الجزائر: أنباء عن إحباط محاولة لاغتيال بوتفليقة بسيارة مفخخة في البويرة

بعد أقل من عام من محاولة سابقة تبنتها «القاعدة» لانتحاري بحزام ناسف

TT

كشفت صحيفة جزائرية عن إحباط مخطط لاغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بواسطة عملية تفجيرية انتحارية أثناء زيارة ميدانية قادته الأحد الماضي إلى مدينة البويرة (100 كلم شرق العاصمة)، وتعد المحاولة الثانية من نوعها في أقل من سنة.

وقالت «ليبرتي» الناطقة بالفرنسية، في عدد أمس، إن مصالح الامن أجهضت عملية إرهابية كانت تستهدف الرئيس بوتفليقة شخصيا، حيث طاردت شخصين كانا على متن سيارة اشتبهت في كونهما يخططان لعملية إرهابية. وقد جرت الوقائع شرقي مدينة البويرة وعشية زيارة الرئيس، حيث خضعت كل مناطق الولاية لتمشيط عسكري واسع تحسبا لهجوم محتمل للمسلحين الإسلاميين ضد موكب الرئيس.

وقالت الصحيفة إن الشخصين المشبوهين المطاردين اضطرا لترك السيارة في منطقة معزولة تسمى شعبة العامر وهربا وسط غابة كثيفة. وأشارت إلى أن السيارة سوداء اللون جديدة، ومن صنع ألماني. ونقلت «ليبرتي» عن مصادر أمنية إن الشخصين كانا بصدد الذهاب للغابة لتعبئة السيارة بالمتفجرات، تحضيرا للدخول بها في الموكب الرئاسي وتفجيرها وسطه. وتشبه السيارة طرازا من السيارات الرسمية التي عادة ما ترافق الرئيس في زياراته الميدانية خارج العاصمة، لهذا كان من السهل التسلل بها داخل الموكب الرسمي.

وذكرت الصحيفة أن السيارة سرقت قبل أيام في مدينة الناصرية، القريبة من ولاية البويرة. وهي منطقة تعد معقلا للجماعات الاسلامية المسلحة. وقد كانت مصالح الامن على علم بحادثة السرقة، وبدأت أعمال بحث عنها حيث وضعت في الحسبان احتمال استخدامها في اعتداء إرهابي.

ورغم أن المشتبه بهما تركا السيارة، فقد لاحقهما رجال الامن إلى الغابة.

وأثناء تقدمهم تعرضوا لإطلاق نار مكثف ادى الى مقتل رجل أمن وجرح اثنين آخرين. والتحق الجيش بمسرح العملية، حسب «ليبرتي» وفكك عدة قنابل وعثر على متفجرات، يرجح أنها كانت محضرة لوضعها داخل السيارة السوداء.

وتأتي محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة، بعد أقل من سنة (6 سبتمبر / أيلول2007) من إحباط عملية شبيهة استهدفت موكبه في مدينة باتنة (400 كلم شرق العاصمة) حيث تفطن رجال الامن لشخص يرتدي حزاما ناسفا وسط جمهرة من سكان المدينة خرجوا لاستقبال بوتفليقة. وفجر الانتحاري نفسه عندما كان مجموعة من رجال الامن يطاردونه في شوارع باتنة، وأسفر الانفجار عن مقتل رجل أمن. وقد تبنى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» محاولة الاغتيال وهدد بتكرارها.

ودفعت تلك الحادثة بمسؤولي رئاسة الجمهورية إلى أخذ احتياطات إضافية في كل زيارات الرئيس، وامتنع بوتفليقة عن الخروج وسط الحشود لدواع أمنية.