أنه سيستقيل من منصبه في حال حدوث ذلك. وقال: «ضربة عسكرية الى ايران في رأيي ستكون أسوأ من اي شيء.. ستحول منطقة الشرق الاوسط الى كرة من اللهيب».

واضاف ان «اي هجوم لن يؤدي الا الى جعل ايران اكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي». وقال: «حتى لو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي ستؤدي الضربة العسكرية الى ما يطلق عليه خطة عاجلة الى صنع سلاح نووي بموافقة كل الايرانيين، حتى الايرانيين الذين يعيشون في الغرب».

وأشار الى انه لا يرى في البرنامج النووي الايراني حاليا «خطرا بالغا وملحا»، مضيفا ان «القيام بعمل عسكري ضد ايران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله». من جهة اخرى، رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي تساهي هانغبي، أمس، ان الجهود الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني باءت حتى الان بالفشل، معربا عن تشاؤمه لما قد يخبئه المستقبل. وقال هانغبي للاذاعة الاسرائيلية العامة، ان «التدابير التي اتخذها الغرب ضد البرنامج النووي الايراني باءت بالفشل» حتى الان، مضيفا ان العامين المقبلين سيكونان حاسمين. واضاف: على العالم ان يقرر ما اذا كان ينبغي اعطاء مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية التي لا يبدو انها واعدة.

ورفض هانغبي التعليق على المعلومات التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» حول المناورات العسكرية الاسرائيلية التي قالت انها تشكل استعدادا لهجوم محتمل للجيش على المنشآت النووية الايرانية. الا ان المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركي باراك أوباما علق على الموضوع، وقال ان «اسرائيل لها ما يبررها في توفير أمنها وسط التهديد غير العادي الذي تمثله ايران على أمن اسرائيل».

وسئل اوباما خلال مؤتمر صحافي في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، عما اذا كانت اسرائيل محقة في القيام بهذا التدريب، فقال: «من دون الاطلاع على معلومات المخابرات المفصلة بشكل فعلي اريد ان اكون حذرا بشأن وصف ما تم وما اذا كان ملائما ام لا». ولكنه اضاف ان اسرائيل محقة في ان تكون قلقة بشأن تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المناهضة لاسرائيل، وبشأن دعم طهران لحزب الله وحماس.

وقال: «ومن ثم فما من شك في ان ايران تشكل تهديدا غير عادي لاسرائيل. ولاسرائيل دائما ما يبررها في اتخاذ القرارات التي ستوفر امنها».