نيودلهي: قصدير ونحاس ونقوش مغولية في ترميم المسجد الجامع

قلعة العلم ومنارة الإسلام في شبه القارة الهندية

TT

كما هي الحال مع «تاج محل»، هذا الأثر المعماري الرائع الذي يعود إلى القرن السابع عشر، ستجرى عملية ترميم لأقدم وأكبر مسجد في الهند وهو «المسجد الجامع». ويقول القائمون على عملية الترميم إنهم سيسعون لمعالجة بعض العيوب التي ظهرت بجدران المسجد التاريخي على مدار العقود المتعاقبة. وكان الإمبراطور المغولي شاه جهان، قد بني «المسجد الجامع» عام 1656، وهو نفسه الامبراطور الذي بنى «تاج محل». ويشبه «المسجد الجامع» إلى حد بعيد، من حيث التصميم ونمطه المعماري، «بادشاهي مسجد» بلاهور الباكستانية، الذي أمر ببنائه أورانجزيب، ابن شاه جهان، عام 1673. ويعتبر المسجد الجامع قلعة العلم ومنارة الإسلام في شبه القارة الهندية.

ويحتوي «المسجد الجامع»، المبني بالحجر الرملي الأحمر والرخام، على ساحة كبيرة يمكن أن تسع أكثر من 25000 شخص. كما يوجد فيه العديد من الآثار القديمة في حجرة صغيرة عند البوابة الشمالية، من بينها نسخة من القرآن الكريم كتبت على جلد الأيل. ومن المنتظر أن تستخدم هيئة المسح الأثري الهندية نفس الطريقة القديمة التي بني به المسجد في ترميم بواباته التاريخية. وقد عانى الكثير من المشغولات المغولية المعقدة والنقوش الرائعة في المداخل الشمالية والجنوبية والشرقية لـ«المسجد الجامع» أعواما كثيرة من الإهمال، ولذا يحتاج المسجد إلى عملية ترميم عاجلة. ويبلغ ارتفاع كل من تلك المداخل أكثر من 25 قدما.

ويقول سيد طارق بخاري، الأمين العام للمجلس الاستشاري للمسجد الجامع بدلهي، إنه بعد عملية الترميم، فإن البوابات المصنوعة من سبيكة مكونة من القصدير والنحاس، ستستعيد تصميماتها الأولى ومنظرها الرائع الذي كانت عليه. ويقول مسؤولون بهيئة المسح الأثري الهندية إن هذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها عملية تنظيف مناسبة لبوابات المسجد، التي تحول لونها إلى الأسود بمرور الوقت. ومن المتوقع أن تستغرق عملية تنظيف كل بوابة نحو ثلاثة أشهر، وأن تحافظ البوابات على لونها الأصلي، وهو اللون البرونزي، الذي ستظهر عليه بعد عملية المعالجة لعشرة أعوام. ويقوم العمال في الوقت الحالي بإزالة الطين الجاف الذي التصق ببوابات «المسجد الجامع» باستخدام الفُرَش، ويقول أحد المسؤولين إن تلك العملية الشاقة تستغرق الكثير من الوقت والجهد. وتأتي عملية معالجة «المسجد الجامع» بناء على أمر صدر من المحكمة العليا بدلهي عام 2006، ولكن بدأت أعمال الترميم العام الجاري. ومن المتوقع أن تصل تكلفة ترميم المسجد مع المنطقة المحيطة به إلى عدة ملايين من الدولارات. وحسب خطة إعادة تطوير دائرة «المسجد الجامع»، والتي أعدها مجلس التعاون المحلي بدلهي، فستتم إضافة مساحة تسع لـ50000 شخص. وكان المسجد الجامع قد تعرض للتدمير من قبل البريطانيين خلال حرب عام 1857.