الحريري يعود إلى بيروت ويلتقي السنيورة ونشاطه يعزز التوقعات بقرب ولادة الحكومة

أكد أن لقوى «14 آذار» قضية واحدة هي لبنان

الرئيس فؤاد السنيورة خلال لقائه أمس في بيروت برئيس كتلة المستقبل، النائب سعد الحريري (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة باتت «قاب قوسين أو ادنى وفقاً للاجواء التفاؤلية التي اشاعتها عودة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الى بيروت فجر امس وزيارته لاحقاً الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية واعلانه عقب اللقاء ان الامور «ستحل خلال اليومين المقبلين» ودعوته وسائل الاعلام الى «التوقف عن القول بوجود سلبيات في قوى 14 آذار» التي اكد ان قضيتها «واحدة وهي لبنان».

وفيما ينتظر أن تبت قيادات «14 آذار» مسألة تسمية وزرائها والحقائب التي ستسند إليهم، في اجتماع تعقده بعد عودة الحريري، فان النائب بطرس حرب (من اركان 14 آذار) ابدى استياءه من «التجاذبات في تشكيل الحكومة» واصفاً اياها بـ«حكومة «الاضداد والخلافات» لا حكومة الوحدة ومؤكداً انه يرفض المشاركة فيها.

من جهته زار الحريري بعد ظهر امس السرايا الحكومية حيث استقبله الرئيس السنيورة. وجرى عرض التطورات والاتصالات القائمة لتأليف الحكومة. وقال عقب الاجتماع: «التقيت دولة الرئيس فؤاد السنيورة وتشاورنا في تشكيل الحكومة. وإن شاء الله خلال فترة وجيزة وبسرعة، نستطيع أن ننهي تشكيل الحكومة، وكل الكلام على وجود تعقيدات وعقد وحقائب ومشاكل هو أمور مضخمة ولا أساس له. نحن في قوى 14 آذار دائما قوى متفاهمة في ما بينها. وإن شاء الله في أسرع وقت، سيكون من الماضي كل الكلام الذي تسمعونه عن مشاكل أو عقد أو غير ذلك». وسئل: هل يمكن أن تتخلوا عن حلفائكم المسيحيين وتستبعدوا تمثيل «لقاء قرنة شهوان» ولا تعطوا «القوات اللبنانية» حقها داخل الحكومة؟ فأجاب: «لا أريد أن أجيب عن كثير من الأسئلة. 14 آذار نشأت بعد استشهاد رفيق الحريري وعلى قسم جبران تويني. إننا لا فرق بيننا، مسلمين ومسيحيين. ولا أحد يستبعد الآخر. لا فرق بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وقرنة شهوان وكل القوى الموجودة في 14 آذار. قد تكون هناك أحزاب وتيارات عدة، لكن القضية واحدة وهي لبنان. وكنت أتمنى أنه خلال هذه الفترة التي نسمع فيها في وسائل الإعلام عن حصة مسيحية أو سنية أو شيعية، أن يتحدثوا عن الحصة اللبنانية في هذه الوزارة أو تلك. وأنا أرى أن الشعب اللبناني عاف الدنيا من الحصص الطائفية والمذهبية، ويريد حكومة لكي يسير البلد وتتحرك العجلة الاقتصادية. لذلك لا يراهن أحد على أي خلاف في صفوف 14 آذار، ولا على أي مشكل، ولا أحد يراهن على أن تيار المستقبل أو الحزب التقدمي الاشتراكي أو القوات اللبنانية أو الكتائب أو قرنة شهوان أو أي حركة سياسية في 14 آذار ستصبح خارج هذا التكتل».

من جهته، قال النائب حرب امس: من المستغرب أن نقبل بتكريس أعراف دستورية جديدة تؤدي إلى الرضوخ لمحاولات القوى والأحزاب السياسية فرض نوعية الحقائب الوزارية التي تريدها وحتى أسماء المرشحين لتولي هذه الحقائب، في الوقت الذي يعود فيه الاختيار والتقدير حسب أحكام الدستور، إلى كل من الرئيس المكلف الذي يجري المشاورات ويطرح على رئيس الجمهورية النتيجة والاقتراحات لتشكيل الحكومة التي تصدر بعد اتفاق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. واكد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان «ليست هناك خلافات في موضوع تشكيل الحكومة بل تباينات. وهو شيء طبيعي في الظرف السياسي الحالي» .