مبارك وموسى إلى باريس للمشاركة في قمة (الاتحاد من أجل المتوسط) غدا

مصر تعتقد أن وجودها مع تركيا وإسرائيل ضرورة

TT

في الوقت الذي وجهت فيه أطراف عربية متوسطية انتقادات حادة لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، غادر القاهرة أمس كل من الرئيس المصري حسني مبارك، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، متوجهين إلى العاصمة الفرنسية (باريس) للمشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط غداً، والذي تتولى فيه مصر الرئاسة المشتركة مع فرنسا. وبينما بدا أن الدول العربية لم تتفق بعد على موقف موحد من ذلك التجمع الذي يبدأ تدشينه رسمياً، قالت مصر «إنها مقتنعة بهذا المشروع، وترى أن معادلة تضم تركيا وإسرائيل.. لا بد من الوجود في إطارها»، بينما فضلت الجامعة العربية تسمية التحفظات بـ«تساؤلات مشروعة»، وقالت «التحفظات ليست عربية فقط بل أوروبية أيضاً»، واقترحت إنشاء منتدى عربي أوروبي يضم 49 دولة.

وتحدثت مصادر دبلوماسية غربية قريبة من الاجتماعات التحضيرية الجارية في باريس منذ يومين قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «إنها (المصادر)، رصدت رغبة فرنسية قوية في الوجود والحضور القوي في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة».

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي والدبلوماسية الفرنسية يدركان تماماً أن فرنسا لن توجود بقوة على خريطة الشرق الأوسط من دون أن تقدم دعماً حقيقاً لعملية السلام بالمنطقة، ودفع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية قدماً».

وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في اتصال مع «الشرق الأوسط» «إن مصر مقتنعة تماماً بفكرة وجود تجمع متوسطي يضم دول مثل تركيا، وإسرائيل.. إن معادلة من هذا النوع ـ تضم إسرائيل وتركيا ودول أوروبية.. يجب الوجود فيها بما يحقق المصلحة العربية». وتساءل المتحدث المصري عن سبب «هياج» الناس من هذا المشروع قائلا «إن عملية برشلونة قائمة منذ 13 عاماً وهي تضم إسرائيل، ولم يحدث مثل هذا الجدل، والمشروع الحالي (الاتحاد من أجل المتوسط)، امتداد لعملية برشلونة».

ورداً على سؤال حول وضع العرب في هذا التجمع (الاتحاد من أجل المتوسط) باعتبار أن عددهم 8 دول فقط، وغير متحدين، في حين تدخل 34 دولة أوروبية متحدة لهذا التجمع قال زكي «إن الأوروبيين يرون مصلحتهم في دخول الاتحاد من أجل المتوسط متحدين، كما أنه ليس تجمعاً عربياً أوروبياً، بل تجمع متوسطي، وبالنسبة لوحدة الدول العربية فهي تبقى هدفاً دائماً».

وحول مدى إفادة مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، المحتملة لعملية السلام في الشرق الأوسط قال زكي «نأمل ذلك.. وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل استقرار الشرق الأوسط سواء من خلال هذا المشروع».

من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى معلقاً على التحفظات العربية «إن هناك تحفظات أوروبية وليست عربية فقط»، وإنني أفضل تسميتها بـ«تساؤلات مشروعة» فكل الأفكار لها مؤيدون ومعارضون».

وأضاف «إن نجاح هذه الفكرة (الاتحاد من أجل المتوسط)، يتوقف على درجة الشراكة الحقيقية بين شمال وجنوب المتوسط، ولكن الشكل النهائي لم يتحدد بعد. وعما إذا كانت هناك رؤية موحدة للدول العربية لدى ذهابها لقمة الاتحاد من اجل المتوسط، قال «إن هناك رؤية موحدة أكثر مما تراه الأعين وسوف نجتمع كدول عربية قبل القمة».

واقترح عمرو موسى إنشاء ملتقى أو منتدى عربي أوروبي يضم كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، ويجتمع على هامش الاجتماعات التي تعقد في إطار «عملية برشلونة» أو «الاتحاد من أجل المتوسط» لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالعلاقات العربية الأوروبية التي تهم كل الدول العربية.

وأكد «أنه شرح هذه الفكرة للفرنسيين والأوروبيين»، موضحاً «أن هذا المنتدى سوف يجمع 49 دولة حتى لو لم يكن بشكل رسمي، مما يجعل كل الدول الأوروبية والعربية موجودة وسيكون مفيدا لمزيد من العلاقات النشطة والفهم بين الاتحاد الأوروبي وأعضاء الجامعة العربية».

وأشار موسى إلى أن هذا أمر معمول به في تجمعات دولية أخرى، فعلى سبيل المثال في اجتماعات مجموعة الثماني التي عقدت باليابان شاركت 40 دولة إلى جانب الدول الثماني لمناقشة كثير من الموضوعات».

إلى ذلك تُعقَد قمة (الاتحاد من أجل المتوسط) في العاصمة الفرنسية (باريس)، يوم غد (الأحد) بحضور 44 رئيس دولة وحكومة أوروبية ومتوسطية.

ومن المقرر أن تسلم قمة (الاتحاد من أجل المتوسط) الرئاسة الأوروبية للاتحاد إلى الرئيس الفرنسي، كما تسلم الرئاسة المتوسطية للرئيس حسني مبارك.

وتبحث قمة الاتحاد من أجل المتوسط، العديد من القضايا والمشكلات التي تهم المنطقة وعلى رأسها دفع مسيرة السلام وتهيئة الظروف والمناخ الذي يسهل للأطراف المتنازعة الجلوس على مائدة المفاوضات، إضافة إلى التعاون في مجالات الأمن والأمن الغذائي والصحة والتعليم وتنمية الموارد البشرية بين أعضائها.

وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد أعلن قبل يومين رفضه انضمام ليبيا، الى تجمع الاتحاد من أجل المتوسط، داعياً الدول العربية والأفريقية لمقاطعته، مشيراً إلى أن الوجود العربي في ذلك المشروع ليس متكافئاً مع الجانب الأوروبي، سواء من حيث العدد (8 دول عربية مقابل 34 دولة أوروبية)، فضلاً عن أن الدول الأوروبية يجمعها اتحاد بعكس الدول العربية التي لم تتفق على أي شيء».