خامنئي: إيران ماضية في مسارها النووي.. لإنتاج الكهرباء

قال إن بلاده وراء اليقظة الإسلامية في الشرق الأوسط.. ونفوذها وقدراتها الإقليمية لا يمكن مقارنتهما بالسابق

TT

بعد يوم من تحذير كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية لإيران، من المماطلة في الرد على القوى الكبرى فيما يتعلق بعرض الحوافز المقدم، مقابل وقف أنشطتها النووية الحساسة، أعلن مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي أمس، أن ايران ماضية في المسار النووي، وذلك قبل يومين من انقضاء المهلة، التي حددتها الدول الكبرى الست لطهران لتقديم ردها.

وكانت دول مجموعة (5+1) التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن زائد المانيا، قد منحت ايران مهلة اسبوعين يوم 19 يوليو (تموز) الحالي، عقب مباحثات في جنيف شاركت فيها الولايات المتحدة لأول مرة. ونقلت الاذاعة الايرانية عن خامنئي قوله، اثناء مناقشة القضية النووية «انهم (الغرب) يعرفون أن الأمة الايرانية تسعى لاستخدام الطاقة النووية، لتوفير الكهرباء لكنهم يقولون.. لأن هذا العمل يعطيك قدرات فلن نسمح به». ويقول الغرب ان ايران تسعى لامتلاك برنامج سري لصنع اسلحة نووية، وتنفي طهران ذلك، وتقول انها تريد اليورانيوم المخصب لتوفير مصدر بديل لتوليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير المزيد من احتياطياتها الهائلة من النفط.

وقال خامنئي إن «الأمة الايرانية باعتمادها على خبرتها المفيدة والمزايا التي حققتها على مدى 30 عاما من المقاومة، لن تبالي بمثل هذا القول، وستمضي في مسارها». وكان خامنئي قد القى كلمة امس امام مسؤولي النظام وحشد من المواطنين، وسفراء البلدان الاسلامية، بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج، وأوضح «ان الشعب الايراني العظيم من خلال اتباعه لنهج الصمود دخل الساحة، واستطاع اسقاط اكثر الحكومات في العالم تبعية، ورفع راية اليقظة الإسلامية في منطقه الشرق الأوسط الحساسة للغاية، وتمكن عبر صلابته وصموده من تعزيز امواج الصحوة واليقظة الاسلامية بين اوساط الشعوب كافة.

وانتقد ما وصفه بالمحاولات «اليائسة والفاشلة التي بذلها الاستكبار لإضعاف صلابة الشعب الايراني والنظام الاسلامي، موضحا ان الشعب الايراني العظيم ما يزال يدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، خلافا لرغبات كافة المتغطرسين في العالم».

وقال «ان التراجع قدما واحدة ازاء المستكبرين، سيؤدي الى تقدمهم قدما الى الامام، وان تصور التراجع والعدول عن المواقف والكلام الصحيح، يؤدي الى حصول تغيير في سياسة الاستكبار، ويعتبر تصورا خاطئا تماما ولا اساس له». واعتبر خامنئي القدرات الحالية والنفوذ والقوة الاقليمية للشعب الايراني، لا يمكن مقارنتها بالسابق، مؤكدا، ان آفاق ايران مشرقة «ونحن ندرك ما ينبغي عمله، واين سنبلغ وان السير صوب الهدف يعني الحركة والصمود وليس التوقف والتراجع».

يذكر ان مسؤولا ايرانيا كبيرا أكد يوم الاثنين، أن طهران لن تناقش تلك الفكرة المعروفة في الدوائر الدبلوماسية باسم «التجميد مقابل التجميد» في محادثات أخرى ناهيك من مناقشة التعليق الكامل للتخصيب في مقابل حزمة حوافز اقتصادية.

ونقلت وكالة فارس للانباء، عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قوله ليلة اول من امس «يجب الا يفسد المرء المفاوضات، بوضع شروط غير مقبولة، لأن الايرانيين غير مستعدين للتنازل عن حقوقهم قيد انملة». وأدلى الرئيس الايراني بهذا التصريح، لوزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما، التي تشارك مع وزراء خارجية دول عدم الانحياز في اجتماع في طهران.

واشار أحمدي نجاد الى موجة الصحوة الاسلامية ومطالبة الشعوب بحقوقها وتضييق المجالات امام القوى المتغطرسة، واوضح ان الشعب الايراني من خلال اقامته للنظام الاسلامي، تحول الى رافع لراية تدعو الشعوب الى التوحيد والعدل والتقوى والطهر.

وسعت ايران الى ان تصدر حركة عدم الانحياز، المقرر ان تكون اختتمت مساء أمس، اجتماعها الوزاري في طهران، بيانا ختاميا يؤيد حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. لكن دبلوماسيين قالوا ان النص سيكون مخففا عن الصياغة الاولى، التي وضعتها الجمهورية الاسلامية.

وقال دبلوماسيون في مجموعة العمل، التي تقوم بإعداد البيان، ان ايران اقترحت ان تصف حركة عدم الانحياز عقوبات الامم المتحدة المفروضة على طهران، بأنها سياسية وأن تدعو الى سرعة رفعها. واضافوا ان تلك النقطة اسقطت.

وصرح دبلوماسي من الحركة، ان ايران كانت تريد تأييدا صريحا غير مشروط من حركة عدم الانحياز، لكنه قال ان عدة تعديلات ادخلت على الصياغة الايرانية لجعلها اكثر اعتدالا. وقال ان على ايران ان تكون اكثر مرونة فيما يتعلق بمسألة بناء الثقة.

وقال دبلوماسي آخر عن البيان الختامي، «يمكن ان اقول ان بعض الاشياء التي اقترحتها ايران، لا تلقى توافقا في الآراء». ومن المتوقع ان يسير البيان الختامي بشكل عام على نهج البيانات السابقة لدول عدم الانحياز، في تأييده للاستخدام السلمي للطاقة النووية، وترحيبه بتعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال دبلوماسيون انه سيسقط دعوة لرفع العقوبات على الفور، كما تقترح ايران، لكنه سيتضمن معارضة لاي هجوم على المواقع السلمية النووية الايرانية.

وتشكلت حركة عدم الانحياز التي تضم الآن 118 عضوا، بالاضافة الى المراقبين عام 1961 لتجمع عددا كبيرا من الدول المستقلة حديثا، التي كانت ترفض الانخراط في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. وتحاول الحركة جاهدة الآن ان تواكب تغيرات العصر بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.