رسالة من مشعل لموسى وراء رفض أبو مازن لقاءه

ربط فيها بين دعوة الرئيس للحوار وقرب شن حملة إسرائيلية على غزة

TT

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الاوسط» إن السبب الرئيسي الذي دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الى رفض اللقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، خلال زيارته الحالية لدمشق، هو الرسالة التي بعث بها مشعل للأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى، وعزا فيها دعوة ابو مازن للحوار الى قرب قيام اسرائيل بشن حملة عسكرية على قطاع غزة. وأضاف المصدر أن موسى بعث بنص الرسالة الى ابو مازن الذي غضب مما جاء فيها، ورفض بعدها عقد أي لقاء مع مشعل أو أي من مستويات قيادات حركة حماس. واعتبر مصدر في حماس في تعقيب على موقف ابو مازن من رسالة مشعل، أن اثارة موضوع الرسالة من قبل أوساط في حركة «فتح» يأتي للتغطية على عدم رغبة ابو مازن بالحوار مع حماس بسبب الفيتو الأميركي الاسرائيلي. واضاف المصدر في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» «لقد أصبحت الأمور واضحة تماماً بعد الملاسنة بين عمرو موسى ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مؤتمر يرلين لدعم الاجهزة الامنية الفلسطينية اواخر يونيو (حزيران) الماضي، حيث طالب موسى الإدارة الأميركية بسحب الفيتو عن الحوار الفلسطيني الداخلي» فردت عليه رايس بضرورة ان تقبل حماس بشروط اللجنة الرباعية الثلاثة.

واشار المصدر الى أنه حتى من دون الرسالة المذكورة فإن مواقف ابو مازن لم تكن تصلح أرضية للشروع في الحوار، مشيراً الى أن حركته لا تقبل أن ينصب الحوار على تطبيق بنود المبادرة اليمنية، بل تصر على تطبيق اتفاق صنعاء الذي وقع عليه ممثلو الحركتين بحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وأشار المصدر الى أن الإجراءات العملية التي يتخذها ابو مازن تؤكد على أنه يسير في اتجاه التصعيد وليس الحوار، مشيراً الى استمرار الاجهزة الامنية التابعة للرئاسة باعتقال نشطاء الحركة الى جانب قيام وزارة المالية في حكومة فياض بقطع رواتب 5000 موظف اخر في قطاع غزة دون أي مسوغ منطقي، موضحا أنه لا يمر شهر دون أن يتم قطع رواتب المزيد من الموظفين، الى جانب قيام حكومة فياض بتعقيد أمور المواطنين في غزة عبر عدم السماح باستصدار المزيد من جوازات السفر سيما عشية سفر الحجاج لأداء مناسك الحج. من ناحيته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة إن الرئيس محمود عباس لن يلتقي أيا من قادة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى خلال زيارته إلى سورية، وأكد انه ليس هنالك أي ترتيب لأي لقاء سواء مع قادة حماس أو غيرها. وأضاف أبو ردينة أنه ليس ضمن برنامج عباس في سورية أي ارتباطات أخرى غير لقاء الرئيس بشار الأسد. واشار الى أن مبادرة الحوار الوطني التي أعلنها أبو مازن لا زالت مطروحة على الطاولة وهي جزء من مقررات القمة العربية و«نحن جاهزون إذا ما كانت حماس جاهزة ولكننا حتى الآن لم نتسلم ردا واضحا بالإيجاب من حماس».