عودة الهدوء إلى حي «الشجاعية» بعد القبض على 70 شخصا بينهم المتهم الرئيسي في تفجيرات غزة

الشرطة عثرت في الحي على ورشة لتصنيع القذائف ومخازن سلاح ومراكز تدريب عسكرية

TT

عاد الهدوء فجر أمس إلى حي «الشجاعية»، شرق مدينة غزة، بعد يوم من المواجهات الشديدة بين عناصر الأمن التابعة للحكومة المقالة في غزة، برئاسة إسماعيل هنية، ومسلحين من عائلة حلس، إحدى كبريات العائلات في المدينة، سقط خلالها 9 أشخاص وأكثر من 90 جريحا. وأعلنت الشرطة عن الحي، منطقة أمنية مغلقة بعد سيطرتها عليه، مؤكدة أنها تقوم حالياً بعمليات تمشيط واسعة النطاق بحثاً عن أشخاص مشتبه بتورطهم في التفجيرات الأخيرة ولجمع أسلحة العائلة. وفي بيان صادر عنه، قال إسلام شهوان الناطق بلسان الشرطة، إن الشرطة عثرت في الحي على ورشة لتصنيع العبوات، كان يستخدمها أبناء العائلة في عمليات «العربدة»، على حد تعبيره. وقال إن الشرطة تفاجأت بشدة من عثورها على ورشة تصنيع قذائف ومخازن سلاح، علاوة على أسلحة وعبوات إسرائيلية الصنع، ومراكز تدريب عسكرية ومسروقات مختلفة. وتساءل شهوان قائلاُ «لمصلحة من تملك عائلة أو مجموعة كل هذا السلاح؟! وتقيم مربعاً أسود يأوي الفارين من العدالة؟!». من جانب آخر، دعت حركة حماس ابناء حركة فتح وعائلة حلس، الذين فروا أول من امس باتجاه اسرائيل للعودة الى منازلهم. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «ندعو جميع الذين خرجوا من غزة باتجاه الاحتلال للعودة، فهذا هو بلدهم وما كان ينبغي خروجهم منه». وأضاف البيان «تؤكد حركة حماس حرصها على عودة الجميع وتطمئنهم بأن كل من ليس له علاقة بالإخلال بالأمن، سيجري الإفراج عنهم فوراً وإعادتهم إلى أهلهم وبيوتهم». وأكد المتحدث باسم حركة حماس «أن عملية المداهمة في حي الشجاعية شرق غزة، لم تستهدف عائلة حلس فهي عائلة لها مكانتها وتاريخها، وإنما استهدفت بعض الخارجين عن القانون الذين استخدموا العائلة ستاراً لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وإيواء الفارين من العدالة في هذا المربع الأمني». من ناحيته قال ايهاب الغصين الناطق بلسان وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إن سلطات الاحتلال اعادت العشرات من ابناء عائلة حلس الذين فروا إلى إسرائيل، مشيراً إلى ان الشرطة قامت بتطمينهم واستقبالهم ووعدتهم بعدم اعتقال أي شخص غير متورط في عمليات الإخلال بالأمن والنظام العام. واضاف الغصين أن سلطات الاحتلال تعتزم إعادة جميع الفارين إلى قطاع غزة بسبب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبالهم في الضفة الغربية، وإجراء تنسيق لنقل القيادي في فتح أحمد حلس ومرافقيه فقط للضفة الغربية. وأكد الغصين أنه تم القاء القبض على 70 شخصا خلال الحملة الأمنية على حي الشجاعية، نافياً ان يكون من بين الذين تم القاء القبض عليهم، قيادات سياسية من حركة فتح.

من ناحيته أعلن وزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام، نجاح الأجهزة الأمنية في تفكيك المربع الأمني، الذي اقامته عائلة حلس في حي الشجاعية، الذي كان يؤوي عددا كبيرا من «المطلوبين والمنفلتين»، مشدداً على أنه لن يُسمح لأي عائلة بالتقول على القانون. وفي مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية في مقر قيادة الشرطة بغزة أنه خلال مداهمة حي الشجاعية القت الأجهزة الأمنية القبض على أربعة من المطلوبين من بينهم زكي السكني، المتهم الرئيسي في عمليات التفجير التي هزت غزة قبل عشرة ايام، واسفرت عن مقتل خمسة من قيادات حماس العسكرية وطفلة وجرح العشرات. واكد صيام أن مسؤولين في حركة فتح، ضالعون في التفجيرات التي هزت غزة، قائلاً «هؤلاء المسؤولون مارسوا التحريض وتمويل حوادث التفجيرات، بغرض إثارة الفوضى والفلتان الأمني في القطاع». وقال صيام إن الحكومة التزمت اتفاقا مع مخاتير عائلة «حلس» لمنع حالات التصادم، يقوم على تسليم المطلوبين من أبنائها للعدالة، إلا أن العائلة أخلت بالاتفاق، بعد رفض تسليم 20 من أبنائها للتحقيق في حادثة تفجير شاطئ بحر غزة. ولفت إلى أن عناصر العائلة المطلوبين، عمدوا إلى مواصلة تحدي الحكومة المقالة، وأطلقوا عدة قذائف أدت إلى مقتل اثنين من عناصر الشرطة، عدا عن إصابة عدد كبير من المواطنين، جراء إطلاق القذائف وصواريخ الهاون محلية الصنع.