مسؤول الهيئة الوطنية العراقية للصحة النفسية: لا نحتاج لمعاهد العلاج الجماعي لأن مجتمعنا يقوم بذلك

الدكتور عماد عبد الرزاق لـ«الشرق الأوسط»: هناك أقل من 300 طبيب نفسي لـ30 مليون عراقي

مريض نفسي يقف قرب نافذة في مستشفى الرشاد للامراض النفسية ببغداد (أ.ف.ب)
TT

كشف مسؤول الهيئة الوطنية للصحة النفسية في العراق الدكتور عماد عبد الرزاق، عن أن تقريرا حديثا ستصدره منظمة الصحة العالمية قريبا سيتضمن أعداد المحتاجين لرعاية صحية من العراقيين، فضلا عن الاستعداد لبدء تطبيق برنامج جديد مختص بعلاج حالات ما بعد الصدمة النفسية. وأضاف عبد الرزاق في لقاء مع «الشرق الأوسط» انه «رغم مضي خمس سنوات على البدء بتطبيق برامج الصحة النفسية في العراق، إلا أننا ما زلنا نعاني من مشكلة (الوصمة) الاجتماعية التي تحد من وصول المحتاجين للرعاية النفسية لمراكزنا المختصة وبالتالي حصولهم على العلاج أو الرعاية اللازمة؛ فمجتمعنا لا يتقبل المرض العقلي بل يتعداه إلى درجة التمييز بين المرضى حتى داخل مؤسساتنا الصحية التي تهمل المرضى النفسيين في بعض الأحيان، وهو أمر مرفوض سواء كتصرف مجتمع بأكمله أو مراكز صحية»، وأشار إلى أن برنامج الصحة النفسية في العراق يعد من البرامج المبتدئة وخاصة برنامج التطوير الذي يحتاج الى مدة طويلة للتطبيق قبل أن تظهر نتائجه على المجتمع، وقال «بدأنا بتطبيق الجزء الأهم منه وبخاصة دمج الصحة النفسية بمراكز الرعاية الصحية الأولية وهو من البرامج الطويلة الأمد، حيث انتهينا من تطوير وتدريب الكوادر التي ستعمل داخل المراكز وتستقبل المحتاجين لرعاية صحية وكيف يتعاملون معه وكيف يسهلون عملية وصوله لهم للمركز الصحي، وبالتالي أمكانية إزالة الوصمة الاجتماعية أو الحد منها». وعن أهم المشاكل التي تعاني منها مراكز العلاج النفسي في العراق، قال رئيس الهيئة إنها تتمثل بقلة الأطباء المختصين بالطب النفسي، وقال «فتحنا مراكز الرعاية النفسية الأولية وأقساما متخصصة داخل كل مستشفى لكن اغلبها من دون كادر طبي متخصص؛ فعدد الأطباء في عموم العراق يبلغ طبيبا واحدا أو اقل من ذلك لكل 100 ألف نسمة أي اقل من 300 طبيب في عموم العراق، وهي نسبة قليلة جدا مقارنة بدول العالم الأخرى التي تصل نسبة الأطباء النفسيين فيها الى طبيب واحد لكل 30 ألف نسمة أو اقل في بعض الأحيان»، مشيرا إلى أن عدد قليل من محافظات العراقية يخلو تماما من أطباء نفسيين، مؤكدا ان عدد المستشفيات المتخصصة بالعلاج النفسي يبلغ اثنين فقط مستشفى ابن رشد ومستشفى الرشاد التعليمي.

وبشأن الأعداد أو النسب التي تم الإعلان عنها والتي تشير إلى أن 20 أو 25% من العراقيين يعانون من حالات نفسية، قال رئيس الهيئة «إن هذه النسبة أولا غير دقيقة تماما وتوجد إحصائية حديثة لمنظمة الصحة الإعلامية ستعلن عنها قريبا ولا استطيع الإفصاح عن النسبة الحالية، لكني اكتفي بالقول إنها اقل من الرقم المذكور وأيضا نسبة لا تختلف عن نسب بقية دول العالم». وعن إمكانية تأسيس مراكز للعلاج الجماعي كما هو الحال في أميركا وأوروبا، قال «لا نحتاج لمثل هذه المراكز ولا متطوعين ولا غيرها، لأن المجتمع يعالج من هم بحاجة لعلاج نفسي بشكل ذاتي وبخاصة هناك حالات يمر بها البعض تولد لديهم صدمه نفسيه كفقدان زوج أو ابن أو أخ وهنا يبدأ دور المجتمع من خلال الأقارب والجيران والعشيرة والجامع والترابط الديني الذي يدعو للصبر والتكيف مع الشدائد والكرب بروح إيمانية، كلها تتمتع بمهارات ذاتية تستطيع من خلالها تقديم العون النفسي للمصدوم أو الذي يمر بحالة نفسية أو اجتماعية معينة وتجاوزها، في أوروبا لا يوجد مثل هذا الترابط، وهنا تنشأ الحاجة لمثل هذه المراكز، إضافة لذلك فان الإنسان العراقي أقوى من غيره على تحمل الصدمات النفسية وتجاوزها».