25 جريحا في عملية انتحارية استهدفت مركزا للاستعلامات العامة في الجزائر

أصابع الاتهام تتجه إلى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب»

TT

خلَف انفجار قوي استهدف أمس مركزا للاستعلامات العامة بشرق الجزائر، 25 جريحا من بينهم 6 من أفراد الشرطة. وقال شهود إن شخصا مجهولا فجر سيارة معبأة بالمتفجرات في واجهة المركز الأمني، ما تسبب في تحطيم جزء منه وتضرر منازل سكان المنطقة.

واستيقظ سكان مدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، في الصباح الباكر على دوي انفجار ضخم، مصدره محافظة شرطة الاستعلامات التي تقع بوسط المدينة. وانتشرت بسرعة في أرجاء المدينة، أنباء عن وقوع عملية انتحارية بواسطة المتفجرات. وأفاد وزير الداخلية يزيد زرهوني، الذي تنقل إلى المكان، بأن التفجير خلف 25 جريحا من بينهم 6 من أفراد الشرطة العاملين في المركز الأمني. وكان بيان لوزارة الداخلية قد أشار من قبل إلى وقوع 21 جريحا. وتنقلت سيارات الاسعاف إلى تيزي وزو بكثرة لنقل الجرحى إلى مستشفى المدينة، وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن حالات بعض المصابين خطيرة، يوجد من بينهم بعض سكان العمارة المجاورة للمركز الأمني. فيما صرح زرهوني للصحافة بأن 4 مدنيين يخضعون حاليا للعناية المركزة، فضلا عن إجراء عملية جراحية لأحد أعوان الشرطة. يشار إلى أن مركز الاستعلامات يقع على بعد أمتار من ثكنة عسكرية، وغير بعيد عن مكتب صحيفة «الخبر» واسعة الانتشار. وذكر مراسل إحدى الصحف المحلية، أن واجهة محافظة الشرطة تحطمت بفعل الانفجار، وقال إنه شاهد بقايا لحم بشري مبعثرة في محيط الانفجار، رجح بأنها أجزاء ما بقي من جسم الانتحاري الذي تجهل هويته. وانتشر أفراد الشرطة العلمية بالمكان لجمع أشلاء الانتحاري تمهيدا للتعرف عليه بواسطة الحمض النووي. وظهرت آثار شظايا السيارة المفخخة المتطايرة على مساكن المدينة، وتطاير زجاج نوافذ أغلب المباني التي تقع ضمن شعاع يصل مداه إلى 200 متر.

ووصف أحد السكان هول التفجير لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «كنت أغط في سبات عميق لما وقع التفجير.. خيل لي لحظتها أن زلزالا مدمرا أتى على المنطقة، وعندما سارعت إلى النافذة شاهدت دخانا أسود يتصاعد أمام محافظة الشرطة، فتأكدت أنها تعرضت لعملية إرهابية». وقال نفس الشخص إن سكان المدينة كانوا يعتبرون المركز الأمني هدفا مفترضا لعمليات انتحارية سبق أن ضربت مباني أمنية ومدنية بالمنطقة. وشوهد المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونس، يعطي تعليمات لضباط الشرطة في تيزي وزو، تطلب منهم «رفع درجة اليقظة»، على أساس أن الجماعات المسلحة ستظل تترصد لرجال الأمن لضربهم، إما بواسطة تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة أو باستدراجهم إلى أماكن معزولة للايقاع بهم في كمائن.

ولم تتبنَ أية جهة العملية الانتحارية، ولما سأل صحافي العقيد تونسي عن منفذيها قال: «هل لديكم شك في أن الارهابيين المخربين هم الذين دبروا ونفذوا هذا العمل الاجرامي؟». وهي إشارة واضحة إلى التنظيم الذي يطلق على نفسه «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، الذي هدد في بيانات منشورة على شبكة الانترنت بتكثيف العمليات الانتحارية ضد مقار الشرطة والمباني الحكومية والشركات الأجنبية. يشار إلى أن آخر عملية انتحارية وقعت في 23 يوليو)تموز( الماضي، حيث اصطدم انتحاري بدراجة نارية في شاحنة عسكرية، بمدينة الاخضرية (100 كلم شرق العاصمة) مخلفا 10 جرحى.