مؤتمر الحوار العالمي للأديان يعقد في مدريد منتصف يوليو

سيعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين ويناقش 4 محاور

TT

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تنطلق في العاصمة الإسبانية مدريد، فعاليات المؤتمر العالمي للأديان، وذلك في الفترة من 16 ـ 18 يوليو (تموز) من العام الحالي. ويأتي المؤتمر الذي تنظمه الأمانة العامة لرابطة العالمي الإسلامي، تواصلاً مع دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار، واستجابة لنداء علماء الأمة الإسلامية له، بعقد مؤتمر عالمي للحوار يدعى له المعنيون بالحوار من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات.

ويشارك في المؤتمر، شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية من المتخصصين في الحوار وموضوعاته، التي تتصل بحياة المجتمعات الإنسانية، وبالتعاون الدولي، وحقوق الإنسان، وقضايا الأمن والسلام والتعايش المشترك في العالم. وفي هذا السياق، كشف الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عن أن المؤتمر سيشهد أربعة محاور يتم خلالها مناقشة جملة من الملفات، مبينا أن المحور الأول «الحوار وأصوله الدينية والحضارية»، يناقش موضوع الحوار لدى أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الشرقية، فيما يناقش المحور الثاني وعنوانه «الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني» الحوار وتواصل الحضارات والثقافات، وأثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ. ويبحث المحور الثالث تحت عنوان «المشترك الإنساني في مجالات الحوار»، الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر، وأهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد، وعلاقة الدين والأسرة في استقرار المجتمع، ومسؤولية الإنسانية في حماية البيئة. أما المحور الرابع «تقويم الحوار وتطويره» سيناقش المشاركون من خلاله مستقبل الحوار، وجهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته، ومهمة الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب.

وأوضح الدكتور عبد الله التركي، أن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، واعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي نظمته الرابطة في مكة المكرمة في الفترة من 4 ـ 6 يونيو (حزيران) الحالي، هي دعوة عالمية انطلقت من مكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام وقبلة المسلمين، وقال التركي «إن المبادرة حظيت بإجماع إسلامي، برز واضحاً في نداء مكة المكرمة، الذي أصدره العلماء والمفكرون المسلمون، الذين مثلوا الأمة في المؤتمر».

وبين، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن الرابطة تلقت العديد من الاتصالات من العلماء والشخصيات والمؤسسات ومراكز البحث الإسلامية والعالمية، تؤكد أهمية عقد مؤتمر عالمي، يجمع شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات المعتبرة وقادة الفكر والرأي ومحبي العدل والسلام، لاستعراض نداء مكة المكرمة، الذي تضمن ما اتفق عليه المسلمون، ووضع برنامج عملي لحوار عالمي هادف لبناء مستقبل إنساني، تعززه المعتقدات الدينية والقيم والأخلاق والمشترك الإنساني، لمد جسور التعارف والتفاهم والتعايش بين الشعوب والأمم والطوائف المختلفة، ودعوة البشر إلى العودة لخالقهم واستلهام ما أنزله على رسله.

وقال «إن المؤتمر العالمي للحوار، سيناقش أهمية الحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، ويبحث في تعاون المجتمعات على مختلف أديانها وثقافاتها، فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة، مما يحقق العدل والأمن والسلام، ويسهم في إشاعة العفة واجتناب القبائح والرذائل، ويحافظ على تماسك الأسرة، ويواجه آفات الإرهاب والظلم والمخدرات، وغير ذلك من المآسي البشرية».

وأشار الدكتور عبد الله التركي، إلى أنه تم اختيار مملكة أسبانيا مكاناً لانعقاد المؤتمر، لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية، شهد تعايشا وازدهارا أسهم في تطور الحضارة الإنسانية.