أوروبا تبدي مرونة إزاء مهلة إيران.. وإسرائيل غير راضية عن موقف واشنطن

متحدث أميركي: نريد ردا من طهران خلال عطلة نهاية الأسبوع

TT

بينما يفترض ان تنتهي اليوم المهلة الممنوحة لايران من الدول الكبرى للرد على العرض المقدم لها بشأن ملفها النووي بدت الدول الاوروبية مرنة ازاء المهلة، وقال دبلوماسيون أوروبيون انهم مستعدون للانتظار بضعة أيام أخرى بعد المهلة غير الرسمية التي تنتهي اليوم السبت للحصول على رد. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية غونزالو غاليغوس لوكالة الصحافة الفرنسية «ننتظر ردا في عطلة نهاية هذا الاسبوع»، لكنه لم يعط مزيدا من الايضاحات. وكان متحدث اخر هو شين ماكورماك قد اكد اول من امس ان المهلة المعطاة لايران تنتهي السبت أي اليوم.

وكان منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني قد رفض اول من امس المهل الزمنية ونفى الاتفاق على موعد معين للرد قائلا ان ايران قدمت افكارها فيما يتعلق بالمفاوضات حول ملفها النووي. وكانت دول 5+1 التي تشمل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اضافة الى المانيا قد طلبت من ايران في 19 يوليو (تموز) الرد في غضون أسبوعين على عرضها تعليق فرض مزيد من العقوبات الدولية اذا جمدت طهران أي توسع في نشاطها النووي.

وقال دبلوماسيون حسب رويترز ان خافيير سولانا الذي يقود المحادثات النووية مع ايران عن القوى الست لن يتعجل أو يعلن أن ايران لم تلتزم بالموعد النهائي اذا لم ترد بحلول السبت لكن الغرب يريد ردا الاسبوع القادم.

وقال مسؤول بالاتحاد مشترطا عدم كشف هويته ينبغي للمرء ألا يركز كثيرا على السبت .. اذا لم يكن السبت لكن الاسبوع القادم فاننا لن نثير ضجة كبيرة حول هذا. ما يهم هو الحصول سريعا على رد واضح في الايام القادمة. وقال دبوماسي اخر بالاتحاد «نواصل نهجنا المزدوج من الحوار والضغط. اذا لم ينجح الحوار فقد نواصل بمزيد من الضغط ... في الامم المتحدة أو على مستوى الاتحاد الاوروبي».

وتقول ايران رابع أكبر منتج للنفط في العالم ان نشاطها لتخصيب اليورانيوم انما يهدف الى توليد الكهرباء.

وفرضت الامم المتحدة بالفعل ثلاث جولات من العقوبات على ايران. وترجع المواجهة الى عام 2002 عندما كشف تنظيم ايراني معارض في المنفى عن وجود منشأة لتخصيب اليورانيوم ومفاعل يعمل بالماء الثقيل في البلاد.

وكان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي قد قال يوم الاربعاء قبل انقضاء المهلة ان بلاده ستمضي قدما في مسارها النووي.

ويهدف عرض تجميد فرض مزيد من العقوبات مقابل تجميد التوسع في النشاط النووي المقدم من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الى اطلاق محادثات أولية.

ولن تبدأ مفاوضات رسمية بشأن حزمة تشمل حوافز نووية وتجارية قبل أن تعلق ايران تخصيب اليورانيوم الذي له استخدامات مدنية وعسكرية على حد سواء.

ورفضت ايران وقف التخصيب في السابق وهي لا تبدي أية بادرة حتى الان على استعدادها للتجميد.

وقال دبلوماسي ثالث بالاتحاد الاوروبي انه من المستبعد أن يجتمع سولانا وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي قريبا لكنهما قد يتحدثان بالهاتف في الايام القليلة القادمة لمناقشة رد طهران، وأضاف «تعلمنا التحلي بالصبر». وتستهدف العقوبات السياسية والاقتصادية الحالية بنوكا حكومية ايرانية وتشمل حظر منح تأشيرات دخول لمسؤولين واجراءات بحق شركات يرى أنها على صلة بالبرنامج النووي.

ويقول دبلوماسيون ان من المستبعد فرض عقوبات دولية جديدة على ايران قبل سبتمبر (أيلول) وربما ليس في هذا العام وان كانت دول غربية قد تتخذ تدابير أشد من جانبها.

واتفق سفراء الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع على تجاوز العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على ايران حيث أمروا مؤسساتهم المالية بممارسة قيود على ائتمانات التصدير وسمحوا لاساطيل الدول الاعضاء بتفتيش جميع الشحنات المتجهة الى ايران، وقال دبلوماسيو الاتحاد الاوروبي ان الخطوة ستنال موافقة نهائية الاسبوع القادم مهما يكن رد ايران على أحدث عرض للدخول في محادثات.

وثمة تكهنات متزايدة بأن الولايات المتحدة أو اسرائيل قد تهاجم المنشآت النووية الايرانية لكن كلاهما قال ان اللجوء الى القوة سيكون الملاذ الاخير. لكن مسؤولين أميركيين قالوا ان واشنطن ترغب في تشجيع الشخصيات الايرانية التي تريد التعاون مع الغرب لتخفيف الضغط الاقتصادي والمالي على ايران. وقال غاري سيك الخبير في ايران ان واشنطن على غرار طهران تبدي رغبة كبيرة في انهاء مواجهة تثير مخاوف من نشوب نزاع عسكري.

واعلن سيك امام مجلس العلاقات الدولية ان «لا يرد اي من الطرفين الاقرار بالهزيمة او التراجع امام الطرف الاخر لكن الاثنين يبحثان عن وسيلة للخروج من المأزق»، ورأى ان واشطن تأمل في «تغيير في الطرفين» في مرحلة اولى نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت قبل ثلاثين سنة.

من جهة أخرى، نقلت رويترز عن مسؤول اسرائيلي ان بلاده اعربت مؤخرا عن عدم رضائها عن التعامل الأميركي الاخير مع ايران وحثت ادارة الرئيس جورج بوش على ان تقف بقوة في مطالبة ايران بالتخلي عن برامج نووية يمكن ان تستخدم في تصنيع اسلحة.

وفي تغير في السياسة الاميركية شارك الدبلوماسي الاميركي وليام بيرنز مبعوثي القوى الكبرى في اجتماع عقد مع وفد ايراني يوم 19 يوليو (تموز) والذي اعطت فيه الدول الست طهران مهلة اسبوعين للحد من برامج تخصيب اليورانيوم والا واجهت المزيد من العقوبات.

وأثار هذا التحول دهشة اسرائيل التي انتظرت دوما من حليفتها الكبرى الولايات المتحدة ان تقود جهود عزل ايران.

واستضاف بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اول من امس واحدا من أشد صقور اسرائيل وهو شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي لاجراء مشاورات ثنائية دورية تعرف باسم الحوار الاستراتيجي، واشتهر موفاز وهو وزير دفاع سابق بتكتيكاته القاسية في قمع الانتفاضة الفلسطينية.

وقالت تاليا سوميح المتحدثة باسم موفاز انه استغل المشاورات الدورية وأيضا اجتماعات منفصلة مع كل من ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية للتعبير عن اعتراض اسرائيل على اجراء محادثات أميركية ـ ايرانية مباشرة، وقالت «لم يكن مجرد تعبير عن الاستياء بل التعبير عن مخاوف اسرائيل الشديدة»، مضيفة ان موفاز حث الاميركيين على وضع شروط صارمة مثل رفض السماح للايرانيين بتخصيب اليورانيوم على ارضهم وان يكونوا واضحين في الالتزام بالمهلة لان الايرانيين ببساطة يبحثون عن صدوع يستغلونها. وقالت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان مسؤولين أميركيين واسرائيليين ناقشوا الجهود الدبلوماسية والعقوبات المالية الرامية الى منع ايران من اكتساب أسلحة نووية.

وصدر بيان مقتضب لوزارة الخارجية الاميركية بعد مباحثات بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة واسرائيل في واشنطن ولم يذكر شيئا عن امكانية استخدام القوة في ضرب ايران، وقال البيان «تشترك الولايات المتحدة واسرائيل في الشعور بقلق عميق من البرنامج النووي لايران، وناقش الوفدان الخطوات الرامية الى تقوية الجهود الدبلوماسية والاجراءات المالية لمنع ايران من اكتساب قدرات اسلحة نووية». وقال البيان الذي أوضحت وزارة الخارجية انه صادر عن الولايات المتحدة واسرائيل «أكدنا ايضا عزمنا المشترك القوي للتصدي لمساندة ايران للارهاب». وفي تطور اخر أكدت شركة شتات أويل هيدرو النرويجية للنفط والغاز أمس أنها لن تنفذ أية استثمارات جديدة في ايران في أعقاب ضغوط من الولايات المتحدة لعزل طهران تجاريا.

وقال رئيس الشركة هيلج لوند ان الشركة تجري حوارا مع السلطات الاميركية والاوروبية بشأن ايران، حيث تتولى الاعمال البحرية للمراحل 6-8 من تطوير حقل بارس الجنوبي للغاز في الخليج.

وقال لوند «نحن مطلعون على القوانين والقواعد السارية في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ولن ننفذ أية استثمارات جديدة في ايران في ظل الوضع الراهن». واتخذت عدة شركات في أوروبا وغيرها قرارات مماثلة مع تزايد المخاطر التي يواجهها المستثمرون في ايران بسبب نزاعها مع الغرب حول برنامجها النووي.