غضب مصري بسبب فيلم إيراني يمجد قتلة السادات

دبلوماسي إيراني: لا علاقة للحكومة بإنتاجه

TT

بينما أعربت مصادر إيرانية ومصرية عن اعتقادها أن فيلما إيرانيا، يمجد قتل رئيس مصر الراحل أنور السادات، يحمل عنوان «34 طلقة للفرعون»، قد لا يكون له تأثير يذكر على السير الوئيد للعلاقات الدبلوماسية المصرية الإيرانية المقطوعة رسمياً منذ نحو 28 سنة، شنَّت صحف مصرية شبه رسمية أمس هجوماً شديد اللهجة على طهران، متهمة إياها، في لهجة قاسية وغير مسبوقة، بـ«اختطاف الشعبين الفلسطيني واللبناني لخدمة الأهداف والمصالح الفارسية»، وبـ«التردي اللاأخلاقي لدى إيران وملاليها»، وبـ«انتهاك الأعراف الدبلوماسية»، وأن «مصر تدرك كل هذه القناعات الإيرانية التي تعبر عن نيات سيئة حقيقية دفينة وتكشف عن نفسها بين الحين والآخر وبشكل متواصل»، ولذلك لا يمكن إقامة علاقة مع دولة تصف السادات بالخائن وقتلته بالشهداء. ويصور الفيلم المثير للجدل واقعة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وكذلك صورا لمحاكمة خالد الإسلامبولي ورفاقه بمصر ممن نفذوا عملية المنصة وقتل السادات عام 1981.

ومن المعروف أن إيران اطلقت اسم الإسلامبولي على أحد شوارع طهران (غيرت الاسم لاحقاً لإبداء حسن نيات لعودة العلاقات مع مصر، لكن تركت تحت الاسم الجديد جملة: شارع خالد الإسلامبولي سابقا) وأبقت كذلك على لوحة جدارية ضخمة بالمدينة كتذكار للإسلامبولي. وقالت مصادر دبلوماسية إيرانية في اتصال بـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة أفراد (مصادر أخرى تقول إنها مجموعة أصولية إيرانية متطرفة تُسمى نفسها «لجنة تمجيد شهداء الحركة الإسلامية العالمية» وهي أيضاً وراء تشييد نصب تذكاري للإسلامبولي بطهران في السابق) هم مَن قاموا بالعمل على إنتاج الفيلم لا الحكومة الإيرانية.. «النظام في الجمهورية الإسلامية مع دفع العلاقات مع مصر إلى الأمام لا تعطيلها أكثر مما هي معطلة.. لا علاقة لها (للحكومة) بإنتاج الفيلم». وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري الدكتور مصطفى الفقي أن العلاقات بين مصر وإيران «أكبر من اسم شارع أو صورة معلقة على جدار أو فيلم.. لكن (مثل هذه الأمور) تترك رواسب سلبية في العلاقات بين الشعبين.. أطالب الجانب الإيراني بإعادة النظر في التعامل مع مصر ثقافياً وحضارياً». وأردف الفقي لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك من يمجد القاتل.. الاغتيال السياسي جريمة ضد إرادة الله الذي اختص لنفسه حق إنهاء الحياة»، وتابع قائلاً: «أنا ذهبت لإيران ورأيت اسم الشارع والصورة الكبيرة للإسلامبولي مكتوب عليها باللغة الفارسية: أنا الذي قتلت فرعون مصر».

وأضاف الفقي: «يجب على إيران أن تفكر بلسان واحد.. هناك (إيرانيون) يتحدثون بعودة العلاقات مع مصر، وهم أغلبية، وهناك (من الإيرانيين) من يعرقل عودة هذه العلاقات.. أعتقد أن العلاقات بين مصر وإيران أكبر من أية عمليات (تصرفات) شكلية». وعلق رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية في مقال بصفحتها الأولى أمس على الفيلم في مقال بعنوان «جليطة إيرانية فجة» قال فيه: «لقد اندهشت من هذا التردي اللاأخلاقي لدى إيران وملاليها.. من هم ليصفوا الرئيس المصري (السادات) البطل بالخيانة، وهو من حارب وأعاد سيناء إلى الوادي واسترجع ثروات مصر الطبيعية من بترول وذهب وفوسفات وغيرها إلينا مرة أخرى.. للأسف ذهبت طهران إلى حد بعيد في انتهاك الأعراف الدبلوماسية والقوانين عندما أصدرت هذا الحكم الجائر على الرئيس الراحل».

وأضاف عما أسماه علاقات إيران بكل من حركة حماس وحزب الله إن «اختطاف الشعبين الفلسطيني واللبناني لخدمة الأهداف والمصالح الفارسية هو الخيانة العظمى بعينها والإرهاب بتعريفه الحقيقي».

وتصدَّر الصفحة الأولى بجريدة «روزاليوسف» موضوعاً رئيسياً حمل عناوين تقول: «وقاحة إيرانية جديدة في حق مصر.. أنتجت فيلماً ضد السادات.. وصفته بالخائن.. وقاتله بالشهيد.. حملات الحقد الفارسي تتواصل.. واسم شارع القاتل مازال موجوداً». واختتمت الصحيفة قائلة: «ومن ثم فإنها (مصر) لا يمكن أن تقيم علاقات مع دولة تنظر إلى الرئيس المصري الراحل على أنه خائن وتنظر إلى قتلته على أنهم شهداء».