الأسد يزور طهران لمباحثات تشمل الملف النووي الإيراني

قال إن سورية تجاوزت كل الصعاب التي واجهتها إقليميا ودوليا

TT

من المتوقع أن يصل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم إلى طهران، في زيارة تستمر يوما واحدا، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة الأسد، التي كانت متوقعة في منتصف اغسطس (آب) الجاري، كانت من المفترض أن تأتي بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى دمشق، إلا أن تعثر صدور البيان الوزاري في لبنان أخر زيارة سليمان، ووصفت المصادر هذه الزيارة بـ«المهمة جدا»، وفيما لم يعلن رسميا عن زيارة الأسد، قالت مصادر إيرانية، سيلتقي الأسد خلال زيارته إلى طهران المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، والرئيس محمود احمدي نجاد، لبحث القضايا الإقليمية والدولية والمسألة النووية وتعزيز العلاقات الثنائية.

وتأتي زيارة الأسد إلى طهران قبل نحو شهر من الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق في منتصف سبتمبر (أيلول) القادم، الذي سبق وطلب من الأسد ممارسة دور إيجابي في تسوية الملف النووي الإيراني، وهو ما أبدت سورية استعدادا لعرضه على الجانب الإيراني، وخلال زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى دمشق، إثر عودة الأسد من زيارة فرنسا منتصف يوليو (تموز) الماضي، قال الوزير الإيراني في ما يخص عرض سورية على الجانب الإيراني ما طلبته منها فرنسا: «كنا دائماً نطلع السوريين على ما يجري على الساحة النووية الإيرانية»، ووصف متقي الدور الذي تلعبه سورية بأنه دور بناء، وقال: «نقدر ونثمن عالياً المواقف الإيجابية لسورية من الملف النووي الإيراني». وكان سفير ايران لدى سورية سيد احمد موسوي قد قال في تصريحات بثتها وكالة انباء فارس الايرانية، «ان الرئيس بشار الاسد سيتوجه قريبا جدا الى ايران للبحث في الاوضاع الاقليمية والازمة النووية الايرانية».

ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن موسوي قوله، «خلال الزيارة الوشيكة، التي سيقوم بها الرئيس السوري، الذي سيلتقي المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد، سيبحث الطرفان في القضايا الاقليمية والدولية والمسألة النووية وتعزيز العلاقات الثنائية». لكنه لم يحدد موعد الزيارة.

وستكون ثالث زيارة يقوم بها الرئيس السوري الى ايران منذ انتخاب الرئيس احمدي نجاد عام 2005، وتعود اخرها الى فبراير (شباط) 2007.

اما الرئيس الايراني فقد زار سورية مرتين، اخرها في يوليو 2007.

وتعزز التحالف بين ايران وسورية، الذي يعود الى ثلاثين سنة، خلال 2006، بالتوقيع على اتفاق تعاون عسكري. وقال الرئيس بشار الأسد، إن سورية اجتازت كل الصعاب التي واجهتها في المحيط الصاخب إقليميا ودولياً، بفضل المناخ الشعبي الوطني وتلاحم الشعب مع القيادة. جاء ذلك في كلمة وجهها صباح أمس إلى القوات المسلحة عبر مجلة «جيش الشعب» في الذكرى الثالثة والستين لتأسيس الجيش السوري، وأكد الأسد في كلمته، على أن «بناء القوات المسلحة وتعزيز قدراتها في مختلف صنوف الأسلحة، يتبوأ أهمية خاصة على الدوام في الإستراتيجية الوطنية، في إطار مفهوم شامل للأمن الوطني يطول مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والشؤون العسكرية. وبما يجعل منه مفهوما تنمويا حيويا يوحد الجهود كافة ويوظف القدرات التوظيف الأصح ويعضد مكامن القوة».

وأضاف الأسد، أن «الشعب الوفي، كان عامل الحسم الأهم في كل معركة خاضتها سورية، وفي كل محطة عبرتها، وبفضل الشعب مع قيادته في ظل الظروف التي عشناها فى الفترة الماضية، استطعنا ان نجتاز كل صعاب واجهتنا فى هذا المحيط الصاخب اقليميا ودولياً».