الأمير نايف: 90% من المعتقلين في العمليات الأخيرة سعوديون.. واضطرابات العراق قربت التهديد الإرهابي

وزير الداخلية السعودي لـ «الشرق الأوسط»: لا نستبعد أن يكون لـ«القاعدة» خطط «بديلة».. وسنقضي على كل من يهدد أمننا

الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي
TT

لم يستبعد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، أن يكون لتنظيم «القاعدة»، «خطط» بديلة ينوي استهداف البلاد بها، وذلك بعد أيام من إعلان الرياض تفكيك 5 خلايا إرهابية، كانت تنوي خلق حالة من الفوضى على الأراضي السعودية. لكن وزير الداخلية السعودي، أكد في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، تصميم بلاده على مواجهة الإرهابيين، والقضاء عليهم، متوعدا إياهم بقوله «سنقضي على كل من يهدد أمن المملكة».

وكشف الأمير نايف، عن أن السعوديين شكلوا غالبية عناصر الخلايا الإرهابية، التي ألقي القبض عليها خلال الأشهر الماضية. وقال إن نسبتهم قد تصل إلى 90 في المائة.

وتحدث عن أن استهداف المنشآت النفطية في بلاده، قائلا انه هو الخيار الأول للإرهابيين، والأخطر بالنسبة للقائمين على العمل الأمني. غير أنه شدد في الوقت نفسه على أن التنظيم الإرهابي يستهدف «كل ما يسيء لأمن المملكة واقتصادها».

وطالب الأمير نايف، بضرورة تعاون المجتمع الدولي، في تجفيف منابع الإرهاب. وقال «إذا لم تعمل جميع دول العالم على تجفيف المنابع وإنهائها، سيبقى الإرهاب قائما في أي دولة كانت».

وأشار إلى أن الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية، والعراق على وجه الخصوص، قرب خطر التهديد الإرهابي للسعودية. وقسم تعاون الدول مع بلاده في تقديم المعلومات حول المخططات الإرهابية والإرهابيين، إلى 3 أقسام، حيث قال إن منها ما هو «جيد»، وآخر «شبه مقبول»، وثالث «معدوم». وفيما استغلت العناصر الإرهابية المواسم الدينية للولوج إلى الأراضي السعودية، أكد الأمير نايف أن بلاده ستبذل جهودا مكثفة للمتابعة والمراقبة، وكشف النوايا السيئة قبل أن تقع. لكنه أوضح أن المملكة «لا تستطيع ولا تريد منع أي مسلم من أداء فريضة الحج وسنة العمرة». إلى تفاصيل الحوار:

> الإنجاز الأمني الذي تحقق على يد قوات الأمن السعودية الأسبوع الماضي، ينظر له من جانبين، الأول، مقدرة الأمن السعودي على التصدي لكافة مخططات «القاعدة»، والجانب الآخر يدل على أن التنظيم الإرهابي لا يزال يعمل وبقوة داخل الأراضي السعودية، ما تعليقكم على هذا الأمر؟

ـ صحيح، أنا سبق وقلت أن هناك أمورا إذا توفرت لدينا فسنعلنها في وقته، وقد أعلنا عنها بكافة تفاصيلها وبكل ما توفر لدينا، ولكن نحن واثقون بأن أعمالهم ما زالت تضمر الشر، ولا بد أن نستمر في مواجهتهم. ولذلك أحب أقول بكل وضوح وصراحة، إذا لم يعمل جميع دول العالم على تجفيف المنابع وإنهائها، سيبقى الإرهاب قائما في أي دولة كانت. وطبعا لا شك أن المملكة من أوائل الدول المستهدفة في هذا الأمر، وهذا يدل على أنهم ضد الإسلام والاستقرار، ويجب ألا ينخدع أحد بأنهم يتحدثون كمسلمين، هؤلاء خوارج، وهؤلاء الذي قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «يأتي أقوام تحقرون صلاتهم عند صلاتكم، وصيامهم عند صيامكم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية». وبدون عمل دولي متضامن لإنهاء المنابع، فسيظل الاستهداف من الإرهاب قائما. ونحن على كل حال معتمدون على الله، ثم على قدراتنا الذاتية الخاصة. والحمد لله ما حققناه من نجاحات، ستتبعها نجاحات أخرى، وسنقضي على كل من يهدد أمن المملكة. ولذلك أطالب الجميع بأن تكون لهم مواقف إيجابية، وخصوصا من المواطنين السعوديين، بالتعاون مع أجهزة الأمن، وألا ينخدع أي شخص بهذه النداءات والأقوال التي لا تمت للإسلام بصلة، بل انها ضد الإسلام وتشويه لهذا الدين الحنيف.

> أفهم من حديثكم، أنه لم يكن هناك تعاون دولي كاف لصد المخططات الإرهابية، التي كانت تستهدف أمن السعودية؟

ـ الحقيقة كان هناك تعاون في تبادل المعلومات. ولكن عمل دولي أو توجه لتجفيف المنابع الإرهابية وإنهائها، مع الأسف ليس بموجود حتى الآن.

> كم بلغت نسبة السعوديين ممن ألقي القبض عليهم في الخلايا الإرهابية الخمس، التي أعلنتم عن تفكيكها الأسبوع الماضي؟

ـ للأسف أن نسبة السعوديين كثيرة، تقريبا كانت 90 في المائة.

> ماذا عن المخططات الإرهابية التي كانت الخلايا تنوي تنفيذها، هل وصلت إلى مراحل متقدمة من التخطيط والتجهيز؟

ـ الحمد لله، نحن كنا متابعين لهم، ولم نمكنهم من أن يصلوا إلى مراحل مهددة للمنشآت. ولكن نحن لا نستبعد أن تكون لهم خطط أخرى، وخطط بديلة، ونحن نتوقع كل شيء، ونأخذ بعين الاعتبار جميع الخطط، إن كانت صغيرة أو كبيرة.

> بالعودة إلى بيان الداخلية السعودية، ومن وحيه نقرأ أن الأجهزة الأمنية قامت بواجباتها في ملاحقة الإرهابيين، استجابة للتداعيات الأمنية التي أملتها الظروف الإقليمية والدولية، منذ مطلع العام الهجري الحالي، هل هذا يعني أن السعودية كانت مستهدفة بفوضى كان يخطط لها في الخارج؟

ـ لا شك أن وجود الاضطرابات في بعض الدول العربية، وخصوصا في العراق، زاد وقرب التخطيط من السعودية، ولا شك أن هؤلاء يعبرون عن طريق دول عربية، قد لا يعرفون أنهم يأتون تبعا لذلك، فالجهود مبذولة لفتح قنوات التعاون، ولكن هذا التعاون متدرج فهناك تعاون جيد، وهناك تعاون شبه مقبول، وهناك تعاون معدوم. الذي يجب أن نعرفه الآن، هو أن المملكة هي المستهدفة الأولى لهذه الأعمال الإرهابية، وسيعملون كل ما في قدراتهم لتجنيد جنسيات أخرى لدخول المملكة، واستغلال الحج والعمرة، ولكن نحن حريصون على عدم التخلف بكل جهودنا، وهو ما يقتضيه وجود تعاون كبير بين المؤسسات المختصة في هذا المجال.

> واضح أن الإرهابيين، استغلوا المناسك الدينية، لتنفيذ مآربهم الشريرة، ولكن كيف يمكن أن توائم السعودية بين التسهيلات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، وبين التشديد الأمني الذي يحول دون ولوج الشر للأراضي السعودية؟

ـ نحن نواجه واقعا. أولا: لا نستطيع، ولا نريد أن نمنع أي مسلم من أداء فريضة الحج وسنة العمرة. ولكن لا نعلم ما في القلوب، ونأخذ هذا بعين الاعتبار، وسنسهل دخول المسلمين، ولكن في الوقت نفسه، سنبذل جهودا مكثفة للمتابعة والمراقبة وكشف أي نوايا سيئة قبل أن تقع، وهذا حصل في مواسم الحج الماضية، واستطعنا أن نتغلب على هذا، ونرجو من الله دائما التوفيق والسداد، ونأخذ كل الأمور بعين الاعتبار، ونعتمد، بعد الله، على قدراتنا الذاتية، ونشكر كل من زودنا بالمعلومات.

> تقصد أن هناك دولا قدمت معلومات للسعودية، ساهمت في كشف دخول عناصر إرهابية؟

ـ نعم، بلا شك نقدر ما يأتينا من معلومات من دول، سواء كانت عربية أو إسلامية أو دولية، مهما كانت محدودة، ولكنها قد تدلنا على شيء، ومرات قد لا تعطينا شيئا جديدا.

> يتضح أن ما ورد في بيان الداخلية من مخططات، كانت ترسم خارج الأراضي السعودية، هل هذا يعني أن التنظيم في الداخل فقد جميع قياداته؟

ـ قد يكون فقد قياداته في الداخل، عبر القبض أو إنهاء العناصر الفاعلة. ولكن للأسف انه يجد من يستجيب له، أو يتعاون معه، أو من يغرر ببعض الشباب للعمل في هذا المجال الشرير.

> من المعلوم أن المنشآت النفطية، كانت ولا تزال هدفا لتنظيم «القاعدة»، ولكن من خلال البيانات الأخيرة يلاحظ أن كافة المخططات التي كانت تستهدف نشر الفوضى في السعودية، كانت تنطلق من ضرب المقدرات النفطية والاقتصادية، هل تلاحظون زيادة الخطر المحدق بتلك المنشآت، وما هي الخطط الخاصة بتقوية أمن المنشآت؟

ـ هم يقصدون كل شيء يسيء إلى المملكة في اقتصادها وأمنها، وليس هناك شك أن التخطيط ضد المنشآت النفطية هو الأول لديهم والأخطر بالنسبة لنا، ولذلك نحن أولينا هذا الأمر كل اهتماماتنا، مكثفين القدرات للحفاظ على أمن هذه المنشآت، والحصول على المعلومات، ومتابعة كل الوسائل التي يمكن أن تعطينا الإشارة إلى أي توجه كان. ونقول، ربنا معنا، ثم اعتمادنا على قدراتنا الأمنية، والدعم الذي نلقاه من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي العهد، وتوجيهاتهم الكريمة، وتعاون الشعب السعودي معنا.

> أخيرا، التهديدات الإرهابية التي تستهدف السعودية، هل تخطط على مستوى أفراد أو منظمات أو دول؟

ـ هي لا شك أنها تتم على صعيد منظمات. أما وجود دول من عدمه، ليس لدينا دليل، ولكن قد يكون واردا، ونحن لا نعتمد إلا على الحقيقة.