ملك السويد يستقبل الأمير سلمان وينوه بعلاقات الصداقة بين البلدين

أمير الرياض ينقل تحيات القيادة السعودية.. وولية عهد السويد تحضر اللقاء

الأمير سلمان لدى زيارته ملك السويد بحضور ولية العهد السويدية بالقصر الملكي في استوكهولم أمس (أ. ب)
TT

نقل الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز للعاهل السويدي كارل جوستاف السادس عشر، الذي استقبل أمير منطقة الرياض والوفد الرسمي المرافق له أمس في مقره بالقصر الملكي بالعاصمة استوكهولم، حيث عقد الجانبان اجتماعا حضرته ولية عهد السويد الأميرة فكتوريا، وهي المرة الاولى في التاريخ السويدي التي يستقبل فيها الملك وولي عهده معا ضيفا رسميا زائرا.

وحضر الاجتماع الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض.

كما رحب العاهل السويدي بأمير منطقة الرياض مشيداً بما حملته زيارته لبلاده ولقائه بالمسؤولين ضمن علاقات الصداقة والتعاون المستمر بين البلدين، فيما ثمن الأمير سلمان ما حظي به من حفاوة وتكريم خلال زيارته للسويد، وفي نهاية الاجتماع تم تبادل الهدايا التذكارية بين الجانبين.

ودخلت زيارة أمير منطقة الرياض إلى السويد أمس يومها الرابع، والتي التقى خلالها بعدد من القيادات والفعاليات، وزار خلالها جملة من الأماكن التاريخية، واطلع على جانب من النهضة التي تعيشها السويد.

فكانت زيارته في اليوم الثاني لوصوله لمقر حاكم مقاطعة استوكهولم بيير أنكل، بقصر تسينسكا التاريخي بوسط استوكهولم والذي يعد تحفة معمارية تعود إلى خمسة قرون مضت، وجولته في بعض معالم المدينة القديمة، وإطلاعه على نمط العمارة التقليدية التاريخي للمدينة السويدية وساحاتها ونسق طرقها والمحافظة عليها مع مرور الزمن، وزيارته لمتحف الفريد نوبل مؤسس جائزة نوبل العالمية بمختلف فروعها، وما يحويه المتحف من سرد تاريخي لتطور العلوم وتنوعها وجوانب من المخترعات والفائزين بجائزة نوبل بالإضافة إلى عرض تعريفي بآلفريد نوبل وسيرته وانجازاته، وكيفية اختيار الفائزين بالجائزة العالمية في فروعها العلمية والطبية والأدبية وللسلام ولجانها التحكيمية في السويد.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز قد التقى خلال اليوم الثاني للزيارة، وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، حيث عقدا اجتماعا بمقر وزارة الخارجية في استوكهولم، تناولا فيه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات الصداقة والتعاون بين المملكتين، وأشاد بيلدت بزيارة أمير منطقة الرياض لبلاده، ومواقف السعودية في مختلف القضايا الدولية وإسهامها في قضايا السلام، وثمن ما تتمتع به العلاقات بين البلدين من قوة وتطور في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية يعززها تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين.

كما قام الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، في صبيحة اليوم الثالث لزيارته، بجولة في المدينة السكنية النموذجية «هامري سيستاد سيمبايو» التي تقع في ضواحي مقاطعة استوكهولم، وأطلع على مجسمات لمشروع الإسكان النموذجي للمدينة وتخطيطاته ومبانيه بشكل يراعي حماية البيئة والاستغلال الأمثل للمساحة، وشاهد والوفد الرسمي المرافق له شرحاً مصوراً من مدير المدينة بين فيه الأفكار الرئيسية التي تقوم عليها المدينة التي تجمع وتوفق بين عناصر البيئة وإعادة التدوير وتوفير الخدمات والمواصلات مع الاقتصاد في الطاقة وتدويرها بتكلفة متوازنة إلى جانب توزيع متناسب للمسطحات الخضراء كمتنفس للسكان في إطار تخطيط متكامل، حيث أثنى الأمير سلمان على الأفكار التي تشملها المدينة النموذجية، مشيرا إلى أن جوانب عدة من تلك الخبرات تواكبها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مع الحرص على الاستفادة من تجارب المدينة النموذجية السويدية، كما قام بجولة في المدينة السكنية النموذجية «المدينة المستدامة» للإطلاع على جوانب من الأفكار الحديثة المنفذة فيها بتوزيع المباني والمواد المستخدمة وآلية إعادة تدوير النفايات بشكل يوفر الطاقة والأسمدة والتدفئة بشكل تكاملي للمدينة، كما تعرفوا على تنسيق الخدمات والطرق، وقد أبدى إعجابه بما شاهد، واختتم جولته الصباحية حيث استقل ومرافقوه مركباً بحرياً بجولة في رحلة بحرية في مدينة استوكهولم للإطلاع على جوانب من معالمها ومبانيها التاريخية.

فيما استقبله رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت بمقر وزارة الخارجية في العاصمة استوكهولم، وتم خلال الاجتماع الذي عقده الجانبان تناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات الصداقة بين المملكة العربية السعودية والسويد والتي تمتد لعشرات السنوات، اشاد فيها المسؤول السويدي بدور المملكة على الساحة الدولية وتفاعلها الإيجابي في خدمة القضايا الإنسانية، وثمن زيارة أمير منطقة الرياض، متمنيا أن تسهم في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتنسيق بين البلدين في خدمة قضايا السلام والحوار العالمي التي يحرص عليها البلدان، وقد أبدى الأمير سلمان خلال اللقاء عن تقديره لرئيس الوزراء ناقلا له تحيات القيادة السعودية، متمنيا التوفيق واستمرار التعاون بين البلدين لخير شعبيهما في إطار علاقات الصداقة التي تجمع المملكتين.

واحتفى حاكم مقاطعة استوكهولم بيير أنكل بضيف البلاد الأمير سلمان بن عبد العزيز، واقام له والوفد المرافق، حفل عشاء تكريميا بمناسبة زيارته، وذلك في قصر تسينسكا التاريخي «مقر الحاكم» بوسط استوكهولم.

ورحب الحاكم بالأمير سلمان، مبرزا أهمية ما حملته الزيارة ولقاءاته بالمسؤولين في السويد بما يصب في توثيق الروابط بين الجانبين، وتأكيد التنسيق المشترك والتعاون في فتح مجالات أوسع للعلاقات، وبدوره أعرب الأمير سلمان بن عبد العزيز في كلمته خلال الحفل عن شكره لحاكم استوكهولم، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، ومؤكداً أهمية التعارف والتعاون بين الشعوب والحكومات لخير الإنسانية، وقال «إن سياسة المملكة عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي التعاون بين جميع الشعوب في سعي لتحقيق المصالح المشتركة والخير للإنسانية، وان يكون الاعتدال نهجنا دائما»، وقد تسلم الأمير الضيف في نهاية الحفل هدية تذكارية من حاكم استوكهولم تمثل صورا للعمارة التقليدية التاريخية للمدينة السويدية.