باراك يلغي زيارة إلى واشنطن لبحث اعتراضات المخابرات على إطلاق سراح قنطار

يطلبون كامل صفحات مذكرات الطيار أراد

TT

في أعقاب وصول مقاطع إضافية من مذكرات الطيار الاسرائيلي الأسير لدى حزب الله، رون أراد، الى أهله شدد قادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية من معارضتهم لإطلاق سراح الأسير اللبناني سمير قنطار، مدعومين بموقف مشابه من عائلة أراد. وقد وضع هذا الموقف صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله على مفترق جديد يهدد بإلغائها. ولذلك ألغى وزير الدفاع، ايهود باراك، زيارة وصفت بأنها مهمة للغاية الى الولايات المتحدة، لكي يعالج القضية. وقال ناطق بلسانه انه والجيش يعارضان موقف المخابرات وسيسعيان لإتمام الصفقة. وكانت اسرائيل قد تسلمت تقرير حزب الله حول جهوده لتقصي آثار الطيار المفقود، رون أراد، مرفقة بصورتين قديمتين له ورسائل قديمة كتبها بخط يده وأجزاء من دفتر يومياته. وبالمقابل سلمت مبعوث الأمم المتحدة، الوسيط الألماني، غيرهارد كونراد، ملفا حول مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدت آثارهم إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. ويشمل تقرير حزب الله المكون من 80 صفحة والمكتوب باللغة العربية كافة التحقيقات التي أجراها لتقصي أثر الملاح الإسرائيلي التي تخلص إلى أنه توفي ومكان دفنه غير معروف.

وتبين من التحليلات التي قدمها خبراء «الموساد» الى قيادتهم، أمس، ان الصورة الأولى التي أعطيت لإسرائيل، أول من أمس، ويظهر فيها أراد بالبيجاما، كانت قد التقطت في المكان الذي تم إخفاء أراد فيه في منطقة بعلبك شرق لبنان، قبل ترحيله أو قتله.

وكانت قوات الجيش الاسرائيلي قد داهمت ذلك المكان في حينه، بعد أيام من مغادرته. وأما الصورة الثانية فيبدو أنها أقدم، حيث يظهر فيها أراد وهو يضع يده اليسرى في جيبه، مما يشير الى انه كان جريحا وان الصورة التقطت في بداية أسره. وأما المذكرات فكان أراد قد كتب فيها كم يحب زوجته وبنته وعائلته. وطرحت هذه المعلومات على طاولة الأبحاث في جلسة طارئة عقدت مساء أمس في مقر جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» في تل أبيب، بحضور جميع رؤساء الأجهزة الأمنية (المخابرات الداخلية والخارجية والجيش والاستخبارات العسكرية). كما حضره الوزير باراك، الذي أراد أن يساند موقف رئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، المطالب بتنفيذ الصفقة في موعدها بعد غد. وقالت مصادر مقربة من «الموساد» ان قيام حزب الله بإرسال مقاطع جزئية من يوميات أراد ينطوي على نوايا سيئة، ويثير تساؤلات عن سبب امتناعه عن تسليم دفتر مذكراته بكامله. وأضافت ان التقرير أصلا لا يكشف معلومات جديدة كثيرة عن مصير الملاح المفقود، ولكن هذا الأمر يمكن فهمه وايجاد تفسيرات له، بيد ان اخفاء صفحات من مذكراته يثير أكثر من علامة استفهام حول تصرف حزب الله وأهدافه الحقيقية من وراء ذلك. ومن التساؤلات التي طرحت: هل كتب أراد ما يريد حزب الله إخفاءه؟ أو انه يخفي هذه الصفحات من أجل المزيد من الابتزاز في المستقبل؟

وفي كل الأحوال، توجهت عائلة أراد الى الحكومة طالبة وقف الصفقة والامتناع عن تنفيذها قبل أن تصل جميع صفحات المذكرات. وعلى اثر ذلك توجه مسؤول ملف الأسرى في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، عوفر ديكل، أمس، الى الوسيط الألماني الذي يعمل باسم الأمين العام للأمم المتحدة، غيرهارد كونراد، الموجود حاليا في بيروت، طالبا انقاذ الصفقة بالضغط على حزب الله لتوفير بقية صفحات المذكرات. وقال له ان المخابرات بمختلف فروعها ترفض اطلاق الصفقة وتطالب بالامتناع عن تسليم سمير قنطار الى حزب الله.

ومع ذلك فإن الجيش معني بإتمام الصفقة حتى يعيد الأسيرين، ايهود غولدفاسر وإلداد ريغف. ومن المفترض أن تعقد الحكومة الإسرائيلية جلسة مصيرية غدا بهذا الشأن.