استقبال حافل للرهينة المحررة بيتانكور في العاصمة باريس

بيتانكور: أنا مدينة بحياتي لفرنسا * باريس تؤكد أنها لم تدفع أية فدية للمتمردين

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرحب بالأسيرة المحررة انغريد بيتانكور بعد احتجازها رهينة في الأدغال الكولومبية لست سنوات لدى وصولها إلى العاصمة باريس أمس (رويترز)
TT

وصلت الرهينة السابقة انغريد بيتانكور امس في الساعة 00،14 بتوقيت غرنيتش الى مطار فيلاكوبليه قرب باريس، على متن طائرة رئاسية فرنسية قادمة من بوغوتا. ورافق بيتانكور افراد من عائلتها، وولداها ميلاني ولورنزو ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وكانوا قد غادروا بوغوتا مساء الخميس. وكانت الرهينة الفرنسية الكولومبية السابقة اول من خرج من الطائرة. وقد استقبلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني على مدرج المطار.

وافرج الاربعاء عن انغريد بيتانكور، بعد احتجازها اكثر من ستة اعوام لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة (فارك). وصرحت للصحافيين قبيل هبوط الطائرة «انا مدينة بحياتي لفرنسا».

من جهة أخرى، اكدت فرنسا امس انها لم تدفع اية فدية للمتمردين في كولومبيا (الفارك) لقاء اطلاق سراح الرهينة انغريد بيتانكور التي تم تحريرها الاربعاء في عملية نفذها الجيش الكولومبي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اريك شوفالييه ردا على سؤال عما اذا كانت باريس دفعت مبلغا ماليا للثوار الكولومبيين «الرد بسيط جدا: لا». وكانت اذاعة سويسرا الناطقة بالفرنسية قد افادت امس ان قادة المتمردين تقاضوا ملايين الدولارات من اجل اطلاق سراح انغريد بيتانكور و14 رهينة اخرين لديهم وان الجيش قام بعدها بـ«اخراج» العملية. واوضحت الاذاعة العامة استنادا الى «مصدر قريب من الاحداث جدير بالثقة وتم اختباره مرارا خلال السنوات الماضية» انه «تم في الواقع شراء الرهائن الـ15 بثمن باهظ، وبعدها تم اخراج العملية برمتها». وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي ان حفلا سيقام مساء في قصر الاليزيه دعيت اليه لجان الدعم لبيتانكور واسماء لامعة في عالم الفن وشخصيات سياسية. واعلنت بيتانكور اول من امس انها ستلتقي البابا بنديكتوس السادس عشر الاسبوع المقبل في الفاتيكان. واضافت «لم يحدد لي موعد بعد لكن الفاتيكان اكد اللقاء مع البابا». وعاين احد الأطباء الذين كانوا في الطائرة المتجهة الى باريس الرهينة السابقة التي احتجزتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ست سنوات في الادغال.

وافادت مراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية كانت في الطائرة ان الطبيب قال ان الوضع الصحي لبيتانكور (46 سنة) مرض بشكل عام. وستقام احتفالات هذا الاسبوع بمناسبة الافراج عن بيتانكور التي تحظى في فرنسا بشعبية اكبر من كولومبيا.

وقالت السناتورة والمرشحة للانتخابات الرئاسية الكولومبية السابقة «أتشوق للوصول الى فرنسا، واتشوق للعودة الى منزلي». وقالت «اود ان اعانق الرئيس (نيكولا) ساركوزي لاقول له اني معجبة به واني ادين له بوجودي هنا اليوم». واضافت «انها قصة لا تصدق مع نهاية سعيدة»، و«سآتي الى فرنسا لأشكر كل الفرنسيين وأشاطرهم لحظة السعادة هذه، اني في حالة مدهشة، انها اعجوبة».

وأكدت بيتانكور كذلك في مقابلة نشرت الجمعة ان «الروحانية» انقذتها وسمحت لها بالمضي قدما وتحمل معاملة سجانيها الذين كبلوها على مدار الساعة طوال ثلاث سنوات. وردا على سؤال لاذاعة «اوروبا 1» قبل مغادرتها كولومبيا حول ما اذا تعرضت «للتعذيب والاذلال والاهانة» طوال فترة احتجازها اجابت «نعم».

وفي بوغوتا التقت بيتانكور صديقتها السابقة كلارا روخاس. وكانت بيتانكور وروخاس قد أسرتا معا في 23 فبراير (شباط) 2002. لكن الحدث الاشد تأثيرا كان لقاء بيتانكور مع ولديها ميلاني (22 سنة) ولورينزو (19 سنة) اللذين عانقتهما بحرارة وضمتهما الى صدرها وغمرتهما بالقبلات بعدما وصلا الى بوغوتا من باريس. وقالت بيتانكور التي صعدت الى الطائرة برفقة زوجها خوان كارلوس لوكونت للصحافيين ان رؤية ولديها مجددا كان حدثا غامرا. ثم زارت بيتانكور مع اسرتها ضريح والدها غابرييل بيتانكور، وزير التربية السابق الذي توفي في 23 مارس (آذار) 2002 بعد شهر على خطف ابنته.

وأكد كوشنير اول من امس في بوغوتا لعائلات الرهائن الكولومبيين ان فرنسا ستواصل السعي من اجل الافراج عن الرهائن الآخرين. وتمكن الجيش الكولومبي الأربعاء من تحرير بيتانكور وثلاثة اميركيين وأحد عشر عسكريا كولومبيا اثر عملية تم التخطيط لها بدقة، ونفذت بمشاركة مروحة في جنوب شرق البلاد. واكد وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس ان هذه العملية «كولومبية مائة في المائة»، وذلك ردا على سؤال حول دور محتمل للولايات المتحدة فيها. من جهة اخرى في القدس ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان مستشارين إسرائيليين شاركا في التحضيرات للعملية التي نفذها الجيش الكولومبي وافرج خلالها عن الرهائن الـ15 المحتجزين لدى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا بينهم انغريد بيتانكور.

ولم تقدم الاذاعة تفاصيل عن دورهما واكتفت بالقول انه بعد الافراج عنها وصفت بيتانكور عملية القوات الكولومبية بانها شبيهة بعمليات الجيش الاسرائيلي. وذكرت صحيفة «هآرتس» ان ضابطين كبيرين تقاعدا اخيرا هما الجنرالان في الاحتياط اسرائيل زيف ويوسي كوبرفاسر يديران في بوغوتا شركة استشارات امنية توظف عشرات من عناصر وحدات النخبة السابقين او من اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.

وحصلت الشركة «غلوبال سي اس تي» على عقد بقيمة عشرة ملايين دولار في كولومبيا بعد ضوء اخضر من وزارة الدفاع لمساعدة القوات الخاصة في مكافحة فارك على ما اوضحت الصحيفة. وقال زيف لصحيفة «يديعوت احرونوت» : «لقد زودنا القوات الخاصة الكولومبية وسائل متطورة لمحاربة» المتمردين. وبحسب زيف القائد السابق لعمليات الجيش الاسرائيلي فان شركته «ساهمت الى حد كبير» في مساعدة القوات الكولومبية الخاصة لكنها لم تكن ضالعة في العملية بحد ذاتها. وقال مصدر مقرب من الشركة طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة «هآرتس»: «لا نريد ان تنسب الينا عملية لم نقم بها». وأوضح «ساعدناهم على محاربة الإرهاب وعلى وضع استراتيجيات وتطبيقها.هذا كثير لكن يجب عدم تضخيم دورنا». ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية، شلومو درور، هذا النبأ أو ينفه.