وزير الخارجية الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: إريتريا تلعب دورا سلبيا وتمول المعارضة

دعا قمة شرم الشيخ الأفريقية إلى تأييد مسعى حكومته لنشر قوات دولية وامتنع عن انتقاد الجامعة العربية

عنصران من مجموعة اسلامية صومالية معارضة أثناءتدريبات عسكرية في احد شوارع مقديشو (رويترز)
TT

حث علي جامع أحمد وزير الخارجية الصومالي قادة الدول الأفريقية الذين سيجتمعون بعد غد في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، على تأييد مساعي بلاده الرامية إلى نشر قوات حفظ سلام دولية، لإحلال السلام والاستقرار المفقودين منذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي المخلوع محمد سياد بري عام 1991.

وقال جامع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في الاجتماعات التمهيدية لقمة دول الاتحاد الأفريقي، «نأمل في أن يدعم الأفارقة نشر قوات أممية ويشاركون فيها، الصومال يحتاج إلى دعم عربي ودولي عاجل في هذه المرحلة». واتهم اريتريا بانها تلعب دورا سيئا في القرن الافريقي، وانها تمول المعارضة الصومالية.

وخلافا للمتوقع، فقد امتنع جامع عن توجيه أي انتقادات للجامعة العربية ودولها الأعضاء، على خلفية الجدل الذي يدور في كثير من الأوساط الصومالية حول ما اذا كانت الجامعة العربية تقوم بدور ايجابي لإنهاء الأزمة الصومالية وممارسة دور مشابه للوساطة التي لعبها أمينها العام عمرو موسى، في ما يخص الأزمة السياسية المحتدمة في لبنان. وأضاف جامع: «لا أريد المقارنة بين ما يحدث في لبنان والصومال لكن نأمل في المزيد من الدعم العربي لاتفاق السلام وللمساهمة في إعادة الأمن والاستقرار، لسنا نريد الدخول في لعبة تبادل الاتهامات، المهم التركيز على المستقبل، وأن تتدخل الدول الأعضاء في الجامعة العربية لتقديم المزيد من الدعم ومساعدة أشقائهم الصوماليين».

وأكد جامع لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر محسوبة على تنظيم «القاعدة» مازالت موجودة في الصومال وتسعى لعرقلة أي محاولة لتحقيق الأمن والسلام في الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية الطاحنة، التي اندلعت منذ عام 1991. ورأى أن هذه العناصر لا تريد الخير للصومال، وتسعى إلى استغلال الفوضى السياسية والأمنية للحصول على ملاذ آمن هناك. لكنه شدد على أن حكومته بالتعاون مع مختلف دول العالم تسعى لكبح جماح ما وصفه بهذا النشاط التخريبي والهدام، مشيرا إلى أن الجماعات المناوئة للسلام والاستقرار سعت إلى اغتيال الرئيس الصومالي عبد الله يوسف وكبار مسؤولي الحكومة أكثر من مرة.

وأضاف: «طبعا هدفهم معروف وهو استمرار الفوضى وضرب أي محاولة لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية، لقد فقدنا الكثير من الشخصيات الصومالية التي عادت من الخارج متطوعة للمساهمة في دعم العمل الوطني». وسبق أن تبنت حركة الشباب المجاهدين، المصنفة في قائمة الارهاب الأميركية، المسؤولية عن 3 محاولات اغتيال تعرض لها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف على مدى الأسبوعين الماضيين.

وانتقد وزير الخارجية الصومالي الدعوة التي أطلقها أخيرا أبو يحيى الليبي احد قياديي «القاعدة»، للصوماليين برفض الاتفاق الذي وقع أخيرا في جيبوتي برعاية الأمم المتحدة بين رئيس تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له ورئيس الحكومة الصومالية العقيد نور حسن حسين (عدي).

وقال وزير الخارجية الصومالي ان حكومته غير معنية بالنظر في خلافات المعارضة التي وقع بعض قادتها الاتفاق ورفضه الجزء الآخر. وأضاف «لا أريد التدخل في الخلافات الشخصية ما بين المعارضين، ولكننا نعلم أن رئيس التحالف ورئيس لجنته المركزية وافقوا على الاتفاق نيابة عن أغلبية التحالف، وغالبية الشعب الصومالي تدعم هذا، بالإضافة إلى أغلبية سكان العاصمة مقديشو».

ولاحظ أن هذا الاتفاق ليس مسألة شخصية ولكنه يتعلق بتحقيق المصالحة في الصومال، معتبرا أن الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم التحالف اتخذ قرارا شجاعا وصعبا وصائبا لصالح الأمن والاستقرار في الصومال.

واتهم وزير الخارجية الصومالي، الرئيس الاريتري اسياس افورقي بلعب دور سلبي في الأزمة الصومالية، كما اتهمه بتقديم مساعدات مالية وأسلحة إلى المعارضة المناوئة للسلطة الانتقالية، التي يقودها منذ عام 2003 الرئيس الصومالي عبد الله يوسف.

وقال: «اريتريا تلعب دورا سيئا ليس فقط في الصومال ولكن في منطقة القرن الأفريقي، وهي اخترعت مشكلة حدودية مفاجئة مع جيبوتي، لكننا نعرف أن الاريتريين يقدمون المال والسلاح للمعارضة وهذا مذكور في التقرير الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أخيرا حول الوضع الراهن في الصومال».

من جهته، شن الرئيس الصومالي السابق عبد القاسم صلاد هجوما حادا على الولايات المتحدة واتهمها بدعم الغزو والاحتلال الإثيوبي لبلاده انتقاما من الهزيمة التي ألحقها الصوماليون مطلع التسعينات بالقوات الأميركية، التي شاركت في عملية إعادة الأمل في الصومال آنذاك. وقال صلاد لدى لقائه الجالية الصومالية في القاهرة، إن القوات الإثيوبية قتلت حتى الآن آلاف الصوماليين وشردت نحو مليونين اصبحوا لاجئين، خلال ما وصفه بمجازر جماعية ارتكبتها منذ دخولها الصومال نهاية عام 2006 لدعم الرئيس الصومالي الحالي عبد الله يوسف في مواجهة تنظيم المحاكم الإسلامية السابق.