تقرير لـ«بي. بي. سي»: الصين تغذي الحرب في دارفور

قامت بتقديم شاحنات عسكرية.. وتدرب طيارين حربيين

TT

قالت «بي. بي. سي» إنها عثرت على أول دليل يوضح بأن الصين تقوم في الوقت الراهن بمساعدة الحكومة السودانية عسكريا في الصراع الدائر في إقليم دارفور. فقد تعقب مراسلون من برنامج «بانوراما» آثار شاحنات عسكرية صينية في الإقليم السوداني المضطرب، حيث أن تلك الشاحنات هي جزء من دفعة من السيارات كانت الصين قد صدرتها إلى السودان عام 2005. كما علمت «بي بي سي» أن الصين تدرب أيضا طيارين حربيين سودانيين يقودون طائرات حربية صينية مقاتلة من طراز إيه فايف فانتان (A5 Fantan) خلال العمليات العسكرية في دارفور. وقد امتنعت الحكومة الصينية عن التعليق على النتائج التي توصلت إليها بي بي سي، والتي تتعارض مع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور. ويتطلب الحظر المذكور أن تقوم الدول الأجنبية باتخاذ إجراءات للتأكد من أنها لا تقدم مساعدة عسكرية لأي من الأطراف المنخرطة بالصراع في دارفور، والذي تقدر الأمم المتحدة بأن حوالي 300 ألف شخص قد قضوا فيه. كما تشير التقديرات إلى فرار أكثر من مليوني شخص آخر من ديارهم بعد أن دُمرت قراهم على أيدي ميليشيا الجنجويد العربية المؤيدة للحكومة السودانية خلال الصراع الدائر في الإقليم.

فقد اقتفى مراسلو برنامج «بانوراما» آثار أول شاحنة عسكرية أثناء سيرها في عمق المناطق الصحراوية النائية غرب دارفور. وقال المراسلون إنهم وجدوا سيارة عسكرية صينية من نوع دونج فينج بحوزة إحدى جماعات المتمردين في دارفور. وقد تأكدت بي بي سي من شهادة أدلى بها شاهد عيان مستقل قال إن المتمردين كانوا قد استولوا على السيارة العسكرية المذكورة من القوات الحكومية السودانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. كما قام المتمردون بتصوير شاحنة عسكرية ثانية مستخدمين بذلك كاميرا بي بي سي، حيث كانت الشاحنتان تنقلان على متنهما مدافع مضادة للطائرات، وأحد هذه المدافع من صنع صيني. وقد أظهرت العلامات على الشاحنتين أنهما من الدفعة 212 من شاحنات دونج فينج العسكرية الصينية، والتي كانت الأمم المتحدة قد اقتفت أثرها وعلمت أنها وصلت السودان بعد إصدار حظر على السلاح المستخدم في دارفور. يُذكر أن الصين هي أهم شريك تجاري للسودان وأكبر مستثمر فيه، كما تستورد ثلثي إنتاج السودان من النفط الذي ارتفع إنتاجه في البلاد إلى أكثر من 500 الف برميل يوميا. وتُعتبر الصين أيضا أهم مستثمر في قطاع النفط في السودان، كما تنفذ العديد من المشاريع الكبيرة في البلاد.