القوات الأمنية تعتقل قياديا سابقا في «الجيش الإسلامي» التحق بـ «الصحوة»

مسؤول أمني: حملة لتصفية الصحوة من أصحاب الجرائم.. وقيادي فيها: هناك من يحاول تشويه سمعتنا

صورة وزعها الجيش الاميركي أمس ويظهر فيها جندي أميركي وخلفه جندي عراقي يقدم الاسناد له أثناء تنفيذ عملية أمنية في بلدة المحمودية جنوب بغداد (أ.ف.ب)
TT

اعلنت الشرطة العراقية أمس اعتقال قيادي سابق في «الجيش الاسلامي»، أحد الجماعات المسلحة في العراق، انضم اخيرا الى «قوات الصحوة» التي تقاتل شبكة القاعدة، وذلك بسبب ضلوعه في «جرائم قتل» استهدفت عددا من الاشخاص شمال بغداد، فيما اتهم أحد مؤسسي «الصحوات» جهات بدس عناصر «مشبوهة» في «الصحوات» لـ«تشويه» صورتها.

وقال العقيد توفيق احمد الجنابي مدير شرطة الطارمية (شمال بغداد) ان «قوة اميركية عراقية مشتركة اعتقلت ثامر احمد داوود المشهداني القيادي السابق في الجيش الاسلامي في بلدة الطارمية». واضاف ان «المشهداني التحق بقوات الصحوة أخيرا، لكنه متهم بعمليات قتل وخطف استهدفت شيعة على الطريق العام بين بغداد ومحافظات الشمال».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجنابي قوله ان «هناك حملة لتصفية عناصر منخرطة في قوات الصحوة ومتورطة في ارتكاب جرائم».

ويحارب عناصر الصحوة الذين يطلق عليهم الجيش الاميركي اسم «ابناء العراق»، اتباع القاعدة في مناطق متفرقة في البلاد، خصوصا في مناطق الغرب والوسط. وقد التحق نحو ثمانين ألف عنصر كانت غالبيتهم تقاتل الجيش الاميركي، بمجالس الصحوة وعددها اكثر من 130 منذ مطلع عام 2007 لمحاربة القاعدة بدعم مالي من الاميركيين.

من جانبه، رحب الشيخ علي حاتم، رئيس مجلس إنقاذ الانبار (الصحوة) ورئيس عشائر الدليم في محافظة الانبار، بالعملية التي قامت بها القوات العراقية والاميركية، وقال لـ«الشرق الاوسط» انها «عملية لتصفية الصحوات من الدخلاء والمجرمين الذين يحاولون تشويه الصحوات بهذه العناصر».

لكن حاتم حذر من عمليات مشابهة بغرض «تفتيت الصحوات من محتواها وهو ما تقوم به بعض الجهات المتنفذة في الحكومة». وأضاف حاتم، الذي يعد احد ابرز مؤسسي الصحوات في العراق، إن «هناك بعض الجهات تحاول دس بعض المشبوهين وذوي السوابق الى الصحوات في مناطق بغداد، بهدف تدميرها وتدمير محتواها». مشيرا الى ان «هناك اسماء متنفذة في الحكومة تدعي انها اول من قام بتأسيس الصحوات، ومن ثم تحاول دق اسفين بين الحكومة والصحوات في محاولة لتشويه صورتها».

وأكد حاتم ان هناك «صحوات» تم تأسيسها، غير خاضعة لسيطرة مجالس الصحوات في العراق، وان «هذا الامر يجعل من الخروقات الامنية واردة فيها، وقد تم دس بعض العناصر بهدف تشويه العشائر الاساسية التي قامت بتأسيس هذه المجالس واثارة المشاكل».

واتهم حاتم بعض الوجوه السياسية، ومنها الحزب الاسلامي العراقي، بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بمحاولة «تشويه» الصحوات، مؤكدا ان «مجلس الانقاذ يساند القوات العراقية والاميركية اذا لم يكن هناك ظلم في القاء القبض داخل مجالس الصحوات». وكانت خلافات قد عصفت في مجلس محافظة الانبار بين قوات «الصحوة» وأعضاء الحزب الاسلامي حول إدارة المحافظة، ويخشى من تفاقم هذه الخلافات، لاسيما مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات المحلية في أكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وفيما اذا كانت عمليات القاء القبض ستشكل ضغطا معينا على عناصر «الصحوة»، وبالتالي هروبهم منها حفاظا على حياتهم، قال حاتم «بالطبع هذا الامر وارد جدا واذا ما حصل هذا الامر فان القاعدة ستعود وعناصر الجريمة ستنتشر». وأشار حاتم الى ان نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي «الوحيد الذي يساند الصحوات وان مجلس النواب مازال يماطل في ضم عناصر الصحوة الى القوات الامنية لان 20% منهم فقط تم دمجهم بالقوات الامنية ومازال البقية ينتظرون»، وحذر من ان مجالس الصحوات «ستنتفض اذا لم تمنح حقوقها المشروعة وهي التي حمت العراق من القاعدة والعصابات الاجرامية».