الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية يسحبان قواتهما من أبيي

تنفيذ اتفاقية لنزع فتيل الأزمة في المنطقة كاد يؤدي إلى نشوب حرب جديدة

عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان لدى انسحابهم بأسلحتهم وأمتعتهم من منطقة أبيي أمس (رويترز)
TT

قال مسؤولون سودانيون أمس ان الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان (جنوب) بدءا سحب عناصرهما من منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بعد انقضاء مهلة حل أجلها في نهاية يونيو (حزيران) بموجب اتفاق بين الجانبين.

وقال عبد الرحمن محمدين المتحدث في مجلس الدفاع المشترك «بدأنا (أمس) سحب بعض قواتنا». ومجلس الدفاع المشترك هو الجهاز الذي أنشيء بموجب الاتفاق لضمان التعاون بين الجيشين. وكان الجيش الشعبي لتحرير السودان قد قال أول من أمس انه استكمل تقريبا انسحابه. وقال بيانق دينق كول رئيس عمليات الجيش «خلال أقل من ثلاثة أيام سننهي اعادة الانتشار».

وقال محمدين ان تأخر انسحاب القوات الشمالية يرجع الى أنها كانت تنتظر نشر الشرطة وأن تتولى ادارة مؤقتة مقاليد الامور قبل رحيل تلك القوات بالكامل بموجب اتفاق بين قوات الشمال والجنوب. ولم يتم الاتفاق بعد على ادارة لمنطقة أبيي. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان ان انسحابه غير مشروط. وحذر كول من أن عدم انسحاب القوات الشمالية من المنطقة يثير سخطا بين قواته.

وكان الجانبان قد اتفقا على الانسحاب من المنطقة بحلول أول يوليو (تموز) بعد نشوب القتال بين الجانبين في بلدة أبيي في مايو (أيار) الماضي مما أودى بحياة 90 شخصا على الاقل وتسبب في تشريد 50 ألفا اخرين. وقال مسؤولو الجيش الشعبي انهم لم يفوا بالمهلة لافتقارهم الى وسائل نقل المعدات الثقيلة. وقال رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان ان جيش الشمال يتلكأ. ولطالما كانت أبيي التي تقع على الحدود بين الشمال والجنوب وتتمتع بابار للنفط ومراع مهمة مصدرا للخلاف.

من جهة أخرى، حث النواب في جنوب السودان المحكمة الجنائية الدولية على وقف الملاحقات بحق زعماء المتمردين الاوغنديين لتسهيل التوقيع على اتفاق سلام مع حكومة كمبالا برعاية الخرطوم. وقال رئيس البرلمان في جنوب السودان جيمس واني ايغا «نحث المحكمة الجنائية الدولية على تعليق الاتهامات لبعض قادة جيش الرب للمقاومة». وقد تلا القرار الذي تبناه البرلمان بالاجماع بعد يومين من المناقشات حول العنف في اوغندا.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد اصدرت في يوليو 2005 مذكرات توقيف بحق جوزف كوني وثلاثة من مساعديه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وهم متهمون خصوصا بالاغتصاب وجدع مدنيين وتجنيد اطفال وقتل الاف الاشخاص خلال فترة التمرد التي بدأت عام 1988.

وادى غياب جوزف كوني في منتصف ابريل (نيسان) عن الحفل الذي كان مقررا للتوقيع على اتفاق سلام في جنوب السودان بين الحكومة الاوغندية وجيش الرب للمقاومة الى توقف عملية السلام. وقد طالب بان ترفع مسبقا مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه وبحق مساعديه، ولكنه اوضح انه مستعد للمثول امام محكمة اوغندية تقليدية يطلق عليها اسم «ماتو اوبوت».

وينشط جيش الرب للمقاومة في شمال اوغندا الذي انهكته عشرون سنة من الحروب الاهلية هي الاطول والاكثر وحشية في افريقيا، وقد اسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وادت الى تهجير حوالي مليوني شخص.