باستثناء فتح.. لا وجود لتنظيمات منافسة لحماس في غزة

رجال امن فلسطينيون ينهالون ضربا على متظاهر من حزب التحرير الاسلامي في مدينة الخليل امس (ا ب)
TT

الاحتكاكات المسلحة التي شهدها قطاع غزة أخيرا بين الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في غزة من جهة وعناصر بعض التنظيمات الإسلامية الصغيرة، مثل منظمة «جيش الإسلام» من جهة اخرى، لا تعني بحال من الأحوال أن هذه التنظيمات تشكل منافساً لحركة حماس سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد العسكري. فباستثناء حركة فتح فإن أي تنظيم ليس بإمكانه منافسة حماس لا سيما ان الحركة رغم الانتقادات التي توجه اليها لا تزال تحظى بتأييد قطاعات واسعة من الجمهور الفلسطيني في القطاع، في حين أن التنظيمات الإسلامية الصغيرة هي تنظيمات عشوائية وانتشارها محدود في بعض مناطق القطاع دون غيرها. وشهدت العلاقة بين حماس والتنظيمات الإسلامية العسكرية الصغيرة، وضمنها «جيش الإسلام» تقلبات كثيرة، فمثلاً كان «جيش الاسلام» شريك حماس في تنفيذ عملية «الوهم المتبدد» في 25 يونيو (حزيران) 2006 التي تم فيها اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وقتل جنديين آخرين، لكن التوتر سرعان ما شاب العلاقة عندما اتهمت حماس بعض قيادات هذا التنظيم بالقيام بعمليات اختطاف، اشهرها اختطاف الصحافي البريطاني آلان جونسون. واعتبرت حكومة حماس عمليات الاختطاف جزءاً من مخطط الفلتان الأمني الهادف الى زعزعة الاستقرار لخدمة اهداف تيارات داخل حركة فتح، وهو ما كان التنظيم ينفيه بشدة. وصعدت حكومة حماس اجراءاتها الامنية ضد التنظيم حتى تم الإفراج عن جونسون. التوتر بين الطرفين بلغ أوجه أخيرا عندما قتل احد افراد عناصر الامن التابع لحكومة حماس في اشتباك مع عناصر «جيش الإسلام»، وقاد الى حملة اعتقالات شملت العديد من عناصر هذا التنظيم. وكانت حماس تعتبر أن حركة فتح وبعض التنظيمات الإسلامية الصغيرة التي تناصبها العداء تستغل الأطر العائلية والقبلية في المواجهة ضدها، لذا فقد كان قرار الحركة واضحاً بعد سيطرة حماس عسكريا على غزة في 14 يونيو (حزيران) 2007، حيث عملت الحركة على تجريد معظم العائلات الكبيرة من سلاحها. ويرى الدكتور ناجي شراب، استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن الحساسية الشديدة التي تبديها حركة حماس إزاء وجود ونشاط التنظيمات الإسلامية التي تتبنى خطاباً يقوم على رفض التعايش مع المنظومات السياسية والاجتماعية القائمة لا يأتي بسبب خوف الحركة من تعاظم شعبية هذه التنظيمات على اعتبار انها تنظيمات صغيرة، لكنها تخشى في المقابل من وجود أي تنظيم ينافسها في الخطاب الديني نفسه. وفي حديث لـ«الشرق الاوسط»، يقول شراب إن حركة حماس ترى في اعتماد هذه التنظيمات على العنف مصدر خطر يهدد استقرار مناطق نفوذها بشكل كبير، لذا تحاول أن توصل رسالة لها مفادها بأنه لا يمكنها تحمل مظاهر العنف هذه بحال من الأحوال. ويعتقد شراب أن تعاطي حركة حماس مع العائلات الكبيرة بعد سيطرتها على غزة للمواجهة مع حركة فتح في قطاع غزة يأخذ شكلين متوازيين. وقال «من ناحية تحاول حماس استقطاب هذه العائلات واستمالتها عبر تواصل قيادات الحركة مع رؤساء العشائر، وفي نفس الوقت فإن اجهزة الحركة الأمنية لم تتوان في تجريد هذه العائلات من سلاحها. ويؤكد شراب أن العائلة جزء لا يتجزأ من النظام السياسي الفلسطيني، وبالتالي لا يمكنها أن تكون بديلاً عنه. وأشار شراب الى حالة التداخل بين العائلة والتنظيم في الاراضي الفلسطينية.

يذكر أن العديد من العائلات الصغيرة معروفة بانتماءات أفرادها الى تنظيم بعينه، في حين أن معظم العائلات الكبيرة مثل عائلة حلس ودغمش تتوزع انتماءات افرادها الحزبية الى أكثر من حركة، وعلى وجه الخصوص حركتي فتح وحماس.