«الاتحاد من أجل المتوسط» يبني «مستقبلا مشتركا» للدول المشاركة بالإجماع

«الشرق الاوسط» تنشر تفاصيل مشروع إعلان قمة باريس

TT

من المرتقب أن يقر وزراء خارجية دول «القمة الأورو ـ متوسطية» في اجتماعهم صباح الأحد «الإعلان المشترك للقمة الأولى لمسار برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط»، من اجل إطلاق اتحاد جديد يدعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوثق علاقة أوروبا بدول البحر المتوسط. وقد حصلت «الشرق الأوسط» على مسودة الإعلان المكون من عشر صفحات باللغة الإنجليزية على ان ينشر كذلك بالفرنسية والعربية. ويتشكل الإعلان من مقدمة و33 فقرة بينها الخلاصة (الفقرتان 32 و33) وملحق من صفحتين يتضمن ثبتا بستة مشاريع رئيسية ستقرها القمة.

وتنص المقدمة على أن رؤساء الدول المشاركة في قمة باريس المقبلة «يتشاركون في القناعة في أن تحويل المتوسط الى بحيرة سلام وديمقراطية وازدهار يتطلب جهدا وعزما متجددين». ويؤكد الإعلان أن «مسار برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط»، وهو الاسم الرسمي للاتحاد الجديد، يقوم على «مكتسبات مسار برشلونة» بحيث أنه «شراكة متعددة الأطراف غرضها زيادة قدرات الاندماج والانسجام الإقليميين» وهو يضم «كل الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء والدول ذات صفة المراقب في مسار برشلونة».

ويعتبر الإعلان أن «الهدف المشترك» للاتحاد الجديد هو «أن نبني معا مستقبل سلام وديمقراطية وازدهار وتفاهما على المستويات الإنسانية والاجتماعية والثقافية»، مشددا على أن الاتحاد «طموح استراتيجي مشترك للتعاطي مع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمنطقة»، كما أنه «تعبير عن هدف مشترك وهو تحقيق السلام والنمو الاقتصادي ومحاربة الفقر وحماية البيئة والتغيرات المناخية والتعاون في محاربة الإرهاب». ويدعو الإعلان الى «بناء مستقبل مشترك يقوم على القيم المشتركة منها احترام حقوق الإنسان والديموقراطية وحقوق المرأة والأقليات ومحاربة العنصرية والشعور المعادي للأجانب والترويج للحوار والتفاهم المتبادل».

وفي السياق عينه، يشدد الإعلان على التزام الدول الموقعة بـ«تعميق الديمقراطية واحترام التعددية السياسية عبر تيسير المشاركة في الحياة السياسية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية». ويفصل الإعلان طريقة عمل الاتحاد من أجل المتوسط، فيؤكد مبدأ قمة تعقد كل عامين بالتناوب ببين البلدان الأوروبية والمتوسطية واجتماع لوزراء الخارجية كل عام. وستعقد القمة الثانية في القاهرة عام 2010. ويتبنى الإعلان مبدأ «الإجماع» في قرارات القمة ويشدد على أن الدعوة اليها تشمل كل الدول الأعضاء تحاشيا مثلا لاستبعاد إسرائيل من قمة تعقد في بلد عربي. وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية إن سبب التوافق على اختيار الرئيس مبارك أحد رئيسي القمة الى جانب الرئيس ساركوزي، سببه، تحديدا، الحاجة الى رئيس دولة تقيم بلاده علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما يعني أن ثلاث دول كانت مرشحة وهي مصر والأردن وموريتانيا. ولذا كان من«الطبيعي» اختيار مصر لأنها الدولة المتوسطية الوحيدة حقيقة من بين الدول الثلاث.

ويشير الإعلان الى أن اختيار الرئيس من الجانب الأوروبي «يجب أن يكون متلائما مع ما تتضمنه المعاهدة المؤقتة للاتحاد لجهة التمثيل الخارجي». وبالمقابل، فإن الإعلان يشير الى أن اختيار الرئيس من الجانب المتوسطي يجب أن يتم بالإجماع مع احترام مبدأ التناوب على الرئاسة. ويوجد النص «لجنة مشتركة دائمة» تتمثل فيها المفوضة الأوروبية وجميع الدول الأعضاء ويكون مقرها بروكسل. كما يوجد أمانة عامة ما زالت الخلافات حولها كثيرة. ووفق النص، فإن الأمين العام يجب أن ينتمي الى جهة (أوروبا مثلا)، بينما الأمين العام المساعد ينتمي الى جهة أخرى (متوسطي) أو العكس. ويذكر نص الإعلان أن التفاصيل الخاصة بالأمانة العامة سيقرها وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعهم في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) القادم.