جمعيات حقوقية تمنح سلطات مليلية مهلة 10 أيام لتغيير أسلوب معاملة المغاربة

انفراج بحدود مليلية واستئناف تزويدها بالأسماك والخضروات المغربية

TT

استؤنفت منذ أول من أمس، حركة تزويد أسواق مدينة مليلية المحتلة بالمواد الغذائية (خضروات وأسماك) القادمة من الأراضي المغربية بواسطة الشاحنات، بعد توقف دام أياما، بسبب اعتصام المغاربة بينهم ناشطون حقوقيون، بنقطة الحدود الرئيسية «بني انصار» احتجاجا على ما وصفوه، بالمعاملة التمييزية التي يتعرض لها المغاربة عند الحدود الفاصلة لمليلية عن تراب وطنهم.

وكانت شرارة الاحتجاجات التي اندلعت منذ اعتقال البرلماني المغربي يحيى يحيى، يوم 26 من الشهر الماضي، فور دخوله إلى المدينة التي يتوفر على سكن بها، لتضاف قضيته إلى سوء معاملة يشكو منها السكان المجاورون الذين اعتادوا التردد على مليلية، خاصة وقد فرضت عليهم إجراءات أمنية يقولون إنها متشددة، وأصبحوا مطالبين بالحصول على تأشيرة الدخول إذا أرادوا التوجه إلى المدينة التي ألفوا زيارتها يوميا، بمعدلات مرتفعة، إذ كان يكفيهم في الماضي إبراز جواز السفر أو بطاقة الهوية، دون الحاجة إلى تأشيرة.

وذكرت 19 جمعية حقوقية وغير حكومية، في بيان وزعته على الصحافة المحلية، أول من أمس، أنها أمهلت سلطات مليلية، فترة 10 أيام، قررت خلالها رفع الحصار عن المعبر الحدودي والسماح للبضائع بالدخول إلى المدينة، مقابل ان تقوم السلطات بتحسين معاملة المغاربة القاطنين والوافدين الى المدينة. وطالبت الجمعيات بتشكيل لجنة تحري في المعاملات السيئة التي يقولون إن المغاربة تعرضوا لها في الأيام الأخيرة من قبيل إلزام سكان مدينة الناضور بتأشيرة الدخول، كما تحدثوا عن أشكال أخرى من المعاملة المهينة حيث ذكروا أن عناصر حرس الحدود تمنع النساء الحوامل من الدخول إلى المدينة للعلاج في مستشفياتها.

يذكر في هذا السياق، أن سيدات مغربيات من جوار مدينتي مليلية وسبتة، يقصدن المدينتين، وهن في وضعية حمل متقدم، لوضع حملهن في مستشفياتهما المجهزة أحسن من نظيرتها في المغرب، كما أن الإنجاب في المدينتين، ربما يعطي المولود الحق في الحصول لاحقا على الجنسية الإسبانية. وانتبهت السلطات المحتلة في سبتة ومليلية إلى تلك الحيلة، فصارت تضيق الخناق على الداخلات إلى المدينتين من النساء المغربيات الحوامل.

إلى ذلك، ورغم انفراج الوضع الذي ظل لأيام متأزما على حدود مليلية، فإنه لم يتم الحسم بعد في أمر زيارة رئيس الوزراء الإسباني لويس ثباطيرو إلى المغرب، التي تأمل مدريد أن تتم قبل التاسع من الشهر الجاري، حيث إن ثباطيرو سيقوم بزيارة اليونان في نفس اليوم. وإذا ما تعذرت الزيارة في الفترة المأمولة، فإن الجانب الإسباني، يتمنى كأبعد احتمال، أن تسمح أجندة العاهل المغربي، باستقبال ثباطيرو، قبل عطلة أغسطس (آب) المقبل. وفي حالة عدم حدوث ذلك، فإنه سيكون مؤشرا تأكيديا إضافيا على وجود أزمة في العلاقات الثنائية بين البلدين، لا يمكن تشبيهها بسحابة صيف.