مباحثات سعودية ـ صينية في جدة تتناول آخرالمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية

الأمير سلطان لنائب الرئيس الصيني: بكين شريك مهم وفعال للرياض ونتطلع إلى مستقبل مشرق لهذه العلاقات

الأمير سلطان لدى توقيع البيان المشترك بين السعودية والصين مع نائب الرئيس الصيني في جدة أمس (واس)
TT

قال الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، إن السعودية تعتبر الصين الشعبية «شريكا مهما وفعالا على أكثر من صعيد»، وشدد على أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً مستمراً على مختلف الأصعدة منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بكين، قبل عقد من الزمان، والتي اعتبرها «تاريخية», مبينا أنها ازدادت رسوخا بعد الزيارة الأخيرة للملك عبد الله للصين، وأكد الأمير سلطان تطلع الرياض إلى مستقبل مشرق لهذه العلاقات «في ظل ما يتمتع به البلدان من إرث تاريخي وحضاري، وما يملكانه من إمكانيات اقتصادية وثقافية كبيرة».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي، في مستهل جولة المباحثات الرسمية التي عقدها أمس في قصره بجدة، مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، حيث بحث الجانبان جملة من الملفات، واستعرضا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة القضية الفلسطينية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها ودعمها في المجالات كافة. وفي ما يلي جانب من كلمة ولي العهد السعودي:

«يسرني أن أرحب بدولتكم وأعضاء الوفد المرافق، في المملكة العربية السعودية، التي تكن للشعب الصيني الصديق وقيادته مشاعر الود والتقدير. إن لقاءاتنا هذه دليل على ما توليه قيادتا بلدينا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس هو جينتاو، من حرص على دعم وتعزيز علاقاتنا الثنائية التي تشهد تطوراً مستمراً على مختلف الأصعدة منذ الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى بكين قبل عشر سنوات والتي أرست أسس التعاون بين بلدينا، الذي ازداد رسوخاً بزيارته الأخيرة إلى بكين وبزيارة فخامة الرئيس إلى المملكة.

دولة نائب الرئيس: إننا في المملكة العربية السعودية، نرى في جمهورية الصين الشعبية شريكا مهما وفعالا على أكثر من صعيد، ونتطلع إلى مستقبل مشرق لهذه العلاقات في ظل ما يتمتع به البلدان من إرث تاريخي وحضاري، وما يملكانه من إمكانيات اقتصادية وثقافية كبيرة.

ومما لا شك فيه أن قرار بلدينا الصديقين بالتوقيع على البيان المشترك الخاص بتعزيز التعاون والعلاقات الاستراتيجية بينهما، سيكون له أكبر الأثر في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي تتطلع إليه القيادتان والشعبان الصديقان في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص في المجالات السـياسـية والاقتصـادية والتجـاريـة والصنـاعية والتقنية والبترولية والمنشآت الأساسية. وفي هذا الإطار، فإننا نأمل أن يساهم القطاع الخاص في البلدين بشكل أكبر في مسيرة التنمية الشاملة في بلدينا.

كما أننا على ثقة أن مباحثاتنا لن تقتصر على تعزيز التفاهم والتنسيق المستمر بين بلدينا لتنمية علاقاتهما الثنائية، بل ستؤكد تقارب وجهات نظرهما حيال القضايا الاقليمية والدولية التي تحظى بالاهتمام المشترك.

دولة الصديق: لا يخفى عليكم ما يمر به عالمنا اليوم من تحديات جسام لأزمات تتعدى آثارها حدود المكان، لتؤثر على الأمن والاستقرار العالمي، ولا شك أن القضية الفلسطينية التي تعد السبب الأساسي للنزاع في الشرق الأوسط، تستدعي تضافر الجهود الدولية للوصول للحل العادل، الذي ينشده الشعب الفلسطيني الشقيق والعالم العربي والإسلامي، وكافة الشعوب المحبة للسلام.

وإننا إذ نقدر لبلادكم الصديقة مواقفها الداعمة للأمن والسلام والاستقرار والتنمية في المجتمع الدولي، لعلى ثقة بأنكم ستواصلون جهودكم الخيرة لدعم مسيرة السلام واستتباب الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

وكان نائب الرئيس الصيني قد ألقى بدوره كلمة أعرب فيها عن سعادته بزيارة المملكة، وهي الأولى بعد توليه المنصب، مؤكداً أن اختياره السعودية «يأتي تجسيداً لحرص حكومة الصين على تطوير علاقات التعاون والصداقة بين البلدين»، وبين أن بلاده تقدر حرص الأمير سلطان تجاه تطوير العلاقات السعودية ـ الصينية، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد نمواً في مختلف أوجه التعاون، خاصة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجمهورية الصين الشعبية عام 2006.

وعبر نائب الرئيس الصيني عن شكر وتقدير حكومة بلاده للمملكة، على وقفتها الإنسانية مع الصين، جراء الزلزال الذي ضرب بعض المناطق فيها، وقال «في الوقت الذي خاضت الصين فيه حكومة وشعباً نضالاً من أجل مكافحة هذه الكارثة الطبيعية قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات سخية إلى الصين، وظلت المملكة الأولى بين دول العالم، من حيث حجم المساعدات، وهذا دليل على علاقات الصداقة بين البلدين».

وتوجت جلسة المباحثات بتوقيع بيان مشترك لتعزيز التعاون والعلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وقعه عن الجانب السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وعن الجانب الصيني نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، كما تم توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال المنشآت الأساسية بين البلدين، والتي وقعها عن الجانب السعودي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية وعن الجانب الصيني نائب وزير التجارة قاو هو تشنغ.

وحضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور سعود المتحمي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، وحمد السويلم نائب رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، والسفير يحيى الزيد سفير السعودية لدى الصين الشعبية.

وحضرها من الجانب الصيني رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح تشو تشيشين، والسفير الصيني لدى المملكة يانغ هونغ، ونائب وزير الخارجية تشانغ يهوسي، ونائب وزير التجارة قاو هو تشنغ، ونائب رئيس المكتب للدراسات السياسية للجنة المركزية شي تشهيون، ومدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية سونغ ايقوه.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، قد كرم في قصره بجدة أمس، نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، واقام له والوفد المرافق حفل غداء وذلك عقب استقباله.

وحضر الاستقبال وحفل الغداء الأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود الفيصل، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني، والأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير السعودية لدى المملكة المتحدة وآيرلندا، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان المسؤول الصيني قد بدأ أمس زيارة للسعودية، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والدكتور سعود المتحمي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى (الوزير المرافق)، ويحيى الزيد سفير السعودية لدى الصين، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة، والسفير الصيني لدى السعودية.