وزير سوداني وممثل حركة العدالة والمساواة يتجادلان في واشنطن حول ضحايا دارفور

د. الفكي يعتذر للجنوبيين عن تجاوزات الحرب الأهلية.. ويقول إن 3 قبائل شمالية تحكم البلاد

جانب من جلسة المؤتمر الدولي حول سلام وتنمية دارفور، الذي افتتح في بكين أمس وحضره مندوبون سودانيون (أ.ف.ب)
TT

تباينت أرقام ضحايا اعمال العنف في اقليم دارفور المضطرب في غرب السودان تبايناً كبيراً، بين ممثل للحكومة السودانية وممثل احدى الحركات المسلحة في الاقليم. إذ قدر الدكتور التيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي عدد اللاجئين والنازحين والمتأثرين سلباً بالنزاع في حدود مليوني شخص، وبالنسبة للقتلى قال إنه لا يوجد رقم حقيقي للضحايا، بيد ان الدكتور الطاهر الفكي رئيس «المجلس التشريعي» في حركة العدالة والمساواة، قال إن عدد النازحين يبلغ ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، وقدر عدد القتلي في حدود 300 الف شخص. وقال الباحث والخبير جيرارد برنير المتخصص في وسط وشرق افريقيا، ان عدد الذين «ماتوا» بسبب ظروف النزاع (الاوبئة والامراض والمجاعات) في حدود نصف مليون شخص من بينهم 80 الف قتلوا خلال النزاع لمسلح.

وقدم الدكتور الفكي خلال ندوة حول دارفور، نظمت في واشنطن أول من امس، شارك فيها لأول مرة مسؤولون حكوميون وأعضاء من حركة العدالة والمساواة، التي شنت هجوماً على امدرمان في العاشر من الشهر الماضي، اعتذاراً للجنوبيين «ضحايا ممارسات قام بها جنود من دارفور وكردفان، استخدموا لقمعهم وفعلوا من دون قصد وعن جهل أثناء حرب الجنوب». وكان قادة الجنوبيين ذكروا في عدة مناسبات، ان جنود الجيش السوداني، الذين يتحدرون من دارفور كانوا الأكثر قسوة معهم اثناء الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والتي توقفت بعد توقيع اتفاقية نيفاشا في مايو (آيار) 2004.

وعزا دكتور فضيل أزمة دارفور الى أسباب اقتصادية واجتماعية ومناخية (جفاف وتصحر)، وكذلك الى تدخل دول الجوار، وقال إن تلك الظروف أدت الى هجرة 80% من سكان دارفور في فترة من الفترات الى ليبيا، وقال إن عدم الاستقرار والحرب في تشاد، أدت بدورها الى تفاقم مشكلة دارفور، واتهم ايضاً الأحزاب السودانية بتأجيج النزاعات. أما الدكتور الفكي فقال إن مشكلة دارفور مردها الى التهميش، وعدم تنمية الإقليم، مشيراً الى ان مناطق النوبة والنيل الأزرق وكردفان تعاني التهميش، لكن «مشكلة السودان توجد في دارفور» على حد قوله.

وقال الفكي، إن عدم التوزيع العادل للثروة والسلطة في السودان، خلق ايضاًَ حالة التذمر، مشيراً في هذا الصدد الى ان ثلاث قبائل هي التي تهيمن على الوظائف، سواء أكانت دنيا أم وظائف عليا، وهذه القبائل هي «الشايقية والجعليين والدناقلة»، وقال إن الشايقية على وجه الخصوص، هم الأكثر نفوذاً في إدارة البلاد. وأوضح الفكي ان حركة العدالة والمساواة، اصدرت «كتاباً أسود» يبين هذه الحقائق، على حد قوله، ووعدت الحكومة بالرد عليه عبر «كتاب أبيض»، لكنه لم يصدر حتى الآن، وقال إن الحكومة عمدت الى تسليح القبائل العربية.

وتطرق الدكتور الفكي الى المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي قامت بها حركة العدالة والمساواة في الشهر الماضي، وقال إنها «كانت للدفاع عن أهلنا في امدرمان»، مشيراً الى أن «أبناء دارفور والسود في العاصمة السودانية، اعتقلوا وعذبوا بسبب سحناتهم ولغاتهم»، واشار الى شريط فيديو وزع على نطاق واسع في منابر الانترنت السودانية، يبين صبية يتعرضون لضرب مبرح، وتنكيل قاس، من طرف ما ذكر انهم قوات أمن، وقال إن عبارات عنصرية وردت في الشريط على غرار «اضرب العبيد».

أما الباحث جيرارد برنير، فقال إنه اثناء حرب الجنوب، كان يقال إن مسلمين يقتلون مسيحيين، وفي نزاع دارفور فإن مسلمين يقتلون مسلمين، وهو ما أدى الى خلق التباس حول النزاع في الغرب، وقال برنير، إن دارفور مثل السودان عبارة عن «لحم رأس» ونطقها باللغة العربية، في إشارة الى التنوع العرقي والإثني، مشيراً الى ان دارفور لولا قرار البريطانيين بضمها الى السودان لكان يمكن ان تكون جزءًا من تشاد أو ليبيا. ودلل على التخلف الذي عرفه إقليم دارفور بالاشارة الى انه كان يسدد ما نسبته 1 في المائة من مجمل الضرائب التي تسدد في السودان، قبل استقلال البلاد، وقال إن نسبة سكان الاقليم الى باقي انحاء السودان تتراوح ما بين 13 الى 16%. يشار الى ان الندوة التي نظمها معهدان من معاهد البحث والتفكير في واشنطن غاب عنها كل من غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني وعبد الواحد محمد نور رئيس فصيل حركة تحرير السودان حيث ذكر ان غيابهما كان بسبب عدم حصولهما على تأشيرة دخول الى اميركا.