في تصعيد للتوترات بين الحركتين المتناحرتين.. حماس تعتقل عددا من قادة فتح في غزة

أبو زهري: اضطررنا لهذه الخطوة لوقف المذبحة السياسية التي تتعرض لها حماس

فلسطينيون أثناء مظاهرات ضد الجدار الإسرائيلي العازل في قرية نعالين شمال غرب رام الله (أ. ب)
TT

اعتقلت قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة «حماس» اكبر ممثلين للرئيس الفلسطيني محمود عباس في حركة فتح بقطاع غزة امس، في تصعيد للتوترات بين الحركتين المتناحرتين.

وقالت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ان قائدها في غزة زكريا الآغا وعددا من القادة، تم اعتقالهم امس في القطاع. ومن جهتها، اكدت حماس انها أوقفت عددا من قادة فتح، موضحة انها تشكل ردا على الاعتقالات التي تطال عناصرها في الضفة الغربية.

وقال مسؤول في حركة فتح، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الأمن التابع لحركة حماس اعتقل «زكريا الآغا وإبراهيم أبو النجا القياديين الكبيرين في حركة فتح ومحمد القدوة محافظ غزة رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية من منازلهم في قطاع غزة».

ويترأس الاغا اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وهو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وطالب المسؤول في فتح بالإفراج الفوري عن هؤلاء القادة الثلاثة وجميع المعتقلين من عناصر الحركة في قطاع غزة.

وأوضح قيادي آخر في حركة فتح أن الأمن التابع لحماس اعتقل فجر امس ايضا «أسامة الفرا محافظ خان يونس في جنوب قطاع غزة وعبد الله ابو سمهدانة محافظ محافظة الوسطى في قطاع غزة»، و«ثمانية من أمناء سر اقاليم فتح في قطاع غزة».

وأكد ان «هذه الاجراءات تمثل رد حركة حماس على دعوة الرئيس للحوار ومبادرته بالافراج عن المعتقلين من عناصر حماس في الضفة الغربية».

وكان عباس قد أمر الخميس الماضي اجهزته الامنية بالإفراج عن ناشطي حماس الذين اعتقلوا في الايام الاخيرة في الضفة الغربية، بحسب بيان من الرئاسة. لكن سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس نفى في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «صحة الانباء حول الافراج عن معتقلي الحركة»، مؤكدا انها «ادعاءات لا اساس لها من الصحة».

وتعليقا على اعتقال عدد من قادة فتح، قال أبو زهري «اضطررنا لاتخاذ هذه الخطوة لوقف المذبحة السياسية التي تتعرض لها حماس في الضفة الغربية باشراف (المنسق الامني في الاراضي الفلسطينية) الجنرال الاميركي (كيث) دايتون .. في ظل صمت داخلي وخارجي». واوضح ان الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية «تواصل منذ السبت الماضي اختطاف اكثر من مائتي معتقل بمن فيهم عضو القيادة السياسية لحركة حماس محمد غزال». وتابع «كان على الذي اتخذ قرارا باعتقال غزال.. ان يعلم انه يلعب بالنار»، محذرا من ان «حماس لا يمكن ان تسلم باستفراد اجهزة رام الله بقادتها وانصارها في سياق مشروع التنسيق الأمني بين الاحتلال الصهيوني واجهزة امن سلطة رام الله».

من جهتها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان «هذه الاعتقالات تؤكد ان سلطتي غزة ورام الله تجاوزتا الخطوط الحمراء في التطاول على الحريات العامة والتعددية السياسية»، مؤكدة انه «لابد من التوقف الفوري عن هذه الممارسات». ودعت الجبهة الى «الخروج بمسيرات وفعاليات جماهيرية تعبر عن ادانتها ورفضها للاعتقالات السياسية». وكانت حماس اتهمت حركة فتح بالوقوف وراء انفجار قنبلة اودى بحياة خمسة من اعضاء كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وفتاة في الخامسة من العمر في 5 يوليو (تموز) قرب شاطئ مدينة غزة.

واعتقلت حماس التي سيطرت على قطاع غزة في منتصف يونيو (حزيران) 2007 بعد ذلك اكثر من 300 شخص غالبيتهم اعضاء في حركة فتح في غزة. ونفت فتح أي تورط لها في الانفجار، مشيرة الى انه ناجم عن نزاعات داخل صفوف حماس، ثم اعتقلت 34 شخصا من حماس في الضفة الغربية. لكنها اكدت في الوقت نفسه ان هذه التوقيفات غير مرتبطة باحداث غزة.