قيادات بالجماعة الإسلامية في مصر تدعو «حزب التحرير» لإجراء مراجعات فكرية

تأمل في عودة عمر عبد الرحمن لبلده بعد رحيل إدارة بوش

TT

بينما أعربت عن أملها في أن تطلق الإدارة الاميركية الجديدة التي ستخلف إدارة الرئيس الاميركي الحالي جورج دبليو بوش، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، عمر عبد الرحمن، وإعادته لمصر بعد نحو 13 سنة من سجنه، اثر ادانته من قبل محكمة أميركية في قضية التفجير الاول لمركز التجارة العالمي بنيويورك، وجهت قيادات محسوبة على الجماعة التي توقفت عن العنف ضد الدولة المصرية الدعوة لـ«حزب التحرير» لإجراء مراجعات فكرية، محذرة من أن يتحول الحزب الذي ينادي بإقامة الخلافة الإسلامية ويقسم الدول الإسلامية إلى ولايات، إلى كيان مواز لتنظيم «القاعدة» أو خليفة له. ودعت تلك القيادات على هامش مناقشة رسالة ماجستير لأكبر أولاد الشيخ عمر عبد الرحمن، الحزب الذي تأسس منذ 55 عاماً، إلى إجراء مراجعات فكرية، خاصة في ما يتعلق بموضوع الخلافة الإسلامية.

ونقلت مصادر قريبة من الجماعة الإسلامية التي تخلت عن العنف المسلح ضد الدولة منذ نحو 10 سنوات، عن نجل الشيخ عبد الرحمن قوله خلال مناقشة جرت بمناسبة تقدمه لنيل درجة الماجستير عن موضوع «حزب التحرير في ميزان الإسلام»، بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن «من الواجب علينا، وعلى أصحاب الحركات الأخرى، القيام بمراجعات فكرية وشرعية للمناهج التي نتبناها، مسألة مراجعات الجماعة الإسلامية كانت منطلقا لي في هذا الاتجاه».

وبحسب المصادر قال عبد الله عمر عبد الرحمن إنه سيسعى خلال الفترة المقبلة لإنجاز مشروعات طموحة لدراسة الأفكار الموجودة على الساحة دراسة منهجية وشرعية متأصلة، حتى يكون القارئ أو الدارس على دراية كاملة بكافة الاتجاهات والمناهج، وإن موضوع الخلافة الإسلامية «على ضرورته وأهميته، إلا أن الكثير من العاملين في هذا المجال والداعين لعودة الخلافة قد أخطأوا، وضلوا الطريق الشرعي الصحيح، حزب التحرير هو أحد هذه التيارات التي تكلمت عن الخلافة وأهميتها، ولكنهم في ذات الوقت قيدوها بقيودهم واشترطوا لها شروطاً ما أنزل الله بها من سلطان».

وأضاف نجل الدكتور عبد الرحمن أن «من تصورات حزب التحرير وأسلوب عمله انه (الحزب) غلبته الحماسة والعاطفة، وذهب يستعجل الأشياء قبل أوانها، وقبل أن يهيئ لها الحد الأدنى من الأسباب التي تؤدي إليها، فأعلن على الملأ أنه سيقيم خلافة الإسلام في بريطانيا، ضارباً عرض الحائط بالنواميس والأسباب والظروف التي لا بد من مراعاتها واعتبارها عند الحركة والعمل من أجل هذا الهدف العظيم».

ونقلت ذات المصادر عن القيادي بالجماعة الإسلامية، الشيخ عصام دربالة، قوله بضرورة وضع الحركات الإسلامية التي تعمل للإسلام بدرجة أو بأخرى قيد البحث من كافة أبناء الجماعة، ومن غير أبناء الجماعة، مشيراً إلى أن «حزب التحرير» لا يوجد له أي وجود واقعي على أرض مصر.

وعلى صعيد ذي صلة، أعربت قيادات من الجماعة الإسلامية عن أملها في أن يؤدي تغير الإدارة الاميركية مع الانتخابات نهاية هذا العام إلى إلغاء «الفيتو الذي وضعته إدارة بوش في مسألة الدكتور عمر، لكي يعود إلى مصر حراً طليقاً. وقالت أسرة الشيخ عبد الرحمن إن ظروف الشيخ (الضرير) في سجنه بالولايات المتحدة صعبه للغاية، لدرجة أننا لا نجد الفرصة حتى نناقشه أو نأخذ رأيه في مثل هذه الأمور، الوسيلة التي تربطنا به الآن عبارة عن مكالمة تليفونية كل شهر نتحدث فيها عن ظروفه الصحية والمرضية.. هو معاق الآن ولا يستطيع الحركة إلا على كرسي متحرك».

وبينما لم يتسن الحصول على تعليق من «حزب التحرير»، يقول الحزب، المحظور في البلاد العربية والإسلامية، إن أعماله السياسية، يرعى فيها شؤون الناس، وفق الأحكام والمعالجات الشرعية، ويبرز في هذه الأعمال السياسية تثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية، وصولاً لإقامة الخلافة الإسلامية.

يشار إلى أن آخر قضايا حزب التحرير في مصر كانت بإصدار محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) أحكاما عام 2004 بالسجن ضد 26 شخصا، بينهم ثلاثة بريطانيين، اتهموا بمحاولة إحياء حزب التحرير الذي تم حله عام 1974، والعمل على قلب نظام الحكم في عدد من الدول العربية. وتأسس الحزب في الأردن عام 1953 على يد الفلسطيني الراحل تقي الدين النبهاني، واتسم نشاط الحزب بالسرية لفترة طويلة.